أوروغواي وفنزويلا إلى نصف نهائي كأس العالم للشباب

الفيفا
كتب منتخب فنزويلا تاريخاً مجيداً له عندما بلغ نصف نهائي كأس العالم تحت 20 سنة كوريا الجنوبية 2017 FIFA، إثر فوزه الصعب على نظيره الأمريكي (2-1) في أولى مباريات الدور ربع النهائي، وأتى هدف الفوز في الشوط الاضافي الأول.
لم يتأخر لاعبو فنزويلا في إظهار نوايهم الهجومية، وقبل أن يتنقضي الدقيقة الأولى كان لوسينا يرسل كرة مباشرة من الجهة اليمنى داخل منطقة الجزاء ارتقى لها ناهويل فيراريسي ولعبها نحو المرمى لكن الحارس جوناثان كلينسمان أبعدها بحضور. تواصل الإيقاع الهجومي الفنزويلي وتكرر مشهد الكرات الرأسية حينما ارتقى كوردوفا لكرة من الجهة اليسرى لكنه لعبها فوق العارضة بقليل.
بسط ممثلوا أميركا الجنوبية أفضليتهم المطلقة على أحداث الشوط، وظلوا يبحثون عن فرص التهديد وتجاوز حاجز الدفاع الأمريكي المكثف، لكن لم يكتب لتلك المحاولات أن تثمر، ولذلك قرر أدالبيرتو بينياراندا تسديد كرة من خارج المنطقة تعامل معها كلينسمان بتألق.
في الشوط الثاني صاغ الفنزويليون نفس مفردات السيناريو الهجومي، لكنهم أضافوا إليه الكثير من الخطورة المباشرة على المرمى، وسرعان ما عكس المتخصص لوسينا كرة ركنية ارتقى لها رونالدو شاكون وحولها بالرأس من بين الدفاع لتضرب العارضة.
وجاء الدور على الجناح المهاجم سيرجيو كوردوفا ليأخذ دوره في التهديد، وخلال دقائق معدودة كان يجرب حظه في ثلاث مناسبات سانحة، الأولى من تمريرة عميقة شرخت الدفاع وتركته في المواجهة ليسدد كرة زاحفة انقذها الحارس. والثانية بعدها بدقيقة عاد كوردوفا ليتلقى كرة عرضية من لوسينا ارتقى لها وسددها رأسية قوية ارتدت من العارضة. أما الثالثة حينما سدد كرة ماكرة من خارج المنطقة مرت بجانب القائم.
واصل الفنزويليون اختراقاتهم فدخل بينياراندا المنطقة واقترب كثيرا من المرمى ليلعب كرة عرضية قصد بها كوردوفا، لكن الدفاع تدخل وكاد يحولها لشباكه إلا أنها ارتدت من الحارس وعادت أمام نفس اللاعب بينياراندا ليسدد بالعرض بعيدا عن الهدف المشرع أمامه.
في اللحظات الأخيرة نشط المنتخب الأمريكي على غير العادة وهدد المرمى وكانت أخطر الفرص تلك الرأسية التي لعبها بالمير براون ومرت بجانب القائم بقليل، ليستمر التعادل ويتوجه الفريقين للوقت الإضافي.
عادت فنزويلا لممارسة الضغط الهجومي، وبعد دقائق انتزع لاعبو الخط الأمامي الكرة من وسط الدفاع الذي ارتكب الخطأ لتذهب الكرة نحو الجهة اليسى أين انطلق البديل صاموئيل سوسا ليلعب كرة عرضية أرضية قابلها أدالبيرتو بينياراندا وحولها للشباك، هدف فنزويلا الأول (96).
كاد بعدها مباشرة أن ينهي كوردوفا الأمور عندما واجه الحارس لكن كليسنمان منعه وأبعد الكرة بحضور. واستمر الحال في الشوط الثاني، حيث منع كلينسمان كوردوفا من التسجيل وحول تسديدته لركنية، لكن الفنزويليين واصلوا إصرارهم حيث عكست الركنية لتمر من الجميع وتصل حيث يتحفز ناهويل فيراريسي ويهز الشباك، هدف فنزويلا الثاني (115).
لكن الإثارة بلغت ذروتها بعد ذلك، حيث قلص الأمريكيون الفارق من كرة رأسية ذكية لعبها جيريمي إيبوبيس بعيدا عن متناول الحارس ويلكر فارينيز، هدف أمريكا الأول (117).
في مباراة أخرى تألق الحارس سانتياجو ميلي في ركلات الترجيح ليقود منتخب أوروجواي إلى نصف النهائي بعد الفوز بركلات الترجيح بنتيجة 5-4 على البرتغال إثر تعادل الفريقين 2-2 في الوقت الأصلي والإضافي.
وصدّ ميلي ثلاث ركلات ترجيح لمنتخب البرتغال ليفرض نفسه نجم اللقاء وليتأهل منتخب أوروجواي للمرة السادسة في تاريخه بينما خرج المنتخب البرتغالي من ربع النهائي للمرة الثانية على التوالي.
بدأت المباراة بدون أي مقدمات، ضغط كساداس على منافسه وانتزع الكرة قرب منطقة الجزاء مررها نحو كساندي سيلفا ليخترق من العمق ويواجه الحارس سانتياجو ميلي ثم يسدد من فوقه بذكاء، هدف البرتغال الأول (1).
رفع الهدف من إيقاع اللقاء، حيث سارع ممثل أمريكا الجنوبية للتقدم نحو الهجوم بغية إدراك التعادل، فمرر ماتياس ميرامونتيس كرة عرضية مثالية أمام القائد دييجو دي لا كروز الذي سدد بقوة بجانب القائم، ثم تبعه نيكولاس شياباكاسي بتوغل مهاري في منطقة الجزاء ولكنه سدد من زاوية ضيقة ليتعامل معها الحارس ويبعدها للركنية.
أثمر ضغط أوروجواي بعدها إثر ركينة متقنة عكسها فيديريكو فالفيردي تجاوزت الحارس لينقض عليها نيكولاس شياباكاسي وسددها لترتد من العارضة أمام المرمى ليتابعها سانتياجو بوينو ويهز الشباك، هدف أوروجواي الأول (16).
ساد التوازن أجواء اللقاء وبحث كلاهما عن هدف جديد، لم ترتق الفرص لدرجة الخطورة الحقيقية، حتى قرر ديوجو جونزالفيش أن يخترق عرضيا ويطلق تسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء، انطلقت بسرعة هائلة لتسكن المقص الأيمن بعيدا عن متناول الحارس، هدف البرتغال الثاني (41).
لم يتأخر لاعبو أوروجواي في العودة لأجواء المباراة في بداية الشوط الثاني، حيث تلقى أجوستين كانوبّيو الكرة داخل المنطقة أراد التخلص من ضغط المدافع يوري ريبيرو الذي أعثره لتكون ركلة الجزاء التي نفذها فيديريكو فالفيردي بنجاح عن يمين الحارس، هدف أوروجواي الثاني في الدقيقة 49.
وكان يفترض أن يتواصل السجال الهجومي بنسق أعلى، لكن ما حدث بعد ذلك أن كلا الفريقين عتمد على أسلوب الخجوم بأقل عدد من اللاعبين، وترقب أخطاء المنافس لخطف الهدف الذي لم يأتي، رغم التسديدة الهائلة التي أطلقها جيدسون وأنقذها الحارس سانتياجو ميلي في اللحظات الاخيرة، ليبقى التعادل ويحتكم الفريقان للأشواط الإضافية التي لم تشهد أي فرص محقّقة.
وفي ركلات الترجيح، أثبت ميلي تفوّقه بعدما صدّ ركلات كل من بيبي وجوزيه جوميش وأندري ريبيرو بينما سجّل سانتياجو بوينو الركلة الحاسمة ليواصل منتخب أوروجواي مشواره في البطولة.