حسن الذوداي: مونديال قطر 2022 سيترك إرثا كبيرا لكل من يعشق كرة القدم

الكأس
في حديث دولي مع صحيفة نيويورك تايمز
الذوادي: إجروا مقارنة بين إصلاح الوضع العمالي في أمريكا وقطر
كأس العالم لدول المنطقة بعيداً عن الخلافات السياسية والعقائدية
الجميع مرحب به في قطر مع إحترام خصوصية مجتمعنا المحافظ
مونديال 2022 فرصة لحضور اكثر من مباراة باليوم الواحد
توزيع مقاعد الاستادات المؤقتة على مختلف الدول لتجنب الهدر
بعد أن كشفت الصحافة العالمية عن السبب الحقيقي لقيام دول الحصار بحصار قطر وهو الغيرة المرضية والحادة التي وقعت بها هذه الدول كردة فعل على المكانة العالية التي تبوأتها قطر بفضل العديد من الإنجازات التي حققتها أو تلك التي تسعى لتحقيقها وبالتأكيد في مقدمتها الحصول على شرف إستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 – كان لا بد أن تتدافع الوسائل الإعلامية بمختلف أنواعها لإجراء مقابلات مع الشخصيات القطرية المعنية حيث نجحت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الشهيرة من إجراء حوار دسم مع السيد حسن عبدالله الذوادي أمين عام اللجنة العليا للمشاريع والإرث الذي وضع النقاط على حروف أسئلة الصحيفة الاميركية مبتعداً عن فخ الوقوع في الحديث عن ميزاته الشخصية التي لم يجد لها مجالاً عند التكلم في مواضيع الشأن العام موجهاً رسائل وطنية عميقة تؤكد أن كأس العالم 2022 هي كأس عالم الشرق الأوسط والمنطقة العربية وليست كأس قطر بمفردها مشدداً على أهمية إحترام شروط الفيفا في الإستضافة التي من المؤكد أنها ستترك إرثاً كبيراً لكل من يعشق كرة القدم سواء كان من داخل المنطقة أو خارجها.
أول محور من محاور اللقاء كان ذلك الذي يتحدث عن العقبات التي واجهته وعن أكثر العقبات صعوبة التي من الممكن ان تواجه إستضافة قطر لكأس العالم حيث أكد الرئيس التنفيذي للجنة المحلية المنظمة لكأس العالم 2022 أنه من الصعب حصر المشاكل بمرحلة واحدة أو عقبة وحيدة لأنه مع الإعداد لتنظيم بطولة بهذه الأهمية تتراكم الضغوطات وتتطلب الدقة خصوصاً مع إقتراب موعد البطولة لذلك جل ما يتطلع إليه حالياً هو تسليم المشاريع في الوقت المطلوب دون الشعور بضغط إمكانية تخطي المهلة الزمنية المحددة مؤكداً ان التخطيط لكافة المراحل السابقة قد تم تنفيذه وفقاً للجداول الزمنية الموضوعة.
وبمحاولة المحاور نقل الحديث من تحديات التحضيرات اللوجستية إلى الحديث عن العنصر الثقافي الذي سيجعل نسخة 2022 مختلفة عن باقي نسخات كأس العالم السابقة أكد الذوادي إن ما ينتظر قطر هو تماماً ما حصل مع جنوب أفريقيا عام 2010 عندما قامت بإستضافة المونديال للمرة الأولى في تاريخ القارة الأفريقية كاشفاً التفاعل الكبير الذي ساد في كافة مدن جنوب أفريقيا وشوارعها متوقعاّ ذات التفاعل عند تنظيم مونديال 2022 على إعتبار ان قطر ستنظمه بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن كافة دول وشعوب الشرق الأوسط والمنطقة العربية معتبراً ان تخطي الحدود الإقليمية إلى العالمية في مجال التنظيم سيعطي المنحى الثقافي بعداً جديداً يتخطى حدود المنطقة.
وعند الوصول للحديث عن حصار قطر من جانب دول الحصار وعن إمكانية التأثير على البعد الإقليمي لمونديال 2022 شدد أمين عام اللجنة العليا للمشاريع والإرث على القاعدة الرئيسية التي يستخدمها وهي فصل الرياضة عن مختلف الصراعات السياسية معتبراً أن الرياضة تجمع الأطراف المختلفة عقائدياً وثقافياً وعرقياً مخففاً من أهمية ان توافقه دول الجوار ذات الرأي مطالباً الجميع بعد الترحيب بهم التفكير جيداً بهذه الفرصة الذهبية لجميع سكان المنطقة الشغوفين بلعبة كرة القدم بغض النظر اذا كانوا من قطر او السعودية او المغرب أو أي دولة أخرى في المنطقة.
وبالدخول إلى الجانب التقني في التنظيم تم التساؤل من جانب – النيويورك تايمز – حول قرب الإستادات من بعضها البعض والتحديات الأمنية التي من الممكن حصولها قام الذوادي بتعداد الفوائد من هذا القرب خصوصاً للمشجعين لناحية تجنب السفر من مدينة إلى اخرى وتغيير أماكن الإقامة الخ.... مع طرح فكرة مشاهدة أكثر من مباراة في اليوم الواحد وهي الميزة التي لم تتوفر في أي من النسخات السابقة مما سيعود بالفائدة على البطولة وعلى الحضور الجماهيري مذكراً أن هذه النقطة تحديداً كانت العلامة الفارقة لملف قطر 2022 التي ساعدته بشكل كبير في الفوز بشرف التنظيم لافتاً إلى إهتمام العديد من الأندية العالمية إلى إقامة معسكراتها في الدوحة في الفترة الشتوية مشيراً إلى أنه في الجانب الأمني هناك تنسيق وتعاون مع أبرز المؤسسات الامنية في العالم المعنية بتنظيم البطولات الكبرى وذلك لإكتساب الخبرات منهم وهذا ما تم في العديد من البطولات العالمية والقارية مثل كأس العالم وكأس الامم الأوروبية.
وحول عدد الزائرين المتوقعين أثناء البطولة أكد الذوادي ان العدد يقارب مليون و200 الف زائر وان القدرة على استقبالهم ستتحقق بمجرد الانتهاء من المشاريع التي تدخل أيضاً ضمن مخطط نمو البلاد وتطويرها والمتوقع الإنتهاء منها ما بين عامي 2020 و 2021
أما بالحديث عن إنشاء الإستادات الكبيرة التي لن تكون قطر بحاجتها بعد البطولة فقد أشار إلى ان الحل بتبني فكرة تشييد العديد من الإستادات في العديد من دول العالم من المقاعد المؤقتة التي سيتم تركيبها في معظم إستادات كأس العالم إلى جانب ذلك كشف عن المرافق التي تم تشييدها في الإستادات وفقاً لمتطلبات أهالي المنطقة معطياً مثالاً عن مدينة الوكرة التي تم سؤال أهلها عبر زيارات مباشرة لهم عن حاجاتهم ليتم تخصيص مرفق كبير كقاعة لحفلات الزفاف إلى جانب المنشآت المدرسية التي تم تخصيص مساحة لها في تصميم كل المشاريع التي تم انجازها
واقعية أمين عام اللجنة العليا للمشاريع والإرث تجسدت عند الحديث عن الإنتقادات اللاذعة التي تم توجيهها من جمعيات حقوق الإنسان والنقابات العمالية فيما يخص العمال وذلك عندما أكد أن البلد المثالي غير موجود في العالم كاشفاً ان الكثير من المشاكل التي تواجه قطر سببها النمو السريع في المجالين الإقتصادي والسكاني وهو الأمر الذي كنا نعرفه سابقاً وندرك أن الأضواء ستتسلط علينا ومع ذلك واصلنا وقبلنا التحدي لترك إرث للاجيال المقبلة على قاعدة ان مونديال 2022 هو فرصة للتغيير الإيجابي ولتفعيل مبادرات تحسين وضع العمال التي إلتزمت بها الحكومة منذ البداية كخيار إستراتيجي معطياً الأمثلة عما قامت به اللجنة العليا للمشاريع والإرث من ناحية البحث في الثغرات والقضايا المثارة من اجل التخلص منها وذلك بالتعاون مع مختلف الاطراف الدولية المعنية من المنظمات غير الحكومية وقطاع البناء حتى مع كل عقبة تواجههم يقومون بذات التنسيق والتعاون متحدثاً عن المستويات الاربعة للمعايير التي التزمتها اللجنة العليا وهي على التوالي: التدقيق الذاتي من المقاولين – التدقيق الخاص من اللجنة – التدقيق من جهة مستقلة تقدم تقريراً سنوياً الى جانب التدقيق الحكومي مستطرداً بالقول ان الكثير من العقبات قد تجاوزوها ويعملون على التخلص من أي عقبة تواجههم بغض النظر عن الإنتقادات الإعلامية التي تحمل العديد من المعلومات غير الدقيقة مشيراً إلى ان الإيجابية الحاصلة لا تعني التخلص من كافة المشاكل التي من المستحيل التخلص منها بين عشية وضحاها مطالباً ان يتم إجراء المقارنة بين إصلاح اوضاع العمال في كل من الولايات المتحدة وقطر وان الملخص الذي سنخرج به جميعاً هو موضوع حقوق العمال قضية عالمية تواجه جميع الدول من دون استثناء.
وحول الأمور الجدلية التي كانت تناولتها الوسائل الإعلامية إختتم الذوادي حديثه بالتأكيد على ضرورة الإلتزام بتأمين كافة إحتياجات الفيفا شرط إحترام خصوصية المجتمع القطري المحافظ .