أمم افريقيا 2017: الجزائر لتعويض الأداء المخيب في تصفيات المونديال

وكالات
ينصب تركيز المنتخب الجزائري على كأس الامم الافريقية في كرة القدم 2017 التي تنطلق في الغابون السبت، لتعويض أدائه المخيب في تصفيات كأس العالم 2018، على رغم ان المهمة لا تبدو سهلة.
وتسعى الجزائر الى إحراز الكأس للمرة الثانية في تاريخها، والاولى منذ 1990 حينما استضافت البطولة، وفازت بلقبها عبر منتخب كان من الأفضل في تاريخ البلاد، تقدمه النجم السابق رابح ماجر.
الا ان سعي الجزائر لتكرار هذا الانجاز في 2017 لن يكون يسيرا، على رغم امتلاك المنتخب الذي يدربه البلجيكي جورج ليكنز، مواهب برزت في الاندية الاوروبية، في مقدمتها لاعبا ليستر سيتي بطل انكلترا، رياض محرز (25 عاما) واسلام سليماني (28 عاما).
ورفض ليكنز في تصريحات صحافية مؤخرا، تقديم وعود مبالغ فيها.
وقال "بطبعي احب الفوز ولاعبي كذلك"، مضيفا نطمح الى تحقيق أفضل نتيجة ممكنة في منافسات كأس افريقيا".
واضاف "بالطبع نريد التتويج باللقب لكنني لا أضمن شيئا".
- بروز عالمي لم يترجم افريقيا - منذ احرازه اللقب القاري في 1990، عانى المنتخب الجزائري انتكاسات على مدى سنوات، قبل ان يعود تدريجيا في الاعوام الماضية ليبرز على الساحة العالمية، لاسيما بفضل نجومه الشبان.
فقد تأهل المنتخب مرتين تواليا الى كأس العالم، في جنوب افريقيا 2010، والبرازيل 2014 حينما بلغ الدور ثمن النهائي للمرة الاولى في تاريخه، قبل ان يخسر في الوقت الاضافي امام ألمانيا (1-2) التي أحرزت لقب المونديال.
الا ان البروز العالمي لم يترجم افريقيا، فخرج المنتخب من الدور الاول لكأس الامم الافريقية 2013، بحلوله رابعا (الاخير) في مجموعته برصيد نقطة واحدة فقط من ثلاث مباريات. كما خرج من ربع نهائي نسخة 2015 أمام ساحل العاج التي احرزت اللقب.
وفي التصفيات الافريقية المؤهلة الى مونديال روسيا 2018، لم تحصد الجزائر حتى الآن سوى نقطة واحدة بتعادلها مع ضيفتها الكاميرون (1-1) وخسارتها امام مضيفتها نيجيريا (1-3).
في الغابون، أوقعت القرعة الجزائر في المجموعة الثانية الى جانب جارتها تونس والسنغال وزيمبابوي.
ويقول اللاعب الدولي السابق المدرب محمد قندوز لوكالة فرانس برس ان "هذا الفوج (المجموعة) صعب جدا، بل أصعب من فوج تصفيات كأس العالم الذي لم نتمكن من التألق فيه".
ويضيف "اذا تأهلنا للدور الثاني فعلينا ان نحمد الله، ومما شاهدناه في المباريات الاخيرة هذا ليس سهلا"، متابعا "علينا ان نلعب كل مباراة على انها الاخيرة ودون حسابات لأن كرة القدم ليست علما دقيقا (...) من الجهل بظروف اللعب والمنافسة في افريقيا الوعد بأي شيء".
وفي مؤتمر صحافي عقده مؤخرا، اوضح لينكز أسباب ابعاد لاعبين اساسيين عن المنتخب هما سفيان فغولي وكارل مجاني، عازيا ذلك الى نقص المنافسات التي خاضاها.
ورأى المدرب البلجيكي الذي سبق ان قاد منتخب تونس ان "المستوى متقارب جدا بين المنتخبات، والمطلوب من اللاعبين التحلي بالواقعية في الميدان واستغلال كل الفرص المتاحة في الهجوم".
- الهدف الأساسي - أما الصحفي ياسين معلومي الذي يتابع المنتخب منذ زهاء عقدين من الزمن، فيقول لفرانس برس ان المشاركة الجزائرية "تتجه نحو الكارثة".
ويضيف معلومي، رئيس تحرير القسم الرياضي في صحيفة "الشروق"، ان "كل المؤشرات لا تنبئ بالخير، فإبعاد مجاني وفغولي وتعويضهما بلاعبين لا يملكون اي تجربة افريقية، سيهز أركان المنتخب".
واضاف "نحن بعيدون عن مستوى المنتخبات الاخرى"، منتقدا اداء حارس المرمى رايس مبولحي وخط الدفاع، عدا عن "عدم الاستقرار الذي شهدته العارضة الفنية (الجهاز الفني) بتغيير ثلاثة مدربين" منذ كأس افريقيا 2015.
أما المفاجأة الوحيدة الممكنة "فقد يحدثها رياض محرز، المنتشي بالفوز بلقب احسن لاعب في افريقيا كما فعل دروغبا مع منتخب ساحل العاج" في 2015.
الا ان لاعب خط الوسط سفير تايدير الذي اعلن الخميس انسحابه من التشكيلة بسبب الاصابة، كان أكد في وقت سابق ان زملاءه "يملكون كل المؤهلات للاستفاقة" من التعثر في تصفيات كأس العالم.
وقال للصحافيين اثر حصة تدريبية للمنتخب "من غير الحقيقي القول اننا لا نريد الفوز بكأس افريقيا، فنحن أمة كبيرة بالنسبة الى كرة القدم في القارة".
أما زميله جمال مصباح العائد بعد غياب اكثر من سنة وسبق له المشاركة مرتين في نهائيات كأس افريقيا، فاعتبر ان "التجربة علمتنا ان لا منتخب يمكن ان يضمن الفوز مسبقا".
واضاف "الاكيد ان المباراة الاولى أمام زيمبابوي (والتي تخوضها الجزائر الاحد) ستكون مهمة لكسب الثقة".
وبعد هزيمة المنتخب الجزائري امام نيجيريا في تصفيات المونديال، اعتبر محمد راوراوة، الرئيس الواسع النفوذ للاتحاد الجزائري، ان التركيز سينصب على كأس الامم الافريقية.
وقال "أصبحت الهدف الاساسي بالنسبة الينا".
وأضاف "يجب ان ننسى تصفيات كأس العالم ونفكر في المستقبل القريب الذي هو كأس افريقيا في الغابون التي سيلعب فيها منتخبنا كل حظوظه، ولما لا العودة بالكأس الى الجزائر".
ويرى قندوز ان "راوراوة قد يكون طلب من اللاعبين الفوز بالكأس لنسيان" الاداء المتعثر حتى الآن في تصفيات المونديال، مضيفا "لكن كرة القدم ليست تصريحات وقرارات، وانما لعب في الميدان".