search

    المساكني يقود الحلم التونسي لاستعادة الأمجاد

    موقع الفيفا

    بدأ العد التنازلي للجولة الأخيرة من تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018 FIFA، فبعدما تعرفنا على أول فريقين ضمنا التأهل في الجولة الخامسة (مصر ونيجيريا)، ستكون الأنظار موجهة إلى المجموعات الأولى والثالثة والرابعة، من بينها مجموعة تونس التي يحتاج فيها نسور قرطاج لنقطة وحيدة عندما يستقبلوا ليبيا لضمان تذكرة السفر إلى روسيا.

    وصول تونس لهذا المستوى لم يأت من عدم، بل جاء بفضل عمل كبير قدمه المدرب نبيل معلول، وبفضل لاعبين طبقوا التعليمات فوق الميدان، واستغلوا كامل إمكانياتهم الفردية من أجل خلق الفارق، على غرار يوسف المساكني الذي استعاد مستواه في الفترة الأخيرة ولعب دوراً كبيراً في عودة تونس بأربع نقاط من خارج الديار في آخر جولتين شكلت فارقاً مهما من أجل تحقيق التأهل.

    تحدث المساكني لموقع FIFA.com عن العودة القوية لنسور قرطاج، ولخصها بقوله "الحمد لله لحد الآن المشوار موفق، قبل مباراة واحدة على نهاية التصفيات في رادس، نحن بحاجة لنقطة فقط من أجل بلوغ كأس العالم."

    مضيفاً "المنتخب التونسي أصبح له قوة شخصية وأظهر ذلك في المواجهتين الأخيرتين أمام الكونجو الديمقراطية وغينيا، فرغم التأخر في النتيجة وخارج الديار إلا أننا عدنا بنتائج إيجابية وهو ما صنع الفارق مؤخرا."

    ومن بين أصعب المباريات التي لعبها منتخب تونس لحد الآن هي مواجهة الكونجو الديمقراطية في كينشاسا، إذ وجد الفريق نفسه متأخراً في النتيجة، قبل أن يقلب زملاء المساكني التأخر إلى تعادل بطعم الفوز أبقاهم في المرتبة الأولى بفارق ثلاث نقاط، وهو ما ساهم في اقترابهم من التأهل.

    وهل شك يوسف وزملائه في قدرة فريقهم في العودة بعد تلقي هدفين في كينشاسا، يجيب قائلاً "لم نشك أبداً في قدرتنا للعودة في النتيجة. بالعكس، كنا نعلم أننا فزنا عليهم في تونس بنتيجة (2-1) لأن منتخبنا لديه قوة شخصية لتسيير تلك المراحل الصعبة، فليس سهلاً أن تكون متأخراً بهدفين في الكونجو وتعود لتعدل النتيجة بتلك الطريقة، والأكيد أن التعديل وتلك العودة لم تأت من عدم، بل كان فيه عمل على كل المستويات، كما أننا لم نفكر في أي لحظة أننا خسرنا رهان كأس العالم، بل هاجمنا مرة ومرتين وثلاث مرات وفي الأخير وفقنا الله في التسجيل."

    لا يختلف اثنان أن يوسف المساكني لعب دوراً بارزاً في اقتراب تونس إلى بلوغ الهدف المنشود، فبعدما كان الفريق منهزماً بهدف يتيم أمام غينيا في كوناكري، سجل هدفاً في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، ما منح جرعة أوكسجين لزملائه، ليواصل المساكني التألق وينهي المباراة بتحقيق الثلاثية كما ساعد في تسجيل الهدف الرابع.

    علق يوسف عن عودته القوية مؤخراً،"لا يوجد أي سر في ذلك، فأنا كلاعب أضاعف من مجهوداتي في التدريبات والتوفيق من عند الله، ومن بين أسباب نجاحاتي مؤخراً مستوى زملائي المحيطين بي فوق الميدان، وهو المستوى الذي أحبه أنا فضلاً عن المدرب نبيل معلول الذي منحني أريحية أكبر فوق المستطيل الأخضر."

    كرم المساكني لا يقتصر فقط على أرضية الميدان بتمريراته الحاسمة، بل أصر على شكر زملائه في المنتخب وخاصة ثلاثي وسط الميدان "صحيح المنتخب التونسي يلعب بـ"جرينتا" كبيرة في الفترة الأخيرة، لكن  الثلاثي الذي يلعب في وسط الميدان هو الذي منح هذا الحماس لنسور قرطاج، فكل من فرجاني الساسي وجايلان الشعلالي ومحمد أمين بن عمر قدموا للمنتخب إضافة كبيرة ساهمت في تقدم فريقنا نحو الأمام والمضي قدماً، فهذا ما كان ينقص المنتخب التونسي من قبل."

    يقول كل متتبعي كرة القدم الأفريقية والعالمية أن منتخب تونس وضع قدماً ونصف في روسيا، وهو بحاجة للتعادل فقط حين يستقبل ليبيا من أجل التأهل، لكن يوسف المساكني يرى العكس، ويعلق قائلاً "لسنا متخوفين من ليبيا لكننا مطالبين بأخذ احتياطاتنا، لأن ليبيا منتخب لديه تقاليده في كرة القدم ودائما تكون المباريات بيننا وبينهم صعبة، فلا أتذكر أننا فزنا عليهم أو فازوا علينا بأريحية، ففي كل مرة تنتهي المباريات بهدف لصفر أو على الأكثر بهدفين لهدف واحد، وأظن أن هذه المباراة هي مباراة حياة أو موت بالنسبة للمنتخب التونسي، وإن شاء الله سنكون حاضرين جيداً فوق الميدان ونأخذ احتياطاتنا منذ البداية."

    وقبل أن يختم المقابلة، وجه يوسف رسالة لكل جماهير تونس، قائلاً "أجمل إحساس يشعر به اللاعب هو إدخال الفرحة في قلوب الجماهير، فلما تسمع الأنصار يرددون "تونس..تونس" وأعلم أنني شاركت في تلك الفرحة أفرح كثيراً، ولهذا أوجه نداء للجماهير التونسية حتى تكون موجودة بقوة في ملعب رادس لمساندتنا أمام ليبيا لتحقيق التأهل."