search

    انطلاق فعاليات مؤتمر أسباير التعليمي الثالث

    موقع الكاس

    انطلقت صباح اليوم الاثنين فعاليات اليوم الأول من مؤتمر أسباير التعليمي الثالث تحت شعار "قيمنا... نعتز بها" والذي تتواصل أعماله خلال الفترة من 13 إلى 14 مارس الجاري في قاعة الشعلة في منطقة أسباير.

    وافتتح السيد بدر جاسم الحاي، رئيس المؤتمر ومدير التعليم ورعاية الطلاب بأكاديمية أسباير، فعاليات المؤتمر بكلمة رحب فيها بضيوف المؤتمر من رجال التعليم وخبراء التربية من دولة قطر ومنطقة الخليج، ومسؤولي مؤسسة أسباير زون يتقدمهم السيد محمد خليفة السويدي الرئيس التنفيذي للمؤسسة، والسيد عبد العزيز عبدالله آل محمود، نائب الرئيس للمشاريع والسيد إيفان برافو مدير عام اكاديمية أسباير والسيد علي سالم عفيفة نائب المدير العام وعدد من مدراء الإدارات والأقسام بالأكاديمية.

    وقال السيد الحاي في كلمته: "يتحدث هذا المؤتمر عن مناهج مهارات الحياة وتتلخص أهدافه في إلقاء الضوء على أساليب مناهج تطوير وتعزيز القيم في دولة قطر، واستعراض آخر المستجدات في هذا الجانب، وكذلك مشاركة نخبة من المختصين في هذا الجانب أفضل التجارب المنهجية لتحقيق الاستفادة القصوى مما تم إنجازه في هذا الجانب وخاصة في ظل بيئتنا القطرية، وبناء الشراكات مع مختلف المؤسسات التي تسعى لغرس القيم وتعزيز الهوية الوطنية".

    وأضاف قائلا: "بداية من عام 2009، وجدنا في أكاديمية أسباير الحاجة إلى مادة تكمل الشخصية التي كنا نتمناها لأبنائنا الرياضيين، وبدأنا بمهارات الحياة بشكل مبسط للغاية عبر دروس شهرية لأبنائنا الطلاب، ومن خلال بعض الأنشطة يكتسب الطالب بعض المهارات، ورأينا بعد ذلك أن نضع ذلك في صورة منهج مكتوب بدلًا من المبادرات الفردية للأشخاص يعنى بغرس القيم عن طريق بعض الأنشطة خلال العام الدراسي".

    وتابع حديثه قائلا: "الابتكار مرحلة تصلها بعد أن تصل إلى مرحلة الاتقان، ولذلك حرصنا على الاستفادة من تراكم الخبرات والمعارف في الخروج بمنهج أعده الزملاء في قسم إعداد القادة".

    واختتم حديثه قائلا: " إن مقولة سيدي صاحب السمو الأخيرة أصبحنا نستخدمها بشكل دوري وهي أن قطر تستحق الأفضل من أبنائها، وليس فقط القطري بل كل من يعيش على هذه الأرض مدين بأن يقدم الأفضل لها".

    وخلال الجلسة الأولى للمؤتمر، استعرض السيد صلاح اليافعي، مسؤول برنامج التدريب القيادي ومنسق عام المؤتمر تجربة أكاديمية أسباير عبر تقديم منهج "احتراف" لتطوير القيم.

    وقال اليافعي: "هناك الكثير من المدارس لديها رغبة ملحة في أن يكون لديها منهجها الخاص بالقيم والتي ينبغي غرسها في الأبناء، ويجتهدون للوصول لأساليب توصيل القيم، ومن هنا كانت رغبة أكاديمية أسباير في تحقيق رؤيتها عبر تنشئة الطالب الرياضي صاحب الخلق والقيم".

    وتابع حديثه قائلا: "بعد عدة دراسات أنتجنا أول منهج لتطوير وتأسيس القيم من خلال قيم أكاديمية أسباير، ثم كان النتاج النهائي أن خرجنا بعد سنتين من البحث واللقاءات مع الخبراء بمنهج "احتراف" وهو فكرة استلهمناها من مجموعة من التجارب والقادة في الإنتاج المعرفي القيمي وهم بيننا اليوم في المؤتمر".

    واختتم حديثه قائلا: "هذه الأرضية الصلبة مكنتنا من وضع المبادئ والقيم والمهارات والسلوك والاتجاه، وتشمل القيم الحاضنة والمهارات والأنشطة الصفية والاختبارات العلمية والتي من خلالها يتم اختيار أفضل الطلاب ليكونوا قادة وهم طلاب المرحلة الثانوية، وهو عملي بصورة أكبر في تلك المرحلة عبر تكليفه بواجبات ومسؤوليات تصنع منه قائد على الجانب العملي".

    وفي الجلسة الثانية من فعاليات المؤتمر، تحدث الدكتور جاسم محمد سالم سلطان، تحدث عن "فلسفة القيم ومفهومها وكيفية إحيائها في عالم السلوك بهدف التعرف على القيم ونماذجها العلمية، وتوضيح أسباب انخفاض معدلات عملها في مجتمعاتنا، والتعرف على كيفية بناء القيم ورعايتها.

    وقال الدكتور سلطان خلال المحاضرة إن موضوع القيم يكاد يكون متكرر وكأن فيه إشكالية ضخمة في مجتمعاتنا، ولكن النتائج على الأرض ضعيفة، وأن هناك فارق كبير بين ما نقوم به وبين واقعنا على الأرض. وأورد خلال المحاضرة مثالا عمليا على القيم من خلال شخصيات رياضية ومنها الملاكم العالمي الراحل محمد علي كلاي.

    وشدد الدكتور سلطان على أن موضوع القيم لا يمكن تعلمه المدارس والبيئات المطلقة بدون دعم الأسرة والبيئة المحيطة بالنشء، وأن هناك عناصر مفصلية إن لم ننجح فيها كمجتمعات في موضوع القيم ستكون النتيجة فيها صفرية ومن أبرزها مفهوم الكرامة الوجودية للإنسان.
    وخلال الجلسة الثالثة تحدث الأستاذ غياث هواري الخبير في مجال تطوير الاستراتيجيات الفردية والمؤسساتية عن كيفية التفريق بين المبادئ والقيم والمهارات والسلوكيات بهدف التعرف على نموذج المبادئ والقيم، وفهم آليات المؤشرات السلوكية للقيم في تصميم التعليم وقياس أثر القيم على السلوكيات.

    وقال خلال الجلسة إن المهارات التي يكتسبها النشء في الحياة بجب وأن تكون قائمة على المبادئ لأنها القوانين الناظمة للحركة الإنسانية وهي التي تحكم نتائج السلوك ضمن العملية التعليمية وبناء الشخصية وهي من البديهيات والأساس الحقيقي لمفهوم القيم ومن صفاتها أنها كونية وضابطة وناظمة أو ما يطلق عليه بالسنن التي تضبط بناء الشخصية والمجتمعات والعمل الجماعي.

    وخلال الجلسة الرابعة، تحدث الأستاذ نديم نحاس المستشار الأول لشركة فرانكلين كوفي في الشرق الأوسط عن برنامج "القائد في داخلي" بهدف التعرف على منظور فكري وعملي جديد لثقافة القيادة واستعراض مهارات القرن الحادي والعشرين والتعرف على طرق إعداد الطلاب للمستقبل.

    وتطرق النحاس إلى مفهوم القيادة بحيث يمكن للأفراد أن يلمسوا هذه القيمة بأنفسهم والتركيز على الأطفال وكيفية إعداد هؤلاء القادة للنجاح في الحياة وربطها بمهارات الحياة بشكل عام، وتحدث كذلك عن برنامج القائد في داخلي والذي يشكل عملية تحول كامل في المدرسة للمراحل الابتدائية مع الطلاب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 4 إلى 11 عامًا لتحقيق نتائج قابلة للقياس في المهارات الحياتية الشخصية والثقافة المدرسية والناحية الأكاديمية.

    وخلال الجلسة الخامسة، تحدث الأستاذ الدكتور ماجد الجلاد عن قياس القيم وتقييم أثرها على سلوك الطلاب عبر توضيح دوافع السلوك القيمي وخصائصه والتعرف على مبادئ تقييم السلوك القيمي، والتعرف على أدوات تقييم السلوك القيمي ومقاييسه.

    وطرح خلال الجلسة ورقته العلمية عن نموذج التاءات الأربع في غرس القيم: التمثل والتخلق والتيقظ والتعقل؛ وبيان الطرائق التدريس المناسبة لكل مرحلة وتوضيح إجراءات تنفيذها.

    وخلال الجلسة السادسة والأخيرة قام الدكتور محمد المصلح، أستاذ ومنسق مقرر الثقافة الإسلامية المطور بجامعة قطر بتقديم ورقة عملية بعنوان دور التربية القيمية في تعزيز السلوك الإيجابي وكان من أهداف الجلسة تسليط الضوء على محورين أساسيين ألا وهما التربية القيمية وتعزيز السلوك الإيجابي من التنظير إلى التطبيق، وفاعلية برنامج تعزيز السلوك الإيجابي على نطاق المدرسة كإطار عملي للتربية القيمية المعززة للسلوك الإيجابي للمدارس.

    وعرف الدكتور المصلح التربية القيمية خلال الجلسة على أنها التربية التي تعزز السلوك الإيجابي والتي تقوم على التنشئة الفعالة على القيم المحفزة لهذا السلوك، وأن القيمة مفهوم معياري حاكم على الأفكار والسلوكيات الإنسانية من حيث الحسن والقبح أو القبول والرد، بالإضافة إلى عناصرها وهي الفطرة والروح والعقل والنفس والجسد.

    وخلال الجزء الثاني من المؤتمر، عقدت مجموعة من ورش العمل التدريبية حول الموضوعات التي نوقشت خلال الجلسات حيث قدم الأستاذ صلاح اليافعي ورشة عمل حول نموذج الشجرة في منهج الاحتراف القيمي بأكاديمية أسباير؛ وقدم السيد غياث هواري ورشة عمل حول تصميم القيم في برامج بناء القدرات أو برامج مهارات الحياة؛ وأشرف الدكتور ماجد الجلاد على ورشة عمل عن نموذج التاءات الأربع؛ كما قدم السيد نديم نحاس ورشة عمل حول برنامج "القائد في داخلي"