search

    الوادا والأولمبية الدولية وجها لوجه في اجتماعات انوك بالدوحة

    موقع الكأس

    منذ أن اندلع وظهر للعلن الخلاف الشديد وغير المسبوق بين الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات واللجنة الأولمبية الدولية في وقت سابق من العام الجاري، سيلتقي الطرفان وجها لوجه لأول مرة في العاصمة القطرية الدوحة ضمن أعمال الاجتماع السنوي للجمعية العمومية لاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) وهو الإجتماع الذي تستضيفه الدوحة يومي 15 و16 نوفمبر 2016.

    ويكتسب "اجتماع الدوحة 2016" أهمية كبيرة من حيث التوقيت والشكل والمضمون حيث يتضمن جدول الأعمال بنودا اعتبرت هي الأهم مجتمعة في أي اجتماع سابق للأنوك وفي حضور جميع الشركاء والمعنيين بالحركة الأولمبية من شتى أنحاء العالم.

    أحد أبرز موضوعات (التوقيت والشكل) والتي تضفي لأهمية هذا الاجتماع السنوي الذي تحتضنه الدوحة هو وصول الخلاف بين اللجنة الأولمبية والوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (الوادا) إلى ذروته على خلفية القضية التي تعصف بالرياضة العالمية حاليا وهي قضية المنشطات بداية من "قضية روسيا" وانتهاء بأولمبياد ريو دي جانيرو 2016 في البرازيل.

    ومن جديد نقول إن اجتماع الجمعية العمومية للأنوك 2016 سيشكل المحفل الأول الذي تتواجه فيه جميع الأطراف في نهاية عام عاصف بالقضايا التي تهم المنشطات ومن هنا فإن وفد الأنوك سيكون في مواجهة حتمية مع وفد اللجنة الأولمبية الدولية، نتطلع جميعا بأن تكون مواجهة "إيجابية" وتقدم للرياضة العالمية من الدوحة حلولا جذرية للقضايا المتعلقة بالمنشطات..

    وسنسرد هنا بعض المشاهد التي شابت العلاقة بين المؤسستين المرتبطتين إلى حد كبير ببعضهما البعض، حيث دب الخلاف أو ظهر للعلن على خلفية قضية المنشطات الروسية وهي القضية التي ظهر واضحا أن اللجنة الأولمبية الدولية ألقت فيها باللوم على الوادا، ومن هنا نشب الخلاف الذي سنتحدث في هذا التقرير عن أبرز مشاهده..

    المشهد الأول

    تفجرت قضية المنشطات الروسية في البداية في 2014 وفي التاسع من نوفمبر 2015، نشرت لجنة التحقيق في (وادا) تقريرها عن المنشطات لدى الرياضيين الروس البارزين. وأوصت الاتحاد الدولي للقوى بإيقاف روسيا من خوض المنافسات العالمية والأولمبية كما أوصت بإيقاف خمسة رياضيين وخمسة مدربين مدى الحياة بسبب المنشطات.

    وتطورت الأمور بسرعة حتى وصلت إلى السابع من يناير 2016 عندما قررت لجنة القيم بالاتحاد الدولي لألعاب القوى إيقاف بابا ماساتا دياك نجل الرئيس السابق للاتحاد لامين دياك مدى الحياة ، بجانب إيقاف الروسيين فالنتين بالاخنيشيف رئيس الاتحاد الروسي لألعاب القوى واليكسي مينيكوف مدى الحياة.

    وفي 14 يناير 2016 ذكر تقرير للجنة المستقلة التابعة للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) أن السنغالي لامين دياك الرئيس السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوى يتحمل مسؤولية الفساد المنظم وتمكين المتآمرين داخل الاتحاد الدولي للقوى وان خليفته سيباستيان كو لابد انه كان على دراية ببرامج وممارسات المنشطات في روسيا.

    المشهد الثاني

    في 18 يوليو 2016، دعت الوادا الى ايقاف روسيا عن جميع الاحداث الرياضية الدولية بما فيها الالعاب الاولمبية في ريو 2016 التي أقيمت في الفترة من 5 الى 21 اغسطس الماضي.. وأوضحت وادا "ان الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات تدعو الى منع مشاركة رياضيي روسيا في المنافسات الدولية، ومنها دورة الالعاب الاولمبية في ريو، طالما ان (روسيا) لم تحقق تحولا في ثقافتها".

    وجاءت هذه الدعوة في أعقاب تقرير مستقل اعده المحامي الكندي ريتشارد ماكلارين بناء على طلبها واكد فيه تورط روسيا بفضيحة تنشط ممنهج لرياضييها.

    المشهد الثالث

    في 2 أغسطس 2016، دخلت اللجنة الأولمبية الدولية على خط الأزمة عندما أعلن رئيسها توماس باخ، أن من الضروري إعادة النظر بكامل أنشطة الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا)، وأن من اللازم حماية حقوق الرياضيين "الأنقياء". جاء ذلك مع بدء الدورة 129 لأعمال اللجنة الأولمبية الدولية في ريو دي جانيرو.

    وقال باخ خلال فعاليات الدورة: "مما لا ريب فيه، أن التلميحات غير مقبولة من البعض. قراراتنا تدعم بالإجماع من قبل جميع الاتحادات الخمسة في اللجنة الوطنية الأولمبية، ومختلف أعضاء الهيئات واللجان الرياضية. ونيابة عن جميع أولئك الذين دعمونا، نرفض كل التلميحات. ونحن نتابع الهدف المشترك لحماية الرياضيين الأنقياء. يجب منع تكرار هذا الوضع في المستقبل، ونحن بحاجة إلى إعادة النظر، بشكل كامل، في أنشطة الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا)".

    جاء ذلك بعد ان أعلنت الهيئة التنفيذية داخل اللجنة الأولمبية الدولية، في 24 يوليو الماضي، أنها قررت ترك عملية البت في مسألة مشاركة الرياضيين الروس، ضمن مسابقات أولمبياد ريو دي جانيرو، للاتحادات الرياضية الدولية المعنية. وبالتالي، امتنعت اللجنة الأولمبية الدولية عن اتخاذ أي قرار بهذا الشأن من تلقاء نفسها وهو ما كان يعني في ذلك الوقت (تخلي فعلي) عن الوادا في وقت رفضت فيه محكمة التحكيم الرياضية، وتحديدا في 21 يوليو 2016 دعاوى اللجنة الروسية الأولمبية، ودعاوى أخرى تقدم بها 68 رياضيا روسيا، من رياضيي ألعاب القوى، تم رفعها ضد الاتحاد الدولي لألعاب القوى. ونتيجة لذلك القرار، لن يشارك الرياضيون الروس في لعبة ألعاب القوى، ضمن فعاليات دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو، تحت علم بلادهم روسيا.

    المشهد قبل الأخير

    في 8 أكتوبر 2016، فوّضت القمة الأولمبية التي عقدت في لوزان في ذات اليوم، الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات مهمة إنشاء هيئة جديدة لاختبار المنشطات وأيّدت خطة لتولي محكمة التحكيم الرياضي (كاس) مسؤولية البت في قضايا المنشطات.

    وقالت القمّة في بيان لها، إن "وادا" ستبقى المشرفة على التنظيم والامتثال في مجال مكافحة المنشطات، بيد أن الهيئة الجديدة ستكون مسؤولة عن إجراء الفحوص للرياضيين. وأوضح البيان أنّ العقوبات المتعلقة بالمنشطات سيتم تفويضها إلى محكمة التحكيم الرياضي.

    ووافقت القمة أيضا على جعل فحوص الكشف عن المنشطات مستقلة عن المنظمات الرياضية. وكان رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ افتتح القمة التي ناقشت تقديم مقترحات لإصلاح نظام مكافحة المنشطات في الوكالة الدولية، بعد شهرين من انتهاء دورة الألعاب الاولمبية الصيفية في ريو دي جانيرو، واستبعاد فريق ألعاب القوى الروسي عن المشاركة.

    المشهد الرابع.. الخلاف علنا

    في 28 أكتوبر 2016، وقبل أيام من المواجهة على أرض الدوحة اتهمت الوادا، اللجنة الأولمبية الدولية بحدوث إخفاقات خطيرة، خلال عملية جمع عينات الرياضيين لإجراء اختبارات الكشف عن المنشطات خلال أولمبياد ريو دي جانيرو.

    وقال تقرير نشره فريق مراقبة مستقل، في مدينة "مونتريال" الكندية، إن موظفي مراقبة المنشطات في أولمبياد ريو كانوا يفتقدون للتدريب اللازم، إلى جانب النقص في المعدات المطلوبة لعملية الاختبار.

    وأشار فريق المراقبين، إلى أن بعض الإخفاقات في أولمبياد ريو كانت خارج سيطرة اللجنة المنظمة، بينما ظهرت إخفاقات أخرى بسبب تقليص الميزانية والقوة التشغيلية.

    وبحسب وكالات الأنباء العالمية، استغلت (وادا) التقرير أيضًا في تقديم توصيات، موضحة أن العاملين في المراقبة على المنشطات، الذين يرافقون الرياضيين خلال عملية سحب العينات، كانوا بحاجة إلى التدريب بشكل أفضل.

    ورغم تلك الإخفاقات، أثنت (وادا) على معايير مختبر ريو، واصفة إياه بأنه إرث لحركة مكافحة المنشطات في قارة أمريكا الجنوبية، وقال جوناثان تايلور، رئيس فريق المراقبة "رغم الأمور السلبية المتعلقة بالعاملين، والقيود التي فرضت على الموارد وكذلك الصعوبات اللوجستية، فقد كان هؤلاء المكلفون بتنفيذ البرنامج وخاصة المتطوعون يستحقون الكثير من التقدير".

    الدوحة والمشهد الحاسم

    وبعد كل هذه المناوشات وخاصة في 2016 وما سبقها على مدار عامين، سيكون المشهد الحاسم في الدوحة في اجتماع الجمعية العمومية للأنوك وفي وجود اللجنة الأولمبية الدولية والواداد والتطلع لأن يكون هذا المشهد هو المشهد الخلافي الاخير والحاسم، وتشهد الدوحة انطلاقة جديدة لما فيه صالح الرياضة العالمية.