اختتام فعاليات منتدى "سو كركس الآسيوي" 2016 بالدوحة

وكالة الأنباء القطرية
أسدل الستار اليوم على فعاليات النسخة الجديدة لمنتدى "سوكركس" الآسيوي لكرة القدم 2016 الذي تستضيفه الدوحة لأول مرة، وسط مشاركة نخبة من رموز وصانعي كرة القدم حول العالم ورؤساء ومديري عدد كبير من الأندية والمؤسسات الرياضية والكروية العالمية.
ويقام المنتدى الذي تأسس في عام 1995 على مدار يومين بفندق جراند حياة بالشراكة بين المنظمين واللجنة العليا للمشاريع والإرث.. ويشارك في فعاليات المؤتمر 750 مشاركا، و54 دولة، بالإضافة إلى مشاركة 32 شركة عارضة، و150 شركة من مالكي الحقوق.
وقد جمع المنتدى، أبرز صناع القرار في اللعبة الأكثر شعبية حول العالم، وذلك بهدف اكتساب نظرة معمقة وفريدة إلى مشاريع التطوير الكبرى التي تشهدها آسيا تحضيرا لاستضافة عدد لم يسبق له مثيل من البطولات الكروية الدولية، وفي طليعتها بطولة كأس العالم لكرة القدم "قطر 2022".
ويهدف المنتدى الآسيوي سوكركس لتعزيز تطور كرة القدم والجانب المختص بالأعمال للعبة في آسيا من خلال توفير منصة عالمية، كما سيكون الحدث فرصة لطرح العديد من التصورات والأفكار التي تخص شؤون الكرة والأحداث العالمية التي تتضمنها روزنامة الأعوام المقبلة ومنها أول مونديال في الشرق الأوسط عام 2022 والخطط التسويقية للبطولة، والإرث الذي من المؤمل أن تحققه البطولة ليس لقطر لوحدها وإنما لعموم الشرق الأوسط والعالم بأسره.
وكانت النسخ السابقة من المنتدى قد شهدت تسليط الضوء على عدد من المواضيع الهامة التي تتصل بالملاعب الكروية والبنية التحتية المرافقة لها وعوامل الأمن والسلامة فيها.. كما تم بحث آليات نقل الخبرات والمعرفة من الأندية الأوروبية الرائدة لقيادة التطوير في القارة الآسيوية، فضلا عن بحث النزاهة في كرة القدم الآسيوية، وسبل مواجهة محاولات التلاعب بنتائج المباريات والفساد في عالم كرة القدم والقارة الآسيوية.
وقد أبدت اللجنة العليا للمشاريع والإرث اهتمامها في السنوات الماضية بالمنتدى العالمي وشاركت اللجنة بشكل فاعل في النسخة الماضية التي استضافها الأردن 2015، حيث عرضت اللجنة في هذا المنتدى رؤيتها المبتكرة لاستضافة بطولة كأس عالم متقاربة المدن في 2022، موضحة المزايا التي ستقدمها هذه التجربة الفريدة من نوعها للمشجعين واللاعبين والمسؤولين والطواقم الإعلامية على حد سواء، وهو العرض الذي استقطب آنذاك اهتمام الحضور.
وفي النسخة الحالية تدخل اللجنة العليا للمشاريع والإرث كشريك في الحدث العالمي، وبحسب ما ذكر السيد ناصر الخاطر السيد ناصر الخاطر المدير التنفيذي للاتصال والتسويق باللجنة، في تصريح مقتضب على الموقع الرسمي للمنتدى، فإن الشراكة تأتي بين طرفين يتشاركان في عدد من القواسم المشتركة أبرزها العمل على تطوير كرة القدم العالمية.
كما تناولت النقاشات أهمية استضافة بطولات كروية كبرى للمرة الأولى في المنطقة وقدرة كرة القدم على تغيير وتحسين حياة الناس في الشرق الأوسط.
وتواصلت اليوم أعمال المنتدى في يومه الثاني والأخير، بجلسة بعنوان "التجهيز للفعاليات الرياضية الكبرى"، و تحدث خلالها أدريان بيفينجتون المدير التنفيذي السابق للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وأندري كوكي مدير العمليات الأمنية بالمركز الدولي للأمن الرياضي، ويان سكونينج مدير البرامج بالفعاليات الكبرى بمجموعة سيمنس الشهيرة.
وحملت الجلسة الثانية عنوان "النمو المستدام للكرة الآسيوية"، وفيها تتحدث أربع شخصيات مختلفة.. وقام ديفيد دين الأب الروحي للأرسنال ونائب رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم الأسبق بإلقاء محاضرة بعنوان "مستقبل كرة القدم"، أشاد خلالها بفكرة منتدى سوكركس، مؤكدا أن هذا المنتدى سيشهد تطورا في المستقبل لأنه مشروع رائع للغاية ويمكنه أن يقدم الكثير من الأفكار لتطوير كرة القدم.
وقال دين: "لا يمكن الحديث عن كرة القدم في المستقبل بدون التطرق لوسائل النقل ومنها التلفزيون" مستشهدا، خاصة وأننا نعيش في زمن العصر الرقمي وتكنولوجيا البث، حيث بات عدد متابعي الدوري الانجليزي يصل إلى 15 مليون شخص حول العالم ولايزال النمو مستمرا عاما بعد الآخر وفي كل الدول.
وأشار إلى أن كرة القدم في انجلترا تشهد تطورا مستمرا ونموا على كافة الأصعدة لاسيما الكرة النسائية، فهناك أكثر من مليون من الفتيات يمارسن كرة القدم في المملكة المتحدة وهذا دليل واضح على مدى الشغف بكرة القدم وزيادة تطورها وجذبها لكل الفئات السنية.
وأضاف دين، خلال حديثه عن دور التكنولوجيا المهم في مستقبل كرة القدم: "لقد كنت دائما أفكر على مدار 30 سنة الماضية عندما أستيقظ من النوم كيف يمكن النهوض بكرة القدم ودفع اللعبة إلى الأمام، ولكن هذا الأمر لم يكن ليتم بين يوم وليلة وإنما وفقا لبرامج تحتاج إلى تطبيقها ما بين 5 إلى 10 سنوات وعمل متواصل، ومع مرور السنوات نجد العديد من التقنيات التي تساعد على التطور مثل تكنولوجيا خط المرمى التي بدأ الفيفا يطبقها في الكثير من الملاعب والدوريات، وبدأنا في تطبيقها بإنجلترا بالفعل، وانتشرت بعد ذلك في الدوريات والبطولات الأوروبية الأخرى وباتت تقضي على الكثير من المشكلات وهذا انتصار كبير بالنسبة لمستقبل اللعبة".
وأوضح أيضا أن هناك نوعا من التكنولوجيا الخاصة بالفيديو وهي "VAR" لمساعدة الحكام في إدارة المباريات خلال العامين المقبلين وسيقوم الفيفا باعتمادها لزيادة التطور في كرة القدم وتسهيل مهام الحكام.
كما شهد اليوم الختامي من المنتدى جلسة بعنوان "مستقبل الملاعب" ثم جلسة بعنوان "تفعيل الرعاية داخليا وخارجيا"، ثم جلسة بعنوان "عرض الفعاليات الرياضية أمام العالم"، ثم جلسة أخيرة بعنوان "الفرص الاجتماعية لكرة القدم الآسيوية".
وشهد المنتدى مشاركة ثلاثة من الخبراء الأوروبيين استعرضوا مواضيع تتعلق بتطوير مستوى الكرة فنيا ومهاريا وتنظيميا.. ومن بين هؤلاء المشاركين الثلاثة أحد الأعضاء المؤسسين للدوري الانكليزي الممتاز، وهو ديفيد دين، إلى جانب ريد بول، وجيرار هوييه، وادريان بيفنجتون، حيث تبادل جميعهم الحديث حول مجموعة من القضايا التي تخص كرة القدم في الشرق الأوسط وسائر بلدان العالم.
كما شارك في المنتدى عدد كبير من الشخصيات الرياضية من مختلف دول العالم والعديد من اتحادات كرة القدم الوطنية، فضلا عن عشرات الأندية الأوروبية والعالمية، إلى جانب العديد من شركات التسويق الرياضي والشبكات الفضائية وعدد من المستثمرين في مجال صناعة كرة القدم والرياضة بصفة عامة.
وكانت استضافة الأحداث الرياضية الكبرى في المنطقة للمرة الأولى عنوان جلسة، وشارك فيها كل من محمد هزام الظاهري الأمين العام للاتحاد الإماراتي لكرة القدم واللجنة المنظمة لكأس آسيا، وسمر نصار الرئيسة التنفيذية لبطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة التي استضافتها المملكة الأردنية الهاشمية هذا العام، وكوشال داس الأمين العام للاتحاد الهندي لكرة القدم.
وتناولت الجلسة البطولات الكروية التي استضافتها الإمارات والأردن والهند مؤخرا وكذلك التي سوف تستضيفها في السنوات المقبلة، حيث تطرقت إلى أهمية نقل المعرفة وتبادل الخبرات في دعم "المضيفين الجدد" لمواجهة تحديات مثل ملء المدرجات الكبيرة بالجمهور في البطولات الكروية وكيفية تغيير الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لمتطلباته ومواصفاته فيما يتعلق باستضافة البطولات الكبرى بحيث يتيح لعدد أكبر من الدول النامية للتقدم بعروض الاستضافة.
كما شهد منتدى سوكركس مشاركة ستيوارت بيرس في جلسة حول أهمية التدريب والأكاديميات في تطوير اللعبة على صعيدي الأندية والمنتخبات الوطنية. وتحدث بيرس عن مسيرته الشخصية من اللعب في نواد غير مدرجة في الدوري إلى أن اكتشفه نادي كوفنتري سيتي وهو بعمر 21 عاما. وقال إن تجربته في مانشستر سيتي أتاحت له رؤية الصورة الكاملة للنادي، وأضاف: "أفضل أن يكون لدي لاعب أكاديمية أقوم بتطوير قدراته بنفسي على أن أدفع مالا لاستقدام لاعب. فإن كانوا جيدين، أقوم بترقيتهم إلى الفريق الأول. وثمة نواد كثيرة تفضل دفع المال على منح لاعب شاب فرصة التطور مع النادي، وهو ما يوفر عليك دخول سوق الانتقالات ودفع ملايين الجنيهات إن كنت تستطيع إعطاء تلك الفرصة لشاب موهوب".