search

    فهد العمادي لـ "بن مساعد" : على من تلعبها ؟!

    مدير تحرير الوطن

    لا يزال التبجح الإعلامي والرياضي السعودي متواصلا من خلال كيل الإساءات إلى قطر ورياضتها وكرتها بشكل خاص، وزج الرياضة بالسياسة، وإشعال نار الفتنة في مختلف المجالات، فعلى ما يبدو أن أغلب الرياضيين والإعلام السعودي يتبع كالعادة سياسة عوجاء، تصل إلى حد الحماقة، بل وتتعداها!
    فعلى مدار الأيام الماضية، وقبل المقاطعة والحصار الجائر، لم تخرس الصحافة السعودية، وبدأت حملات شعواء لا تليق بصلة القرابة والجيرة، وأواصر المحبة، وفجأة أصبحت الرياضة القطرية مصدرا للإرهاب، وبدأت الاتهامات الزائفة والتشهير يصدر من صحافتهم الساقطة تارة ومن بعض المسؤولين الرياضيين واللاعبين تارة أخرى، وهذا لاشك يعكس أخلاقهم، فحتى أكون أكثر وضوحا؛ من لا يحترمنا فلن نحترمه، ولا مكان له من الاحترام بيننا فـ«قطر خط أحمر»، شاء من شاء وأبى من أبى.
    فجر أمس الأحد، تداخلت في نقاش قبيل أذان الفجر بقليل، وبينما كنت أتصفح تويتر فإذا برئيس نادي الهلال السابق الأمير عبدالرحمن بن مساعد، يغرد عن الأزمة، وليته لم يغرد، كونه لم ينطق بالحق، وهو الرياضي والشاعر، فلم أتمالك نفسي، خصوصا أن تغريدته المتأخرة، كحال بيانات دول المقاطعة، والتي لم تكن تصدر إلا قبل طلوع الفجر، حتى أطلق عليها الكثيرون «بيانات خفافيش الظلام».
    عبدالرحمن بن مساعد استند في تغريدته على الداعية المصري عمرو خالد، وهي منشورة بالصفحة حتى لا أطيل عليكم، ومن ثم عقب بن مساعد على ما قاله عمرو خالد وقال: جزاك الله خيرا وصلى الله على نبينا محمد، فقد حاصر يهود بني قينقاع حينما نقضوا العهود، ولست مع من يدخل في نية الأستاذ عمرو ويربط كلامه بالأزمة الحالية، فليس هناك أي ربط بين الحالتين، فما هو حاصل الآن هو مقاطعة ولم يصل لمرحلة الحصار نسال الله أن يزيل أسباب هذه المقاطعة بأفعال ترد الأخ، والله الهادي إلى سواء السبيل».
    إلى هنا واكتفى رئيس نادي الهلال السابق، ولكن كاتب هذه السطور «نشب» له من باب دحض «الخرابيط والأكاذيب» فتوجهت له بالأسئلة التالية:
    ممكن توضح لنا ماذا يعني إغلاق الأجواء والمنافذ البرية والبحرية وحرمان الأسر من التزاور وتشتيت العوائل وحرمان أبناء من جنازة والدهم وحرمان أم من رضيعها وطرد القطريين من فنادقهم في العمرة وطلاب جامعات دول المقاطعة وتهديد مستقبلهم؟
    فأجاب بن مساعد ردا لم أكن أتوقعه، فقال هو إجراء سيادي ردا على دعم الحوثيين وإرهابيي القطيف والتآمر على تقسيم المملكة، ولا أطلب منك توضيح ذلك.!
    وبصراحة لم أتمالك نفسي، فرددت على بن مساعد، وهي منشورة في الصفحة أيضا، ولكن ما صدمني أن تتغير بوصلتهم بهذه الطريقة المكشوفة نحو قطر حتى أصبحوا يلقون عليها كل مشاكلهم وبلاواهم، ولم أصدق عينيَّ وأنا أشاهد رد رئيس نادي الهلال السعودي الشاعر والمثقف والفاهم والواعي وهو يتهم بلادي قطر بدعم الحوثيين وإرهابيي القطيف والتآمر على تقسيم المملكة، بل ويطلب مني عدم توضيح ذلك؟
    عسى ما شر أخوي؟.. من حقي التوضيح والرد، فنحن في بلد- ولله الحمد- ننعم بكامل الحرية في التعبير عن الرأي وأفواهنا ليست مغلقة قسريا مثلما فعلوا بكم لعدم التعاطف مع قطر بعد أن وصل الرفض الشعبي للحصار إلى أعلى مستوياته.
    ولكن حتى لا أذهب بعيدا، فالغريب في الأمر أن الأمير عبدالرحمن بن مساعد قال في رده على تغريدات عمرو خالد إن الذي يحدث الآن ليس حصارا، بل مقاطعة، وهنا أستغرب من قامة ثقافية «بحجمه» أن يتلاعب بعقولنا ويقول إن ما يحصل الآن ليس حصارا، ولا أعلم من أي قاموس استخرج ذلك، وفي أي عرف وقانون، ومن أي بيت وأي قصيدة؟! 
    وفجأة، بعدما سألته الأسئلة أعلاه، انتفض وكشف عما بداخله، وقال إنها ردا على دعم الحوثي والخ!
    في حقيقة الأمر، هناك غسيل مخ جماعي أصيب به عدد كبير من رياضيي السعودية وإعلامييهم، الكبار قبل الصغار، وبصراحة لا يمكن أن نمنعهم من الدفاع عن وطنهم وقراراتهم، ولكن ينبغي أن نقول لهم دافعوا عن وطنكم دون الإساءة إلى غيركم.
    فما يحدث الآن إساءة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وليتهم يتعلمون من الإعلام القطري والرياضيين القطريين كيفية التعامل مع الإساءات برقي أخلاق دون المساس بالرموز أو القيادات.
    الأمير عبدالرحمن بن مساعد يقول إن قطر تتآمر على المملكة، ورغم أن تغريدتي أعطت رأيي ولكن «قلبي مليان» فبالله عليك يا بن مساعد كيف يطاوعك قلبك وتتهم قطر، التي نفترض أنكم تكنون لها كل محبة واحترام، بهذا الاتهام؟! فقطر والمملكة عينان في رأس، وأي تآمر وأي خرابيط تلك التي تتحدث عنها؟! فطوال السنوات السابقة والمملكة- حفظها الله من كل مكروه- توجه سهام اتهاماتها إلى إيران بدعم العمليات الإرهابية في السعودية، ولكن لم نر موقفا حازما منها مثلما رأينا موقفكم من قطر، ولم تحاصروها أو تشعلوا الدنيا عليها كما يحدث الآن، فقطر دائما وأبدا مع المملكة في مواجهة الإرهاب، وتقف إلى جانبكم في كل الأزمات، ألا تتقون الله في أنفسكم قليلا وتراجعون عقولكم وتصريحاتكم وتغريداتكم؟
    ويقول بن مساعد إن قطر تدعم الحوثي، وهنا قمة الاستخفاف بالعقول، فقطر أرسلت أبناءها إلى الحد الجنوبي، واستشهد من استشهد، وأصيب من أصيب، وتفاني أبناء قواتنا المسلحة يشهد له الجميع، وعلى رأسهم قواتكم المسلحة، ومن كانوا قريبين من قواتنا وتعاملوا معهم، وإن كنت لا تعلم فبقليل من البحث يمكن الوصول إلى تلك الفيديوهات.
    بن مساعد طلب مني ألا أتحدث عن أخلاق العرب وتعاليم الإسلام، ولا أعلم لماذا! فطلبه كان غريبا، ولكن أؤكد مرة أخرى أن ما فعلتموه بقطر ليس من أخلاق العرب وشيمهم، ولا من تعاليم الإسلام، حتى وإن أفتى بعض مشايخكم بصحة الحصار، فهو حصار باطل وغير قانوني، وترفضه كل الأعراف والقيم الإنسانية، مع العلم أننا في قطر- ولله الحمد- ننعم بحياة هانئة وكريمة، والأمور طبيعية جدا، فالسياسة القطرية تثبت دائما وأبدا أنها سياسة حكيمة، تجيد فن قيادة الأزمات بحنكة وحكمة، وليس كبعض الدول تعاني من تهور وترهل في اتخاذ القرارات، ولا تحسب أي حساب لمبادئ الإخوة، والمعنى في بطن الشاعر.
    وأؤكد للمرة المليون للأمير عبدالرحمن بن مساعد أن أمن المملكة هو أمننا جميعا، وأن ما يمس السعودية يمسنا جميعا، فنحن نقدر ونحترم قياداتكم، ولا يمكن أن نسيء لأحد منهم، رغم حفلات الشتم المتتالية لقطر ورموزها طيلة الأيام الماضية من إعلامكم، وكأن قطر أصبحت العدو الأول لكم وليست إسرائيل وإيران، وأؤكد لك أن ما يسكن عقلك هو مجرد أوهام وافتراءات لا أساس لها من الصحة، وأكاذيب لا تليق بشخصكم الكريم أن يطلقها على قطر، التي لا يزال حضنها الدافئ مفتوحا للجميع، فلم نطرد ولم نسئ ولم نشتم.. 
    وأتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت..!