توماس باخ : نشكر سمو الأمير على اهتمامه الكبير بالرياضة

الكأس
في حلقة خاصة من برنامج ضيفنا على قنوات الكأس حل الدكتور توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية ضيفا علينا وذلك على هامش تواجده في الدوحة لحضور اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد اللجان الاولمبية الوطنية " انوك " .
وجاء نص الحوار كالتالي :
سيد توماس باخ، ما أهمية هذه القمة بناء على ثلاثة عوامل هي المكان، والتوقيت، والأجنده ؟
أعتقد أن هذه جمعية عامة مهمة جدا بالنسبة إلى المئتين والست لجان أولمبية للنظر أولا في النجاح الاستثنائي لدورة الألعاب الأولمبية، ريو 2016، الدورة التي حطمت الرقم القياسي في عدد المتابعين لها عبر العالم، إذ شاهدتها ما يقارب نصف سكان المعمورة وفي ذات الوقت، للنظر إلى المستقبل ومحاولة توقع التحديات التي سوف تواجه الحركة الأولمبية، لذا، كان هذا هو الوقت المناسب للموقف الموحد لعالم الرياضة هنا في الدوحة .
لقد كان لك اجتماع مع سمو أمير دولة قطر، ما الذي تمت مناقشته خلال هذا اللقاء ؟
لقد تحدثنا بطبيعة الحال عن دور الرياضة في المجتمع هنا في قطر، وقد هنأته على المبادرات العديدة التي اتخذها سموه من أجل تطوير الرياضة في المدارس وفي الجامعة من خلال البرنامج الأولمبي المدرسي، واليوم الرياضي للدولة، وكذلك أكاديمية أسباير المتميزة.
هذا جانب مهم جدّا من إنجازات قطر، لا يعرف عنه العالم بالشّكل الكافي للأسف، وهو الحماس لخدمة الرياضة فيما يتجاوز مجرد تنظيم البطولات الكبرى ، وفي هذه المجال، قام سموه بعمل رائع، مقتفيا آثار سموّ الأمير الوالد، الذي كان بدوره قد أولى اهتماما كبيرا بالرياضة .
فاز صاحب السمو أمير دولة قطر بجائزة هامة من قبل اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية، فإلى أي مدى أظهر سموه التزامه بدعم الحركة الأولمبية؟
استحقّ سموه ذلك أولا لأنه جزء من الأسرة الأولمبية الدولية، حيث أنه عضو ملتزم ونشيط، كانت له مساهمات عديدة في عالم الرياضة.
ثم ثانيا، من خلال الجهود الكبيرة التي يبذلها سموه من أجل تطوير الرياضة ودعم قيمها، هنا في قطر، وفي جميع المستويات المجتمعية، وثالثا، من خلال التنظيم الرائع والاستضافة الاستثنائية لهذه الجمعية العمومية لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية .
كما قلت الآن، سيد توماس باخ، لقد قمتم بجولة في المنشآت الرياضية هنا في قطر، فكيف ترى تطور الرياضة هنا في قطر، قبل ست أو سبع سنوات من استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022؟
شاهدت مركز أسباير، وكنت قد غبت عنه لمدة سنتين، وهناك رأيت مبادرات جديدة تتعلق بمزيد تطوير الطب الرياضي والعلوم الرياضية، كما أتيحت لي الفرصة لألعب كرة القدم قليلا بنفسي ضد آلة لهذا الغرض .
حسنا، أنت مشجع لفريق بايرن ميونخ، أليس كذلك؟
نعم، بطبيعة الحال
و لست مشجعا لفريق برشلونة؟!
نعم، عندما يتعلق الأمر بكرة القدم الدولية، ولا يكون بايرن ميونيخ معنيا بالمنافسة، فعند ذلك أشجع برشلونة، لكن التشجيع الحقيقي لبايرن .
يعني، أحبك يا بايرن ؟
نعم، هو كذلك !
السيد توماس باخ، كما نعرف، فإن هذه القمة كان مقررا أن تقام في مدينة ريو، وها نحن الآن في الدوحة! ما تعليقك على استعداد قطر الدائم لخدمة الأسرة الأولمبية ؟
لقد استمتعنا بتنظيم رائع، وبضيافة استثنائية هنا، واستضافة هذه الجمعية العمومية، دليل آخر على التزام دولة قطر وصاحب السمو الأمير، تجاه عالم الرياضة، واللجان الأولمبية الوطنية، واللجنة الأولمبية الدولية، وأعتقد أن كلا من المشاركين في أعمال هذا المؤتمر، يثمن تماما هذا الموقف القطري، ويمكن للجميع أن يشعروا بهذا الجانب الإيجابي وبالحيوية والنشاط السائدين في هذا التجمع الأولمبي الكبير .
سيد توماس باخ، العديد من الشخصيات الكبرى في عالم الرياضة، أوصوا بالانفتاح على دول منطقة الشرق الأوسط! ألم يحن الوقت للسير في هذا الاتجاه؟ لكي نشهد مثلا تنظيم الدوحة لدورة الألعاب الأولمبية ؟
بداية، أعتقد أن دولة قطر، وبشكل خاص مع أسباير، منفتحة على العالم من خلال الترحيب بالعديد من الرياضيين هنا، وهناك الكثير من الرياضيين الشباب الحاصلين على منح من اللجنة الأولمبية الدولية، يأتون إلى هنا للاستفادة من المرافق التدريبية المتميزة في أسباير أما فيما يتعلق بالتنظيم، فإننا الآن بصدد حملة سباق مليئة بالإثارة من أجل استضافة دورة الألعاب الأولمبية عام ألفين وأربعة وعشرين، ومن المناسب أن يتركز الاهتمام حاليا على المدن الثلاث المترشحة لتنظيم تلك الأولمبياد .
لقد كان سباقا صعبا، إذ انسحبت روما وهامبورغ في وقت مبكر، فهل إن استضافة الألعاب الأولمبية في أيامنا هذه بات حملا ثقيلا بالنسبة للمدن والبلدان؟ وكيف تتعامل اللجنة الأولمبية الدولية مع هذا النوع من المواقف؟
بالعكس، فلو نظرنا إلى الإرث لوجدنا أن ريو ومنشآتها ظلت مكسبا بالنسبة لسكان المدينة والبرازيل، وقد تمت الإشارة إليه هنا من خلال العدد الكبير من الوظائف التي تم إحداثها ومنظومة النقل الجديدة التي أصبحت تتمتع بها المدينة، وبتحسين المرافق السياحية، ويعتبر ذلك إرثا فريدا من نوعه.
أما بالنسبة لقرار مدينة روما بالذات، فبصراحة، لا يوجد لذلك علاقة بالألعاب الأولمبية، بل إنه صراع بين حزبين سياسيين حول إصلاحات دستورية، سيقام حولها الآن استفتاء في روما.
ولدينا حاليا ثلاث ملفات ترشح ممتازة هي لوس أنجلوس، وبودابست وباريس
كيف ترى نتيجة المنافسة بينها؟
مهما كانت المدينة التي سوف تقام فيها دورة الألعاب الأولمبية 2024، فإنها ستكون ألعاب رائعة، ولذا، فإننا في وضع مريح جدا بهذا الشأن .
سؤال أخير سيدي الرئيس، وهو سؤال هام: عالم الرياضة في حرب لا تتوقف ضد الفساد، فهل إن لدى الأسرة الأولمبية حصانة ضد هذه الآفة؟ خصوصا بعد فضائح الفيفا والاتحاد الدولي لألعاب القوى؟
ليس هناك أي منظمة أو حكومة في العالم لها حصانة ضد الفساد، وقد اتخذت اللجنة الأولمبية الدولية إجراءات بالغة الأهمية في إصلاحاتنا التي نقوم بها في إطار الأجندا 2020، فقد تبنينا إصلاحات واسعة المجال، فاللجنة الأولمبية الدولية تصدر تقريرا سنويا طبقا للمعايير الدولية، ولدينا لجنة أخلاق داخلية، ويتميز عملنا بقدر كبير من الشفافية التي تجعلنا نعرف من أين تأتي الأموال وأين يتم صرفها، ونحن لا نحتاج إلا إلى 10% من دخلنا السنوي لمصاريف الإدارة، بينما 90 % من جميع مداخيلنا تعود مباشرة إلى مجال الرياضة وتطوير الرياضة وبرنامج التضامن الأولمبي، وتقديم منح للرياضيين الأولمبيين، ويمكنني القول بأننا فخورون جدا بهذه الأرقام، لكن ذلك لا يجعلنا محصنين ضد الفساد.
السيد توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، شكرا جزيلا، لقد كنا محظوظين وسعداء كثيرا بالتحدث إليك، وحظا سعيدا لـبايرن ميونيخ في دوري الأبطال مع أنشيلوتي .