الجيل المبهر يصقل مهارات العمال في قطر

اللجنة العليا للمشاريع والإرث
أحدث برنامج الجيل المبهر تغييرا إيجابياً في حياة العمال في قطر الذين شاركوا فيه منذ انطلاقته العام الماضي وحصلوا على إضاءات وافية عن آلية عمله.
وخلال زيارة الجلسات التدريبية التي يقوم بها برنامج اللجنة العليا لمشاريع والإرث في المدينة العمالية التقينا بكل من إنامول حسن من سريلانكا وبادام شريشتا من نيبال اللذين يعملان مع "مجموعة ناس" وهي الشريك المحلي للجنة العليا في تنفيذ برنامج كرة القدم من أجل التنمية الموجه للعمال المقيمين في المدينة التعليمية في مدينة الخور.
يبلغ حسن من العمر 24 عاماً وشريشتا 35 عاماً، وهما من بين 569 عاملاً شاركوا في المشروع التجريبي ومراحل إطلاق برنامج الجيل المبهر من مايو/أيار وحتى ديسمبر/كانون الأول 2016. إلا أن الأسباب الكامنة وراء مشاركتهما مختلفة، وكذلك تجربتهما في المشروع.
من جهته، قال حسن، مشرف التموين الغذائي المسؤول عن دعم عائلته المكوّنة من والديه وشقيقين وشقيقة أصغر سناً: "أردتُ أن أحسّن ثقتي بنفسي ومهارات التواصل، وأن أصبح بمثابة قائد أفضل". أما زميله شريشتا، عامل التنظيف وصاحب الدخل الوحيد في أسرته المكوّنة من والدين وزوجة وطفلين فقد قال: "كنتُ أرغب بتحسين مهاراتي في كرة القدم لأن ذلك يمنحني قسطاً كبيراً من السعادة، ويعينني على الابتعاد لفترة قصيرة عن مسؤوليات الحياة اليومية".
ويبدو أن الاثنين يسيران على الطريق الصحيح من أجل تحقيق غايتهما، وقد استمتعا بكافة مراحل تجربة برنامج الجيل المبهر في قطر. وقال حسن في هذا الصدد: "ساعدتني المشاركة في أول مرحلتين (من البرنامج) على إدراك أنه بوسعي التأثير بشكل إيجابي على الأشخاص حولي. منذ إطلاق المشروع بشكل تجريبي، بدأتُ التواصل مع أشخاص مختلفين، وهو ما ساعدني على تحسين مهاراتي في اللغة الإنجليزية، ومنحني المزيد من الثقة بالنفس".
وأردف قائلاً: "لطالما كنتُ رائداً فيما أقوم به. ففي المدرسة كنتُ ألعب كرة القدم، بينما كان كافة الأطفال الآخرين يريدون لعب الكريكيت. لم أتجاوز سوى المرحلة الأولى من التعليم، وتعلّمت مبادئ اللغة الإنجليزية بمشاهدة فيديوهات على موقع يوتيوب، وكذلك خلال فترة عملي في المملكة العربية السعودية، قبل أن آتي إلى قطر في وقت سابق من هذا العام. وقد أدى برنامج الجيل المبهر لتحسين مهاراتي في اللغة الإنجليزية وكرة القدم بشكل كبير جداً".
كما أشار إلى أن المهارات الحياتية التي اكتسبها كانت جوهرية كي يتقدم ضمن مجموعته: "غالبية العمال ينحدرون من جنوب آسيا ويتحدثون اللغة الهندية كونهم من شمال الهند أو نيبال ولا يتحدثون اللغة الإنجليزية. أما أنا فلا أتحدث الهندية، ولكني نجحت بجعلهم يفهمون الإنجليزية بمستواها المبتدئ".
جهود حسن أتت بثمارها، بحيث أن القائمين على برنامج الجيل المبهر منحوه دور المدرب في مرحلة إطلاق المشروع بعد أن كان قد استهلّ مشواره كلاعب في المرحلة التجريبية. وهو ما قال عنه ميشيل ريتشاردسن، مدرب "كرة القدم من أجل التنمية" في اللجنة العليا: "تم تخطيط برنامج الجيل المبهر الخاص بالعمال بحيث يتم تكريم المبادرات وتقدم العمل. سيكون هناك العديد من المحطات حالما يتم إطلاق البرنامج. بحيث تتم ترقية الأشخاص المتميزين في المراحل المختلفة".
أما شريشتا فيٌجسد بكلامه ذلك الشغف بكرة القدم الحاضر في كافة مراحل البرنامج : "اكتسبتُ الثقة بنفسي عبر الحديث مع الزملاء، ولكن حالة السعادة المطلقة التي عشتها تمثّل الجانب الأفضل مما اختبرته".