حمى المفاجآت شعار الجولة الأولى من دوري نجوم QNB

قنا
حملت الجولة الاولى من منافسات الدوري القطري (دوري نجوم QNB ) 2017 /2018 ، في طياتها أسراراً جديدة ,حيث القت حمى المفاجآت بظلالها منذ الوهلة لتفرض نفسها بقوة كعنوان ابرز في الاسبوع الاول ، خاصة وان نتائج بعض المباريات شهدت إثارة كبرى ستساهم في تغير خارطة الكرة بشكل كبير وفي إعادة الحسابات من جديد .
وجاءت أغلب نتائج الجولة الاولى مخالفة للتوقعات وحملت في جعبتها عناوين مهمة , وإشارات واضحة بأن المنافسة في الموسم الحالي لن تكون سهلة، وبأن كرة القدم لم تعد تعترف بأسماء وتاريخ ،كما كانت في السابق ، والدليل هو سقوط حامل لقبي كأس السوبر وكأس سمو الامير المفدى نادي السد بعد أن عرقل القادم من الدرجة الثانية نادي مرخية بدايته بثنائية في اقل من ثلاث دقائق ،كانت كفيلة بجعل رادار الانتقادات يصوب عليه بقوة لاسيما انه سيلعب على واجهتين هذا الموسم اسيويا ومحليا.
ومن الأمور الأخرى التي سترفع من قيمة أسهم المنافسة في الدوري القطري أن أي فريق صار بإمكانه أن يظهر بثوب جديد، ويكون مفاجأة الجولة بتحقيقه نتائج غير متوقعة تربك تكهنات المحللين والنقاد بل والجماهير، فالجولات القادم مازالت ستحمل في طياتها الجديد وستزيح الستار عن نتائج مثيرة.
كما حملت الجولة الاولى بعض الارقام والاحصائيات التي كشفت ولو قليلا عن شكل المنافسة مستقبلا ،لتزيح بذلك بعض الغموض الذي كان يطفو على السطح ،وخاصة توقعات بعض المحللين والنقاد ومتابعي الدوري القطري الذين اختلفت آرائهم بين الصواب والخطأ.
البداية ستكون مع الحصيلة الهجومية التي شهدها الاسبوع الاول ،حيث بلغت الحصيلة التهديفية 24 هدفا ، في حين كان اجمالي الاهداف في اولى جولات الموسم الماضي 21 هدفا ، وكان النصيب الاوفر من الاهداف قد سجل في مواجهة الريان امام الخور حيث تم تسجيل 6 اهداف كاملة ، ثم تأتي مواجهة الدحيل مع نادي قطر برصيد 5 اهداف...وجاءت اغلب الاهداف في الشوط الثاني بواقع 14 هدفا ، في حين شهد الشوط الاول تسجيل 10 اهداف.
كما تم تسجيل اول تعادل ايجابي بهدف لمثله في مواجهة الاهلي والغرافة الافتتاحية ،ليقتسم بذلك الفريقان النقاط على امل التعويض في قادم المباريات.
كما شهد الاسبوع الاول تسجيل اسرع هدف في الثانية ال50 وكان من نصيب لاعب الاهلي كريستيان نازاريت بكرة رأسية في شباك الاهلي ، وحل تاباتا لاعب اريان ثانيا بتسجيله لهدف في الدقيقة ال15 ،والمعز على لاعب الدحيل ثالثا بتسجيله لهدف في الدقيقة ال18 .
كما حضرت الثنائيات بقوة ،حيث تمكن هداف الموسم الماضي يوسف العربي لاعبي الدحيل من تسجيل هدفين ، ونسج على نفس المنوال لاعبي السيلية والمرخية ،فاجنر ،ومحمد صلاح النيل لاعب المرخية وتاباتا لاعب الريان...ام عن الاهداف التي سجلت في الوقت القاتل فقد جاءت من نصيب الاعبين يوسف العربي ، وعبد العزيز ناصر الظاهري في نفس التوقيت الدقيقة ال92 .
و يبقى الصراع على لقب الهداف في بدايته، ومن المؤكد أن يشتد ذلك الصراع ويصل ذروته من أجل الظفر بـجائزة الهداف، وذلك بعد أن تدخل عناصر أخرى من اللاعبين في ذلك الصراع وعلى رأسهم الجزائري بغداد بونجاح مهاجم السد ووصيف الهداف الموسم الماضي، والذي غاب عن الجولة الأولى بسبب الاصابة...وهناك سيبستيان سوريا لاعب الريان، وهداف الدوري القطري السابق في أكثر من موسم، وغيرهم من اللاعبين المميزين الذين غابوا عن الظهور في الجولة الأولى.
كما شهدت الجولة اشهار الحكام لبطاقتهم الملونة ،حيث تم رفع البطاقة الصفراء في وجه 17 لاعبا ، في حين سجلت البطاقة الحمراء حضورها بقوة بواقع بطاقتين ...في حين شهدت الجولة الاولى من الموسم الماضي حالة طرد وحيدة و13 بطاقة صفراء ،وهو ما يفسر الحماس المفرط لبعض الاعبين الباحيثن عن اقتناص نقاط المواجهات مبكرا .
وعلى صعيد ذاته حمل الاسبوع الاول بعض المفارقات والي غالبا ما تحدث ،حيث لعب السد مع المرخية الصاعد من الدرجة الثانية ،وفي الجولة الثانية سيواجه ايضا فريق قادم من الدرجة الثانية وهو نادي قطر...اما عن السيناريوات الاخرى فيمكن القول ان نتائجها جاءت بالصدفة ، حيث خسر نادي العربي والخريطيات بنفس النتيجة بواقع 3 / 1 ، والغريب هنا ان الاندية تحت اشراف مدربين تونسيين ,هما قيس اليعقوبي مدرب العربي ،واحمد العجلاني مدرب الخريطيات .
كما شهدت الجولة صراعا خفيا بين مدربين تونسيين اثنين وهما سامي الطرابلسي مدرب السيلية واليعقوبي مدرب العربي ، حيث نجح الاول في كسب الرهان في انتظار ما ستسفر عنه مواجهة العودة في القسم الثاني ...كما سيتجدد الصراع التونسي بين المدربين للجولة الثانية على التوالي عندما يواجه مدرب العربي مواطنه مدرب الخريطيات في الجولة الثانية.
وبعيدا عن لغة الارقام والإحصائيات وبالعودة على تسليط الضوء بنظرة تحليلية لما اسفر عنه الاسبوع الاول نجد ان دوري نجوم QNB قد كشف عن مدى صعوبة المنافسة التي أظهرت مدى معاناة أفضل فريقين في الدوري في الموسم الماضي الدحيل والسد طرفا السوبر الي افتتح به الموسم الكروي الجديد حيث ان السد بطل كأس سمو الأمير والسوبر سقط على غير عادته امام الوافد الجديد فريق المرخية القادم من الدرجة الثانية فيما عانى الدحيل حامل لقب الدوري قبل ان يجتاز عقبة فريق نادي قطر القادم من الدرجة الثانية بفوز مثير جاء في الوقت بدل الضائع.
معاناة طرفي السوبر في الجولة الأولى امام فريقين قادمين من الدرجة الثانية لم تكشف عن الصعوبة التي ستتسم بها المنافسة على جميع النقاط هذا الموسم فحسب،ولكنها أيضا كشفت عن البداية القوية والمثيرة التي قدم بها الدوري نفسه للفرق ولكل المهتمين بشؤونه.
ولعل المفاجأة المدوية التي فجرها المرخية بالإطاحة ببطل السوبر خير مؤشر عن تلك البداية القوية والمتمثلة ايضا في المد الهجومي السخي الذي اتسم به أداء الفرق التي سجلت كلها ورفعت الحصيلة الهجومية من بينها هدفا قد يبقى الى آخر الموسم وهو اسرع هدف احرزه لاعب الأهلي كرستيان قبل نهاية الدقيقة الأولى وتحديدا مع حلول الثانية الخمسين بعد صافرة الحكم.
واذا ألقينا نظرة على بقية نتائج الفرق،وباستثناء نتيجة فوز الريان العريضة على الخور،فان بقية الانتصارات التي حققتها الفرق لم تكن بمثابة نزهة ترفيهية، ولم تكن نتائجها سهلة حيث فاز السيلية على العربي 3-1 وام صلال على الخريطيات بنفس النتيجة فيما ان المباراة الوحيدة التي حسمت نتيجتها بالتعادل كانت مباراة الغرافة والأهلي وهي المباراة التي تسابق خلالها الفريقان في اضاعة الفرص وحافظت على كامل اسرارها حتى صافرة النهاية.
نفس السيناريو حدث ايضا في مباراة الخريطيات مع أم صلال حيث ارتفعت درجة الاثارة حتى الدقائق الأخيرة بعد تقدم هذا الأخير بهدفين في الشوط الأول حيث القى الخريطيات بكل ثقله في الربع ساعة الأخيرة لتدارك الوضع ولكن بدون جدوى.
مباريات الجولة الأولى دارت في ظروف خاصة جدا،لعل ابرزها ارتفاع شدة درجتي الحرارة و الرطوبة وهو ما أنهك بعض اللاعبين وفتك بالبعض الآخر،كما أن خصوصية عدم استكمال جاهزية بعض الفرق قد ألقى بضلاله على الأداء في كثير من المباريات خاصة وأن بعض الفرق لم يكن لديها جميع اللاعبين خلال فترة الاستعدادات بسبب تواجد الدوليين مع منتخباتهم او بسبب التحاق بعض اللاعبين من المحترفين الأجانب بالفرق مؤخرا.
الى كل ذلك يضاف غياب بعض اللاعبين المميزين عن المشاركة في مباريات هذه الجولة وعلى رأسهم مهاجم السد وثاني هدافي دوري الموسم الماضي وصاحب الثلاثية الشهيرة في مرمى الدحيل في مباراة السوبر بغداد بونجاح الذي ترك فراغا كبيرا في خط هجوم فريقه امام المرخية.
مباريات الجولة الأولى كشفت عن جوانب ايجابية عديدة من الأداء يمكن للمدربين البناء عليها عند التحضير لمواجهات الجولة الثانية التي ستقام ايام الخميس والجمعة والسبت المقبلين ،وعندها ستزداد الصورة وضوحا مع تكيف الفريق واللاعبين مع أجواء الدوري في نسخته الحالية.
ومع ختام اولى الجولات جاءت 5 فرق في المراكز الأولى ولم يفصل بينهما في الترتيب سوى فارق الأهداف، بعدما حققت جميع هذه الفرق الفوز في الجولة الأولى، وكان المركز الأول من نصيب الريان الذي بدأ مشواره بمنتهى القوة مسجلا اربعة اهداف منحته الصدارة مبكراً بفارق الأهداف عن منافسيه وليؤكد الريان أنه قادم هذا الموسم لاستعادة الدرع الذي فقده في الموسم الماضي.
وفي المركز الثاني، جاء كل من أم صلال والسيلية بنفس رصيد النقاط والأهداف...وبفارق الأهداف عن أصحاب المراكز الثلاثة الأولى، حل فريق الدحيل في المركز الرابع بعدما حقق فوزه الصعب في الوقت بدل الضائع ليحصد حامل اللقب 3 نقاط في غاية الأهمية في مشواره نحو الحفاظ على الدرع.
واحتل المرخية "مفأجاة الأسبوع" المركز الخامس بنفس رصيد المتصدر "3 نقاط"، وذلك بعدما حقق فوزاً تاريخياً على السد بهدفين لهدف، ونجح في قلب تأخره لفوز ثمين في الدقائق الأخيرة.
وجاء الغرافة والأهلي في المركزين السادس والسابع بعدما اكتفى كل منهما بالحصول على نقطة من لقائهما الذي انتهى بالتعادل 1-1 ...وحل فريق قطر في المركز الثامن بعدما خسر بشرف، وبصعوبة أمام ..فيما جاء فريق السد في الترتيب التاسع .
وفي المراكز الأخيرة، جاءت فرق الخور والخريطيات والعربي بعدما تلقى كل منهما خسارة على يد الريان وأم صلال والسيلية، ولم يقدم أي منهم المستوى المنتظر في بداية الدوري وخاصة العربي الذي كانت جماهيره تعقد عليه أمالا كبيرة ولكنه خذلها كالعادة.