بدء أعمال الاجتماع الثاني لفريق الخبراء المعني بالسلامة والأمن

وكالة الأنباء القطرية
بدأت بالدوحة اليوم أعمال الاجتماع الثاني لمجموعة خبراء السلامة والأمن في مجال الرياضة والذي تنظمه المنظمة الدولية للشرطة الجنائية "الانتربول" ضمن ( مشروع ستاديا) بالتعاون مع اللجنة الأمنية باللجنة العليا للمشاريع والإرث.
ويناقش الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام العديد من الموضوعات الأمنية المتعلقة بتنظيم الفعاليات الرياضية مع التركيز على ثلاثة موضوعات رئيسية تتمثل في التخطيط للفعاليات الرياضية الكبرى، والأدوار والمسئوليات، وهيكل القيادة والسيطرة. وأكد النقيب علي محمد العلي مساعد مدير الإدارة الأمنية باللجنة العليا للمشاريع والارث أن الأحداث الرياضية الكبرى تكتسب أهمية متزايدة في الوقت الراهن وخصوصا في عصر العولمة، وقال "إن الرياضة والمنافسات الرياضية باتت أداة فاعلة تسهم في بناء صورة الدول المستضيفة والتعريف بها وإثبات قدراتها على المستوى الدولي". وأضاف في كلمة له في مستهل أعمال الاجتماع أن دولة قطر رأت في استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم فرصة تتجاوز مجرد المنافسات والاهتمام العالمي المصاحب لها، مبينا أن هذه البطولة وهي الأولى التي تقام في منطقة الشرق الأوسط والثانية في آسيا تمثل فرصة لتحفيز عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبشرية لا سيما في مجال تعزيز الخبرات الأمنية ونقل المعارف العالمية وتوطينها والاسهام في تطويرها. وأشار إلى أن لدى دولة قطر تجربة رائدة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى انطلاقا من استضافتها لبطولة كأس الخليج عام 1976، بالإضافة الى كأس العالم لكرة القدم للشباب عام 1995 ودورة الألعاب الآسيوية عام 2006 وكأس آسيا لكرة القدم عام 2011 وصولا لكأس العالم لكرة اليد عام 2015 ، بالإضافة لأكثر من 90 حدثا رياضيا محليا وإقليميا وعالميا تشهدها الدوحة كل عام ويتم تنظيمها بمهنية عالية دون أن تشهد أي منها حوادث أمنية تذكر. وقال النقيب العلي إن دولة قطر عملت خلال السنوات الست الماضية على تنمية وتعزيز الخبرات الأمنية والاستفادة من تجارب الدول المستضيفة على كافة الأصعدة في المجال الأمني. ولفت إلى أن قطر كانت حاضرة من خلال برنامج الرصد والمراقبة في كأس العالم لكرة القدم عام 2014 في البرازيل وفي كأس أوروبا عام 2016 وغيرها من الأحداث الرياضية ، كما كانت الوفود الأمنية تراقب إجراءات الحماية وحفظ الأمن عن كثب في المدن والدول المستضيفة إلى جانب مشاركة بعض الضباط كأعضاء عاملين في اللجان المنظمة لهذه الأحداث. كما أوضح أن دولة قطر طورت خلال الفترة الماضية برنامجها لتدريب القيادات ليكون متوافقا مع أفضل الممارسات المهنية في مجال التدريب والتطوير عالميا فضلا عن الشراكات التي أسستها اللجنة الأمنية باللجنة العليا للمشاريع والإرث مع عدد من المؤسسات والمنظمات الدولية وفي مقدمتها الانتربول. وأكد النقيب العلي أن مشاركة دولة قطر في مشروع (ستاديا) مع منظمة الانتربول وسائر الدول المنضوية في إطار هذا البرنامج يأتي بهدف تأسيس قاعدة معرفية دولية في مجال تنظيم الأحداث الكبرى وجعلها في متناول الجميع لمنح فرص متساوية لكل دول العالم لاستضافة الأحداث الرياضية وبذلك نسهم عبر الرياضة في مد جسور الثقة والتعاون بين الثقافات والشعوب ونعزز الانتشار العالمي للرياضة. ولفت إلى أن الفرص الكبيرة التي تقدمها بطولة كأس العالم لكرة القدم للدول المستضيفة لابد وأن تكون مصحوبة بالتحديات، وقال "ولعل المخاطر الأمنية التي تصاحب مثل هذه الأحداث الكبرى تعد من أبرز التحديات التي تعمل الدول المستضيفة على مواجهتها". وشدد النقيب العلي على أهمية الجهد الدولي المشترك لمواجهة مثل هذه المخاطر الأمنية عبر صياغة قواعد البيانات ومشاركة التجارب في مجال إدارة الحشود وتنظيمها بما لا يعيق سير البطولات أو يؤثر على تجربة الزوار والجماهير. وأشار إلى أن هذا الاجتماع يعكس إيمان الجميع بضرورة تعزيز الشراكة الدولية في مجال حفظ الأمن للأحداث الرياضية في ظل تصاعد النزاعات الإقليمية والعالمية وتعاظم المخاطر الأمنية التي باتت عابرة لحدود الدول والقارات. بدروه قال النقيب فلاح عبد الله الدوسري مدير عام (مشروع ستاديا) بالمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الانتربول) إن هذا الاجتماع ينعقد في سياق عالمي سريع الحراك والتغير الدائم ويشهد كما كبيرا من الهواجس والاهتمامات الأمنية المتزايدة. وأكد حرص الشرطة الدولية على جمع كافة الخبرات المتنوعة وتسخيرها لمواجهة تحديات الأمن والسلامة حول العالم، معربا عن سروره بمشاركة مختلف القارات بما في ذلك الامريكيتين وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط في هذا الاجتماع . وأوضح أن "ستاديا" هو مشروع الانتربول ومدته عشر سنوات تموله دولة قطر وذلك لإنشاء مركز للتميز في الأعمال الشرطية وأمن الفعاليات الكبرى وتدعمه اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر وذلك في سياق استعداداتها وتحضيرها لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، مضيفا "أن المشروع يعمل كذلك على دعم باقي الدول الأعضاء في الانتربول التي تستعد لاستقبال أو تنظيم فعاليات كبرى". وأشار إلى أن شهر يونيو عام 2015 سجل الاجتماع الأول لمجموعة خبراء السلامة والأمن الرياضي بمشروع ستاديا سابقة وذلك باستعراضه مجموعة منتقاة من قصص النجاح المفيدة ودراسة حالات من فعاليات رئيسية اقيمت حول العالم . وأكد أن كافة الجهود الأمنية للدول المشاركة في الاجتماع تأتي لضمان الأمن والسلامة أثناء إقامة الفعاليات الكبرى حول العالم وقال "إن هدفنا هو وضع توصيات وإرشادات تخص سلامة وأمن الفعاليات الكبرى، ونحن نتطلع للعمل معكم للارتقاء بهذا الهدف على مدى الأيام القادمة". إلى ذلك، قدم الملازم أول سيف الدوسري ممثل وحدة تأمين المنشآت التنافسية باللجنة الأمنية باللجنة العليا للمشاريع والإرث عرضا عن سلامة وأمن كأس العالم 2022 في دولة قطر. وأكد أن دولة قطر لن تدخر جهدا في تنفيذ كافة تدابير السلامة والأمن اللازمة لضمان سلامة وأمن جميع المواقع التنافسية وغير التنافسية والبنية التحتية الخاصة بها وجميع الفئات التابعة للفيفا، فضلا عن كافة أنشطة الأمن والسلامة الميدانية المساندة للبطولة.