search

    كأس الاتحاد الآسيوي تعيد كرة القدم الدولية الى العراق

    الفرنسية

    بعد أعوام من غياب المنافسات الرسمية ذات الطابع الدولي بسبب الظروف الأمنية وأوضاع الملاعب، يدشن العراق مرحلة عودة كرة القدم الدولية الى أراضيه الاثنين بمباراة "محلية" في الدور الثاني لكأس الاتحاد الآسيوي.
    ويشهد ملعب فرنسوا حريري في مدينة أربيل بإقليم كردستان الشمالي، لقاء القوة الجوية حامل لقب كأس الاتحاد الآسيوي ومنافسه الزوراء، ويترقبها العراقيون الذين ستتاح لهم متابعة مباراة رسمية خارج إطار الدوري المحلي للمرة الأولى منذ العام 2013.
    وفرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ونظيره الآسيوي، حظرا على إقامة المباريات في العراق بشكل متكرر منذ العام 2003، حينما دخل العراق بعد الاجتياح الأميركي في سلسلة متواصلة من دورات العنف.
    الا ان الفيفا خفض في أيار/مايو الحالي الحظر، وسمح بإقامة المباريات الدولية الودية، على ان تكون الأولى في 1 حزيران/يونيو بين العراق والأردن، وتقام في مدينة البصرة بجنوب البلاد.
    وبموازاة ذلك، وافق الاتحاد الآسيوي على طلب نظيره العراقي إقامة مباراة القوة الجوية والزوراء على ملعب عراقي، واختار لها ملعب فرنسوا حريري الذي يتسع لنحو 14 ألف متفرج، وسبق له استضافة نهائي كأس الاتحاد في العام 2012.
    ويقول مهاجم القوة الجوية حمادي أحمد "نحن سعداء باللعب على أرضنا وأمام جمهورنا العراقي (...) لحظات كهذه كنا ننتظرها منذ فترة طويلة".
    يضيف لاعب المنتخب العراقي ان "خوض المباريات أمام جماهيرنا الكروية وعلى ملاعبنا بالطبع سيمنحنا دافعا معنويا كبيرا لتقديم أداء طيب (...) نأمل في ان تعود المباريات الرسمية الى ملاعبنا".
    وخلال اجتماع لمجلس الفيفا في العاصمة البحرينية المنامة في التاسع من أيار/مايو، أقرت الهيئة الدولية للعراق استضافة المباريات الدولية الودية على ملاعب مدن أربيل وكربلاء والبصرة (جنوب).
    وحدد الفيفا فترة ثلاثة أشهر لاختبار قدرة العراق على استضافة المباريات وتنظيمها وفق معايير الاتحادين الدولي والآسيوي.
    - حافلات سياحية -
    وفي حين تقام مباراة الذهاب لكأس الاتحاد الآسيوي في أربيل، ستكون مباراة الاياب في العاصمة القطرية الدوحة، بعدما رفض نادي الزوراء إقامة المباراتين على الملعب نفسه، وطلب نقل إحداهما الى ملعب آخر في العراق، ككربلاء أو البصرة.
    الا ان الاتحاد الآسيوي رفض هذا الطلب، فتقرر إقامة مباراة الاياب على ستاد حمد الدولي في الدوحة، والذي كان الزوراء يعتمده كأرض له في المباريات السابقة من كأس الاتحاد.
    وبرر الزوراء اعتراضه على إقامة المباراتين في أربيل، بصعوبة وصول جماهيره الى مركز إقليم كردستان.
    وتفرض سلطات الاقليم الذي يعتمد الحكم الذاتي، قيودا مشددة على دخول العراقيين، لاسيما في ظل الأوضاع الامنية في البلاد منذ سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه في حزيران/يونيو 2014.
    وأعلنت وزارة الرياضة والشباب انها ستتحمل "نفقات الف مشجع من فريق نادي الزوراء الرياضي والف مشجع من فريق نادي القوة الجوية بغية الاسهام في ايصالهم الى أربيل ومشاهدة المباراة".
    وقال عضو مجلس إدارة القوة الجوية رياض ابراهيم ان "الادارة هيأت اعدادا من الحافلات ستقوم بنقل الجمهور لحضور المباراة".
    كما لجأت رابطة مشجعي الزوراء الى استئجار حافلات سياحية لنقل جمهورها.
    وقال مدير الفريق كريم عبد الرزاق "رابطة المشجعين اتفقت مع احدى الشركات السياحية لنقل الجمهور، لاننا نخشى من عدم امكانية وصول اعداد كبيرة من جمهور الفريق الى اربيل بسبب الاجراءات الأمنية (...) دخول حافلات الشركات السياحية أسهل".
    - أمن وشغب وكهرباء -
    وانعكست الأوضاع الأمنية في العراق على كرة القدم، اذ استهدفت سلسلة حوادث أمنية مشجعين للعبة، كان آخرها في أيار/مايو 2016 عندما استهدف انتحاريون ينتمون لتنظيم الدولة الاسلامية، مقهى في منطقة بلد شمال مدينة سامراء يرتاده مشجعون لنادي ريال مدريد، ما أدى الى مقتل 16 شخصا على الأقل.
    الا ان مشاكل كرة القدم لم تكن ذات طابع أمني فقط.
    فبعد العام 2011، أعاد الفيفا فرض حظر على إقامة المباريات الرسمية بسبب حوادث متفرقة منها انقطاع التيار الكهربائي في الملاعب ودخول المشجعين للمستطيل الأخضر خلال المباريات.
    وفي آذار/مارس 2013، سمح الفيفا بإقامة المباريات الودية بشرط موافقة المنتخبات على القدوم الى العراق للعب.
    وأقيمت مباراتان بين المنتخب العراقي ونظيريه الفلسطيني والسوري، قبل ان يعيد الاتحاد الدولي في تموز/يوليو من العام نفسه فرض الحظر اثر مقتل مدرب فريق كربلاء محمد عباس اثر إشكال مع قوات الأمن في الملعب.
    وبذلت السلطات العراقية في الأشهر الماضية جهودا كبيرة لرفع الحظر مجددا، متعهدة بفرض إجراءات مشددة في الملاعب، وتحسين البنية التحتية لتتوافق مع متطلبات المباريات الدولية.
    ورأى رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عبد الخالق مسعود ان إقامة المباراة في أربيل "خطوة تدعم حملة العراق في استعادة حقه وعودة المباريات الى  ملاعبنا في المدن العراقية".
    أضاف "نأمل من الجمهور الشغوف بكرة القدم ان يؤدي دوره بالمحافظة على أجواء المباراة فهو قادر ايضا على اقناع المؤسسات الكروية الدولية والعربية والقارية بامكانية عودة المباريات الى ملاعبنا".