الأرجنتيني سورين: لن أنس تتويجنا بكأس العالم للشباب على ستاد خليفة

الاتحاد القطري لكرة القدم
بعد مرور حوالى 22 عاماً على قيامه برفع كأس العالم لكرة القدم للشباب ، لا يزال خوان بابلو سورين الذي كان كابتن المنتخب الأرجنتيني حينها، يتذكر جيدًا ذلك الشغف الكبير بالساحرة المستديرة الذي لمسه من الجمهور في قطر، إلى جانب ذكرياته الجميلة في استاد خليفة الدولي الذي يقول إنه قد غيّر حياته.
وفي مقابلة حصرية له مع موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، تحدث خوان سورين قائلًا: “إن الفوز ببطولة كأس العالم تحت 20 سنة في دولة قطر كان من بين أفضل الإنجازات التي حققتها في حياتي.
فقد كنا أول فريق أرجنتيني منذ جيل الأسطورة دييغو مارادونا يفوز بهذا اللقب الغالي ، وإن المباراة النهائية التي لعبناها على أرض استاد خليفة الدولي في عام 1995 ضد البرازيل، كانت علامة فارقة في حياتي، لأننا جميعا في الفريق عدنا إلى الأرجنتين ابطالا للعالم”.
ويتابع حديثه قائلًا: “لا زلت أذكر جيدًا تلك الليلة الدافئة والقمر يتلألأ في سماء الدوحة، حين استطاع فريقنا في النهاية الفوز بتلك البطولة، على الرغم من أن جميع التوقعات في حينها لم تكن تميل إلى صالحنا.
وأود هنا أن أشير إلى أن عجلة التنمية في دولة قطر في ذلك الوقت كانت تسير بخطى حثيثة، حيث كان بالإمكان مشاهدة أعمال البناء والتشييد في كل مكان، لتشكل الأساس المتين للتنمية الشاملة التي نراها اليوم.
هذا وقد لمسنا حسن المعاملة وكرم الضيافة الأصيل، ناهيك عن التنظيم الرائع للبطولة. ”
وتحت إدارة المدير الفني خوسيه بيكرمان الذي يتولى تدريب الفريق الكولومبي حاليًا، فقد وصلت الأرجنتين إلى المباراة النهائية بفوزها بنتيجة 3-0 في الدور نصف النهائي على المنتخب الإسباني الذي كان يضم ثلاثي نجوم فريق ريال مدريد حينها راؤول غونزاليس، وفرناندو مورينتس، وميشال سالغادو.
وعلى أرضية استاد خليفة الدولي الذي ممتلئًا عن آخره بالمتفرجين، فازت الأرجنتين على الخصم التقليدي البرازيل بنتيجة 2-0 ليكون سورين أول من يرفع كأس البطولة.
ويُذكر أن البطولة قد شهدت توافد أكثر من 455 ألف متفرج لمشاهدة كافة المباريات، حيث يتذكر سورين أن المشجعين كانوا من بين السمات البارزة لتلك البطولة.
وهو يقول بهذا الخصوص: ” من بين الأشياء التي لا تغيب عن ذاكرتي شغف الجمهور في ذلك الوقت بكرة القدم في قطر. وفي ذلك الوقت كانت الموهبة الكروية الفذة دييغو مارادونا لا يزال حاضرًا في عقول الجميع.
وبالتالي فقد استحوذ فريقنا على هتافات المشجعين، حيث كنا نرى العديد من أعلام الأرجنتين ترفرف فوق المدرجات، إلى جانب المشجعين الذين قدموا من الأرجنتين.
وأتذكر أن المدرجات كانت تغص بالمتفرجين في الملعب ، لقد كانت الأجواء رائعة بشكل لا يوصف ، وبإمكاني أن أتخيل أن تلك العاطفة والحماسة الكروية سوف تتضاعف عدة مرات حين ستستضيف قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 “.
لقد كانت بطولة كأس العالم لكرة القدم للشباب عام 1995 بمثابة المنصة التي انطلق منها خوان سورين في مسيرته الكروية المتألقة، حيث كان أيضًا كابتن منتخب الأرجنتين في بطولة كأس العالم 2006 التي أقيمت في ألمانيا.
واليوم، حين يتطلع إلى مونديال 2022، فإن الظهير الأيسر السابق يتشوق لزيارة الملعب الذي شهد الانطلاقة الفعلية لمسيرته الكروية.
ويقول: “إن بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها دولة قطر ستكون فريدة ولاسيما من حيث التكنولوجيا العالية المستخدمة والمشاريع المذهلة التي تبنيها قطر، والتي ستفاجئ العالم بلا أدنى شك.
وأنا أود بشدة أن أعود لزيارة ذلك الملعب الذي يحتل مكانة خاصة في قلبي أنا وزملائي في الفريق، للالتقاء بالأصدقاء القدامى مرة أخرى والاستمتاع بمشاهدة مباريات كأس العالم، ومن يدري، فقد نرى الأرجنتين ترفع الكأس مرة أخرى في مونديال قطر 2022 “.
ميسي يستحق الفوز بكأس العالم
وبالنسبة لـ خوان سورين، فإن الجيل الحالي من اللاعبين في منتخب الأرجنتين يتميز بالقدرات والمهارات لتكرار ذلك الإنجاز الكبير الذي حققه جيل دييغو مارادونا في المكسيك عام 1986 وقبله ماريو كامبس عام 1978.
حيث يقول: “إن الجيل الحالي الذي يلعب مع ميسي يستحق الفوز بكأس العالم بكل جدارة. قد يكون جيل لاعبي 1995 أقل موهبة على المستوى الفردي، ولكني أعتقد أن هذا الجيل الكروي يتحلى بالمواهب اللازمة للظفر باللقب.
ويضيف : “لقد فازوا بكأس العالم للشباب، وفي دورة الألعاب الأولمبية، كما أنهم قد اقتربوا في ثلاث مناسبات من الفوز باللقب الكبير الذي يطمح إليه الجميع، لولا بعض التفاصيل الصغيرة التي تتعلق بظروف كل مباراة والتي حالت بينهم وبين ذلك.
غير أني أعتقد بأن هذا الفريق لديه القدرة على الوصول إلى ذلك الهدف المنشود. وبطبيعة الحال فإنهم يحتاجون لاجتياز عدد من المراحل قبل ذلك، إذ أن عليهم بذل أقصى جهودهم للتأهل إلى نهائيات كأس العالم التي ستقام في في روسيا 2018”.
وكان المدافع السابق في برشلونة وباريس سان جيرمان قد أغدق المديح على الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي، والذي شهد رحلة تطوره عن كثب، منذ بداية رحلته الكروية مع منتخب الأرجنتين.
وهو يقول واصفًا ميسي: “أتذكر جيدا ميسي شابا يافعًا في مونديال 2006 في ألمانيا، حيث كان من الواضح للجميع أنه كان مختلفا عن غيره، وأنه يعتبر موهبة فريدة من نوعها.
لقد تعاملنا معه على أنه جوهرة نادرة، وكنا واثقين من أنه سيكون له شأن كبير في عالم كرة القدم في المستقبل، فليس هناك أدنى شك اليوم أنه أفضل لاعب في العالم.
فذكاؤه ومهاراته الفردية على أرض الملعب تميزه تمامًا عن الآخرين، وأحدث شاهد على ذلك هو الفوز الأخير الذي ساهم في تحقيقه في كلاسيكو الأرض ضد الغريم التقليدي ريال مدريد.
إنه لاعب فذّ، يتميز بالسرعة الفائقة، والقدرة الممتازة على إنهاء الهجمات بنجاح، إلى جانب تمريراته الحاسمة، وقدرته على صنع الفرص واقتناصها بشكل أسرع بكثير من الآخرين، وباختصار، فإن اللغة تقف عاجزة عن إيفاء ميسي حقه. ”
وبالنسبة للجيل القادم من النجوم بعد ميسي ورونالدو، قال خوان سورين أن هناك لاعبًا برازيليًا يبدو مرشحًا بقوة ليخلف هؤلاء النجوم، لكنه أضاف أن أحد اللاعبين من بلده الأرجنتين قد بدأ يسطع نجمه بسرعة.
حيث يقول: “إن البرازيلي نيمار يعتبر بحق لاعبًا متميزًا للغاية، وتطوره اللافت يظهر بوضوح أنه يطمح إلى أن يكون اللاعب الأفضل في العالم.
إن نيمار قد يعتبر الأوفر حظًا في هذا الشأن، ولكن باولو ديبالا يتطور ويرتقي بأدائه الكروي بشكل سريع جدا، ولكن يجب ألا نضغط عليه كثيرًا، إذ أنه لا يزال في مقتبل العمر ولديه متسع من الوقت.
أنا على يقين من أن أمامه مستقبلًا كبيرًا، فهو يحرز الكثير من الأهداف، ويترك بصمة رائعة مع أعرق الفرق الكبرى مثل جوفنتوس.
أما بالنسبة لحظوظ منتخب الأرجنتين في التأهل لنهائيات كأس العالم التي ستقام في روسيا 2018 التي تبدو متأرجحة فقد ذكر سورين أنه ان المدرب القادم للأرجنتين امامه عمل جاد : “بحلول الشهر المقبل سيبدأ المدرب الجديد للمنتخب مهامه.
وأنا أتمنى له كل التوفيق في عمله، وآمل أن يتمكن من تحقيق أفضل الإنجازات، كذلك يجب الاهتمام بفريق الشباب تحت 20 سنة، فمن خلال ذلك استطاعت الأرجنتين تحقيق النجاح في الماضي، وهكذا فاز فريقنا ببطولة كأس العالم للشباب في الدوحة، ولذلك فإنه يتوجب علينا الاستفادة من تلك التجربة الناجحة”.
وبالنسبة لخوان بابلو سورين، فإن جميع الطرق تعود به بشكل أو بآخر إلى دولة قطر، وإلى استاد خليفة الدولي .