search

    موهوبو البرازيل يصفون المعسكر التدريبي لشاين في الدوحة بالتجربة الأفضل في حياتهم

    الكأس

    تحدّث الرياضيون البرازيليون المشاركون في المعسكر التدريبي لمشروع إرث اللجنة الأولمبية القطرية "شاين" عن تجربة السفر إلى قطر للتدرب في أكاديمية أسباير، وما ستعود عليهم من فوائد عظيمة ستفيدهم مستقبلاً في مسيرتهم الرياضية. ويمضي البرازيليون الشباب القادمون من أحياء ريو دي جانيرو الفقيرة هذا الأسبوع في تلقي تدريبات مُتخصصة على يد أفضل المدربين، بالإضافة إلى الاختبارات والفحوصات المبنية على أُسسٍ رياضيةٍ علميةٍ حديثة ستدعمهم مستقبلاً في مشوارهم الرياضي ليصبحوا أبطال البرازيل الأولمبيين في المستقبل.

    بالنسبة للكثير منهم، هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يغادرون فيها البرازيل، ويتدربون في أكاديمية أسباير، إحدى أشهر وأحدث المُنشآت الرياضية ذات المرافق المتطورة في قطر على يد متخصصين في ألعاب القوى في فرصة استثنائية من العمر. ومن قلب المعسكر التدريبي لشاين، عبر العدَاء راينيسون بيريرا سيلفا، البالغ من العمر 20 عاماً، عن سعادته بهذه التجربة بقوله: "هذه الرحلة هي من أفضل وأروع التجارب في حياتي، حيث أنني أدرس حالياً العلوم الرياضية بالإضافة إلى كوني رياضي، لذا وجودي هنا وتعرفي على الخدمات والمرافق الرياضية سيُفيدني كثيراً في مستقبلي وسأكتسب منه خبراتٍ عديدة".

    وأضافت عداءة ال400 متر وابنة ال22 عاماً، باورلا موريرا روزا، عن هذه التجربة بقولها: " التدرب هنا سيفيدني كثيراً في مسيرتي كرياضية محترفة، ليس فقط لأنني أتدرب في مرافق رياضية متطورة، بل لأن لدي الفرصة لمشاهدة رياضيين آخرين وهم يتدربون، ومقابلة مُدربين مختلفين مما سيساعدني في تعلم أشياء جديدة ومختلفة".

    يُمثل السفر إلى دولة جديدة في منطقة جديدة من العالم بالنسبة للرياضيين فرصة فريدة لهم للتعرف على ثقافة مختلفة كلياً، كما سيفيدهم المعسكر التدريبي في نواحٍ عديدة لا تقتصر فقط على الفائدة الرياضية، هذا بالإضافة إلى الجولات الثقافية في أنحاء قطر التي هي جزء مهم جداً من برنامجهم التدريبي. وفي الحديث عن الاختلاف الثقافي بين الدولتين، قالت باولا: "تختلف قطر كثيراً عن البرازيل حتى في الطريقة التي يُحيي بها الناس بعضهم البعض، إلا أنني أعجبت بها في الحقيقة". وعن ذات الموضوع، أضاف راينيسون بقوله: "توقعت أن أجد الناس هنا متحفظين جداً، لكنهم جميعاً لطفاء وودودين. ما أحببته كثيراً في قطر هو أن الجميع يتحدث عن ثقافته ويفخر بها".

    وقد أعرب أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية، سعادة الدكتور ثاني عبد الرحمن الكواري عن سعادته بتواجد الرياضيين في الدوحة قائلاً: "نسعى من خلال مشروع شاين إلى نشر الروح الأولمبية ومنح هؤلاء الرياضيين الصاعدين الشباب تجربة رياضية وتعليمية تفيدهم بشكلٍ كبيرٍ في حياتهم المستقبلية. لقد كانت آخر مرة أقابلهم فيها حين رحبنا بهم في بيت قطر، بيت الضيافة الخاص باللجنة في أولمبياد ريو 2016، وعرضنا عليهم في ذلك الوقت مقتطفاتٍ مما سيرونه حين يزورون قطر. إنه من الرائع فعلاً أن نراهم أخيراً هنا في الدوحة يستمتعون بمرافقها الرياضية المتطورة، ويتعرفون على ثقافتها العريقة، ويرون شغفها بالرياضة في المقام الأول، ومن الجميل أيضاً أن نرى تأثير مشروع شاين على أرض الواقع. أتمنى أن نلقى العديد منهم هنا مجدداً في بطولة العالم لألعاب القوى 2019".

    مشروع "شاين" هو مشروع إرث اللجنة الأولمبية القطرية في ريو 2016، والذي أطلقته اللجنة بهدف ترك بصمة حقيقية ومؤثرة على الرياضيين الموهوبين من البرازيل. والمشروع هو نتاج التعاون بين اللجنة الأولمبية القطرية، وأكاديمية أسباير، والاتحاد القطري لألعاب القوى، واتحاد ألعاب القوى في ريو دي جانيرو، ومنظمة المستقبل الأولمبي "فوتورو أولمبيكو" – وهي منظمة غير ربحية أسسها البطل الأولمبي البرازيلي "أرنالدو دي أوليفيرا" صاحب الميدالية البرونزية في أولمبياد أتلانتا 1996، والذي يرافق الرياضيين الشباب حالياً في معسكرهم التدريبي. ينوي أرنالدو تطبيق الخبرات التي تعلمها في المعسكر في مهنته كمدرب حينما يعود إلى البرازيل. حيث قال عن هذا الموضوع: "هذه الرحلة هي أفضل تجربة يحصل عليها رياضيو شاين حتى الآن وهم ممتنون جداً لذلك. لدى هؤلاء الرياضيين فرصة فريدة لاكتساب الكثير من المعارف والخبرات التي يقدمها معسكر التدريب في أكاديمية أسباير. سنحرص على أن نأخذ المنهجية التي تعلمناها هنا معنا إلى البرازيل لنطبقها في تدريباتنا هناك. المرافق الرياضية هنا مذهلة حقاً، لكن للأسف لا نمتلك مثل هذه المنشآت والتجهيزات في البرازيل، لذلك سنستفيد من تجربتنا هنا ونطبق ما تعلمناه عند عودتنا إلى البرازيل".

    يُمثل رياضيو شاين نخبة من أفضل الرياضيين الموهوبين الشباب في البرازيل ممن لديهم مستقبل رياضي واعد، وقد تأهلوا للمشاركة في المعسكر التدريبي بعد أن نجحوا في المسابقة التي نظمها المشروع في مدينة ريو دي جانيرو في شهر مارس من العام الماضي، والتي تنافس فيها حوالي 200 من أفضل الرياضيين الموهوبين الواعدين في أنحاء المدينة. ويركز العديد منهم هدفه حالياً للتأهل لدورة الألعاب الأولمبية المقبلة وبطولة العالم، وقد وضح أرنالدو ما يتطلبه الأمر لتحقيق ذلك بقوله: "رياضيو شاين موهوبون جداً لكن عليهم المثابرة والاجتهاد لتحقيق الميداليات. عليهم أن يؤمنوا بقدراتهم وأن يسعوا نحو التأهل للأولمبياد أولاً قبل التفكير بالفوز بالميداليات".

    مع اقتراب موعد بطولة العالم لألعاب القوى 2019 الذي تفصلنا عنه سنتان فقط، قد نشاهد العديد من هؤلاء الرياضيين يعودون إلى قطر ويمثلون بلدهم في البطولة العالمية الكبيرة. بالنسبة لباولا، منحتها هذه التجربة دافعاً أكبر لتحقيق أحلامها، حيث قالت: "علي أن أتمرن كثيراً وأن أركز أكثر لأنني أرغب بشدة بالعودة إلى قطر للمشاركة في بطولة العالم 2019".

    سيمتد المعسكر التدريبي الخاص بمشروع شاين حتى تاريخ 25 فبراير من العام الجاري، ويتم توثيق أبرز اللحظات في المعسكر ومتابعة تطوراته على صفحات اللجنة الأولمبية القطرية على مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق الوسم #يلا_قطر.