search

    جيوفاني إلبير يستعرض تجربته الكروية في لقاء مع طلاب أكاديمية أسباير

    أسباير

    استقبلت أكاديمية أسباير صباح الثلاثاء اللاعب البرازيلي المعتزل جيوفاني إلبير، نجم منتخب السامبا وأحد أبرز مهاجمي وهدافي الدوري الألماني والفرنسي والسويسري في منتصف التسعينات وأوائل الألفية الجديدة، وذلك في لقاء حواري مع طلاب أكاديمية أسباير بعنوان "تجربتي".
     
    وكان في شرف استقبال اللاعب الكبير عدد من كبار المسؤولين بأكاديمية أسباير يتصدرهم السيد علي سالم عفيفة، نائب مدير عام الأكاديمية، والسيد جاسم الجابر، مدير المدرسة بالأكاديمية، وعدد كبير من المدرسين والمدربين والطلاب الرياضيين وممثلي وسائل الإعلام المختلفة التي حرصت على التواجد لتغطية تلك الزيارة المميزة.
     
    وأجرى الحوار الإعلامي المخضرم ماجد الخليفي واستعرض مع اللاعب الكبير أبرز المحطات الهامة في مسيرته الكروية ورحلته من نادي لوندرينا للناشئين، مرورا بتجربته الاحترافية في سن السادسة عشرة من عمره مع نادي إيه سي ميلان في عام 1990، وغراسهوبر زيوريخ السويسري، ونادي شتوتغارت الألماني، وتألقه مع نادي بايرن ميونخ والذي استطاع أن ينال شهرة كبيرة من خلال مساهمته في تحقيق بطولة دوري الدرجة الأولى لأربع مواسم وكأس ألمانيا ثلاث مرات وتتويجه هدافًا للبطولة لأكثر من مرة، ثم انتقاله إلى ليون الفرنسي، وبعدها إلى نادي بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني، وعودته للبرازيل للعب مع نادي كروزيرو واختتام مسيرته الكروية في عام 2006.
     
    وفي بداية الحوار رحب الخليفي باللاعب الكبير الذي شكره على حسن الاستضافة مبديًا سعادته باستعراض مسيرته الرياضية من البداية للنهاية والتحاور مع طلاب أكاديمية أسباير الرياضيين.
    وبسؤاله عن بداياته، قال جيوفاني إنه بدأ اللعب في سن العاشرة على مستوى احترافي وفي وقت وجيز تحول لأحد اللاعبين الأساسيين بفريق لوندرينا، لينضم بعدها لمنتخب البرازيل دون 16 سنة.
     
    وأوضح إلبر إنه كان من الضروري أن يعمل بجد واجتهاد كبيرين للوصول لهذا المستوى ولفت أنه كان محظوظًا لانتقاله لأندية عالمية وهو ما دفعه لتقديم الأفضل وأن يبذل ما في وسعه لتحقيق طموحه ليطور من مستواه تدريجيًا، ليصبح أول لاعب برازيلي دون 16 عامًا يحترف بالخارج.
     
    وعن نشأته وعائلته، قال جيوفاني إنه كان حرفيا "يستنشق كرة القدم" وأنه كان بركض لفترات طويلة ويمارس الرياضة في الشارع وكل مكان، وأنهم كانوا يتمرنون في أكاديمية للناشئين مشابهة لأكاديمية أسباير من ثلاث لأربع مرات في الأسبوع.
     
    وأوضح أنه وفي بداياته بدأ معه الكثير؛ لكن القليل من استطاع الاستمرار بفضل العمل الدؤوب والمستمر والإصرار على إثبات الذات والذهاب بعيدًا لتحقيق مرادهم.
     
    ووصف بداياته الاحترافية قائلا: "حينما سافرت لإيطاليا رأيت جميع النجوم الذي كنت أشاهدهم على التلفاز لم أصدق نفسي حينها واتخذت قرارًا بأنه لا مفر آخر لي سوى النجاح".
     
    وبين اللاعب الكبير خلال حديثه أن التألق لا علاقة له بالفقر والغنى بل بإرادة اللاعب ذاته وعمله على البلوغ لهدفه، مبينًا أنه اضطر لترك العمل في سبيل الاحتراف رغم حاجته للمال في سن مبكرة ولم يكن أمامه سوى طريق النجاح حتى الاحتراف، وأكد جيوفاني مرة أخرى أن الأمر كله يتعلق بالجانب الذهني والإرادة وقال: " إن أردت أن تصبح لاعبا متمرسا عليك أن تعرف أين يمكنك الذهاب وأن تتمسك بإرادتك".
     
    وتحدث الهداف المخضرم عن دور المثل الأعلى في حياته وقال إنه كان اللاعب البرازيلي الشهير "زيكو" الذي كان مميزًا داخل الملعب وخارجه وأنه يجب ألا تحتل كرة القدم مكان الإنسان لأنه في يوم ما سيتوقف اللاعب عن ممارسة اللعبة وسيستمر الإنسان، ناصحًا الناشئين من حوله بالتحلي بخلق التواضع.
     
    وبالتطرق لمشاركته بين صفوف منتخب السامبا قال: " أن يتم استدعاءك للعب بالمنتخب، هذا شرف كبير لنا في البرازيل، فلدينا الآلاف من اللاعبين الموهوبين والكل يحلم بأن يكون جزءًا من المنتخب، الطريق كان طويلًا وشائكًا وليس من السهل الوصول لهذا المستوى على الإطلاق".
     
    وعن استفادته من تجربة الاحتراف في تطوير مهاراته الشخصية أجاب: " كنت أتمنى أن أصبح لاعبًا محترفًا؛ لكني لم أتوقع أن أرى العالم بأكمله وأعطتني كرة القدم هذه الفرصة المذهلة، تعلمت اللغات من خلال كرة القدم، احتككت بحضارات وثقافات مختلفة بكل دولة سافرت إليها، وتعلمت الكثير من الأمور الإيجابية".
     
    وعن رحلة الصعود للقمة قال اللاعب البرازيلي الكبير: "هناك بعض اللاعبين الذين يصعدون للقمة ويتراجع مستواهم فجأة، يجب تتدرج شيئا فشيئا وأن تكون القاعدة صلبة وأن تكون المسيرة احترافية".
     
    وعن علاقة المدربين باللاعبين من جهة واللاعب مع فريقه من جهة أخرى قال جيوفاني: "النادي يشبه أسرتك ويجب أن تكونوا كالجسد الواحد، ولا أنسى تجربتي مع شتوتجارت فالمدرب كان يتواصل بشكل كبير اللاعبين، وكان يتأكد في كل مرة أننا مرتاحون لقراراته، وكانت مباراتي الأخيرة مع الفريق مميزة للغاية، فقد كانت نهائي كأس ألمانيا وسجلت فيها هدفين كانا بمثابة هدية الوادع لعشاق النادي".
     
    وأكد اللاعب الكبير على أهمية الإنصات لتعليمات المدرب وقال: "يجب أن تصغي جيدًا لتعليمات المدرب وأن تتعلم منه وأن تبذل جهدًا متواصلًا، فكريستيانو رونالدو على سبيل المثال يتدرب على الضربات الحرة مئات المرات، وكل النجوم كذلك، يجب أن تتدرب وأن تتعلم وأن تعمل باستمرار على تحقيق النجاح".
     
    وبسؤاله عما إذا كانت الموهبة أم طريقة التدريب هي سر النجاح، أجاب: " سر الفوز في كرة القدم تكمن في أداء الفريق، فالروح الجماعية هي ما يميز أي فريق، وهذا ما لمسته في الدوري الألماني مع فريق بايرن ميونيخ، والموهبة وحدها لا تكفي، إن لم تعمل سيسبقك الآخرون ويأخذون موقعك، هناك العديد ممن لديهم الموهبة في البرازيل ولم يستمروا في العمل، فتراجعوا، يجب أن نعمل بشكل يومي وأن نتعلم في كل يوم شكل جديد".
     
    وعن أصعب لحظاته كلاعب لكرة القدم، قال: "الشيء الأصعب على الإطلاق هو الإصابة، وهذا يؤثر عليك كلاعب محترف فحينما تكون مصابًا تفوتك الكثير من التدريبات، وعليك حينها التمرن لتعويض تلك اللحظات الصعبة".
     
    وعن وضوح الهدف وأهميته في مسيرة اللاعبين قال: "هدفي كان واضحًا منذ البداية، كنت دائما أضع نصب عيني أن أن أكون الأفضل وأن أكون محترفًا، وضوح الهدف سبب من أسباب النجاح".
     
    ووجه اللاعب الكبير حديثه في الختام لطلاب الأكاديمية قائلا: "أعتقد أنه لديكم أفضل أكاديمية لكرة القدم في العالم، وما رأيته حتى الآن كالحلم،  وإن أردت ان تكون محترفًا عليك أن تسأل نفسك هل تريد أن تصل للقمة؟ أو أن تكون جزءا من المنظومة؟ إن كانت إجابتك هي الأخيرة فأنت في المكان الخاطئ، لديكم الفرصة المواتية لتصبحوا محترفين وما يتوفر لديكم في الدوحة وقطر شيء مبهر حقًا، ثابروا واعملوا واستغلوا هذه الفرصة التي لا تعوض".