search

    الصحفي الاسباني الفريدو ريلانو: الشعور بالبرد وسط درجة حرارة تناهز الـ 41 في قطر

    صحيفة آس الأسبانية

    لقد دفعني حب الاطلاع والدعوة الرسمية التي تلقيتها لزيارة قطر الى مشاهدة نهائي كأس الأمير. لقد كان هناك شيء خاص حول هذه المباراة لأنها أقيمت في الملعب الأول الذي تم الانتهاء منه لاستضافة بطولة كأس العالم 2022 بقطر والذي تم انشائه على موقع الملعب القديم. ومع ذلك، فانه لم يتم إجراء تطويرات على الملعب القديم، بل ما حدث هو تنفيذ مفهوم جديد كليا ومثير للإعجاب الى درجة دفعت إنفانتينو رئيس الفيفا أيضا للحضور.
     
    وعلاوة على ذلك، فقد كان هناك شيء محبّب حول هذه المباراة، فبالإضافة الى ذلك المشهد في المباراة الذي سيجمع بين تشافي لاعب نادي السد ضد سيرجيو غارسيا لاعب نادي الريان، تحدثت بإسهاب مع أليخاندرو إلورتيغوي، الذي رافقني في الرحلة حول  هذه المناسبة.
     
    كانت هذه المباراة تمثل بالنسبة الى سيرجيو غارسيا، الذي افتقد الى اللياقة البدنية المطلوبة في الفترة الأخيرة، بمثابة  الفرصة الأخيرة أو "أغنية البجعة" التي ستمهد الى عودته الى اسبانيا وتحديدا اسبانيول حيث أن الفترة التي قضاها هنا كانت كفيلة بإقناع المراقبين واللاعب نفسه أنه لن يكون بمقدوره التنافس مجددا في دوري النخبة.
     
    وعلى الجانب الآخر، سيواصل تشافي مسيرته في قطر وهو سعيد هنا مع عائلته بأكملها ويقوم بأشياء كثيرة خارج الملعب، كما كان قد صرح في مقابلة أجراها مؤخرا مع أريتز غابيلوندو.
     
    ولقد انبهرت شخصيا بمزايا نظام التبريد في الملعب الجديد حيث أن الحرارة تكون قاسية جدا في هذه الفترة من العام ففي حوالي الساعة 11 صباحا ذهبنا في جولة للاطلاع على عملية صنع ومعالجة مختلف أنواع العشب الخاصة بالملاعب. ولقد كانت هذه الزيارة مفيدة للغاية حيث كان من بين المواضيع المطروحة الجهد الكبير الذي يبذله الجميع في قطر حتى على مستوى التفاصيل الدقيقة لتنظيم كأس عالم ممتازة ولقد كانت درجة الحرارة في الخارج 45 درجة مئوية ذكرتني بآخر تجربة كانت لي مع درجات حرارة مماثلة في إسيجا، بإشبيلية، عندما ذهبت لمشاهدة واحدة من آخر مباراة لمصارعة الثيران للمصارع الاشباني مانولو فازكيز.
     
    لقد انطلقت المباراة النهائية لكأس أمير قطر في تمام الساعة 7 مساء وكانت درجات الحرارة تناهز ال41 درجة مئوية لتصل في نهاية المباراة الى 38 درجة مئوية، ومع ذلك  كانت درجات الحرارة داخل الملعب أقل من 19 درجة مئوية وهي درجة الحرارة المثالية بالنسبة للاعبين لكنها كانت باردة جدا بالنسبة للمشاهدين المتابعين للمباراة من المدرجات.
     
    ومن حسن حظنا أنه كان لدينا سترة بفضل النصيحة التي قدمها لنا سيرجيو غارسيا الذي تدرّب على نفس الملعب قبل يوم واحد.
     
    يعمل نظام التبريد الرائع من خلال كتلة من المياه المبردة بشدة (تبريد في محطة تحلية ضخمة على بعد كيلومتر واحد) التي تعمل على تبريد الهواء المضغوط  عبر مرورها من خط أنابيب ليتم الضخ حولها من خلال فوهات تتجه من أعلى الى أسفل الملعب.
     
    لقد كان نسيم البارد في المدرجات يداعبنا بشكل مستمر وكأنك تتابع مباراة مولينون ضد إل ساردينيرو في بداية شهر أكتوبر.
     
    إن ذلك فعلا احدى عجائب التكنولوجيا الحديثة!
     
    وفي استراحة بين الشوطين ، تقدم رئيس اللجنة المنظمة لقطر 2022، وهو شاب يتحدث الإسبانية بطلاقة وبلكنة منطقة شامبيري في مدريد (كيف لا وهو ابن دبلوماسي قضى فترة المراهقة في العاصمة الإسبانية)،برفقة رامون كالديرون معلنا بفخر : "لا أحد كان يعتقد أن هذا أمر جدي ولكن ها نحن هنا اليوم...ولقد رأينا ذلك يتحقق بأم أعيننا."
     
    لقد كانت المباراة مثيرة وجاء حفل الافتتاح أنيقا وبسيطا خاليا من العروض التي تروق للنظر التي رأيناها في هذه الزاوية من العالم في الآونة الأخيرة.
     
    وفاز فريق تشافي بنتيجة 2-1 بعد أن سجل الجزائري حمرون هدف الفوز بفضل تمريرة جميلة من لاعب خط الوسط الاسباني السابق في الدقيقة 89.
     
    وأود القول أننا قد استمتعنا بدرجات الحرارة التي ناهزت ال37 درجة مئوية خارج الملعب حيث عدنا الى الدفء مجددا وعدنا الى الفندق الذي يوجد على مقربة من الملعب لنتناول لاحقا العشاء مع ايفان برافو الاسباني الذي يدير أكاديمية أسباير وهي مؤسسة تابعة للدولة تعمل على تطوير الرياضة القطرية وتهدف بالأساس الى تكوين فريق يشارك في كأس العالم 2022 قبل أن يغادر – أي برافو - في نفس المساء الى برشلونة لمشاهدة المباراة التي ستجمع بين نادي كلتورا ليونيزا، راعي أسباير، ضد نادي برشلونة (الثاني-ب) في اطار دوري الدرجة الثانية الاسباني.
     
    وفي الانتظار، هناك سؤال مطروح حول قانون العمل الذي كان يسمح من ذي قبل لشركات الانشاءات الكبرى في العالم أجمع من استغلال اليد العاملة ذات الكلفة الزهيدة بما في ذلك المهاجرين وبخاصة ذوي الجنسية النيبالية منهم.
     
    لقد أصبح هذا القانون اليوم أكثر تعديلا وهو ما يبرهن مرة أخرى  على قدرة كرة القدم العالمية في تحفيز التطور في شتى المجالات وتحقيق التغيير في العقليات وطرق التفكير ويحتسب كامتياز آخر للعبة.
     
    لقد عدت إلى إسبانيا ولدّي القناعة الكاملة بأن الناس في قطر يأخذون الأمور على محمل الجد ويُسخّرون جميع طاقاتهم للقيام بعمل جيد لتنظيم كأس عالم ناجحة.
     
    ونظرا إلى أن بطولة كأس العالم ستكون في الخريف، فلن تكون هناك حاجة مُلحّة لتشغيل هذا النظام لتبريد الهواء.
     
     يا إلهي.. ستظل هذه التجربة المثيرة عالقة في ذهني ولن أنسى أبدا نفحات الهواء الباردة التي داعبتني في تلك الليلة الأولى في الدوحة !