search

    ساغان يتفوق في السرعة النهائية على البلجيكيين

    موقع الكاس

    سوف يرتدي بيتر ساغان قميص قوس قزح لعام آخر على الأقل. فقد نجح حامل لقب عام 2015 في الدفاع عن لقبه بطريقة استعراضية، عندما تمكن من التغلب على منافسيه مارك كافنديش، وتوم بونين في الانطلاقة السريعة لعدد من أشهر الأبطال في بطولة العالم للدراجات الهوائية على الطرق- الدوحة 2016. وحصل كافنديش، الفائز باللقب عام 2011 على الميدالية الفضية، في حين عادت الميدالية البرونزية إلى توم بونين، بطل العالم في 2005.

    استفاد ساغان من العمل الذي قام بها دراجو الفريق البلجيكي، الذين تسببوا في تمزق الكوكبة، في مرحلة من السباق تميزت بهبوب رياح عرضية في الصحراء خلال العودة إلى الدوحة. وكان السلوفاكي أحد آخر الدراجين الذين كانوا ضمن المجموعة الأولى بعد معركة حاسمة في حوالي الكيلومتر الخامس والسبعين (75) من السباق.
    وصرح ساغان بعد السباق بقوله: "أنا في غاية السعادة. لأني في اللحظة الحاسمة، كنت آخر المتسابقين الذين تمكنوا من الانضمام إلى مجموعة الطليعة. وبعد ذلك فكرت في نفسي، وفي أن الأمر سيتم حسمه بالسرعة النهائية. لقد كنت محظوظا جدا لكون جياكومو نيتزولو لم يغلق الثغرة بالقرب من الحاجز الجانبي. ولو أنه فعل ذلك، فمن المؤكد أننا كنا سنقع معا، لأني لم أكن لأخفض من سرعتي."
    وقد أصبح ساغان الآن أحد ستة دراجين فازوا باللقب العالمي مرتين متواليتين، بعد البلجيكيين جورج رونس (1928-1929)، وريك فان ستينبيرغن (1956-1957) وريك فان لويي (1960-1961) والإيطاليين جياني بونيو (1991-1992) وباولو بيتيني (2006-2007).
    تسلسل الأحداث
    كان الدراجون متوترين في منطقة أسباير زون، حيث انطلقوا لقطع مسافة حوالي 150 كيلومترا عبر الصحراء، وأكثر من 100 كيلومتر خلال سبع لفات طول كل منها 15.2 كيلومترا في مسار السباق بجزيرة اللؤلؤة. وكانوا جميعهم ينظرون إلى الراية، وهم يعلمون أن الريح الشمالية الغربية ستكون عاملا حاسما في السباق.
    قال الليتواني راموناس نفاردوسكاس: "إنها فرصة عظيمة للدراجين المتخصصين في السرعة النهائية، وسيكون التحدي الأكبر متمثلا في الريح أكثر منه في الحرارة. وسوف تتعرض الكوكبة إلى الانقسام في وقت مبكر من السباق." وبالرغم من أن ذلك لم يحدث في وقت مبكر جدا، فإن توقعه كان في مكانه.
    وعند الخروج من الدوحة في اتجاه أبو يزول، واجهت الكوكبة ريحا أمامية معاكسة. ولم يبد أن ذلك قد أزعج كثيرا دانيال تيكليهايمانوت، إذ أنه كان أول من قام بمحاولة هروب عندما تم إنزال الراية إيذانا بالانطلاق الرسمي. وقد تم إجهاض هجوم الدراج الإريتري، غير أن مواطنه ناتنيل بيرهان، قام بعد ذلك مباشرة بمحاولة هجوم أخرى. وانضم إليه ستة دراجين آخرين، وسمحت لهم الكوكبة بالاستمرار في الهروب.
    مغامرة لسبعة رجال
    ناتنيل بيرهان، والكولومبي راين ستيفن راميريز، والأكراني سيرغيي لاغكوتي، والكندي راين روث، والجنوب إفريقي نيك دوغال، والمكسيكي ريني كوريلا، والمغربي أنس آيت العبدية، انطلقوا في مغامرة مشتركة عبر الصحراء. وتضافرت جهودهم بشكل جيد في مواجهة الريح الأمامية، وعند الوصول إلى نقطة العودة، كانوا يتقدمون بعشر دقائق على الكوكبة الرئيسية التي كان يقودها البريطانيون والأستراليون والنرويجيون. وقام زميل مارك كافنديش في فريق ’دايمنشن ديتا‘، البيلاروسي كونستانتين سيوتسو، بتصدر الكوكبة عدة مرات وهي تتقدم بنسق منتظم. وكان ذلك بمثابة الهدوء الذي يسبق العاصفة.
    معركة الرياح العرضية
    عند نقطة العودة، قام الدراج ريني كوريلا بترك الصدارة في المجموعة المتصدرة. كان المكسيكي قد انهارت قواه، وسرعان ما ابتلعته الكوكبة. كان ذلك في معركة تميزت بالعصبية خلال المرحلة التي كانت تهب فيها الرياح العرضية في طريق العودة إلى الدوحة. وقاد البريطانيون، والإيطاليون والبلجيكيون الكوكبة عند المرور بالمنعطف، وكانت المعركة دائرة آنذاك. وقام البلجيكيون بتشكيل طابور طويل، مما تسبب في تمزيق الكوكبة إلى أجزاء، بوجود نسق غاية في السرعة على الطريق الذي لم يكن واسعا جدا في الاتجاه جنوبا.
    تعرض الهولندي توم دومولان إلى ثقب في العجلة في أسوأ وقت ممكن، وشهد الخطوط المائلة أمامه تختفي في الصحراء، في حين أن البلجيكيين استمروا في تعذيب المتسابقين، وكان العديد منهم ضحية السقوط، وتعرض آخرون لأعطال ميكانيكية، وآخرون لكونهم لم يتمكنوا من مجاراة النسق السريع. وفي خلال نصف ساعة، انقسمت الكوكبة إلى ثلاث مجموعات رئيسية، بوجود ستة بلجيكيين، وثلاثة إيطاليين، وثلاثة نرويجيين في مجموعة الطليعة.
    بلجيكا في دكة القيادة
    وكان الألمان والفرنسيون من أهم الضحايا. إذ لم يتمكن كلا الدراجين أندريه غريبل، ومارسيل كيتل من حجز تذكرة لهما في الخط المائل الأول. أما الفرنسيان المتخصصان في السرعة النهائية، أرنو ديمار، وناصر بوهاني، فقد تخلفا أيضا في اللحظة الحاسمة. ونجح بطل العالم، بيتر ساغان، وزميله في الفريق ميشال كولار في اللحاق بتلك المجموعة الأولى، وهو فعله أيضا الهولندي نيكي تيربيسترا مع مواطنه توم ليتزر. وكان مارك كافنديش مصحوبا بمواطنه آدم بليث، غير أن الفريقين الهولندي والبريطاني كانا منهكين بعد الهجمة البلجيكية. ونجحت أستراليا في أن تكون ممثلة في المجموعة الأولى بـ: مايكل ماثيوز، وماثيو هيمان، إلا أن دراج الفريق المتخصص في السرعة، كاليب إيوان، تخلف عن الركب. وبدوره، نجا النرويجي ألكساندر كريستوف، بصحبة زميليه ترولز كورساث، وإدفالد بوسون هاغن، في حين حافظ الإيطاليون على دراجيهم جاكوبو غارنييري، وإيليا فيفياني، وجياكومو نيتزولو في المقدمة.
    ومن بلجيكا، كان هناك توم بونين، وغريغ فان أفرمات، ويينس كوكيليري، وأوليفر ناسن، وياسبر ستويفين، ويورغن رولاندز، ضمن المتصدرين. وكانت الهجمة المبكرة قد تصدى لها البلجيكيون، غير أن بيرهان، وروث، ودوغال، وأنس آيت العبدية، تمكنوا من البقاء ضمن كوكبة الصدارة، وأنهوا السباق ضمن المجموعة الأولى.
    الألمان المحبطون
    في حين أن البلجيكيين الواثقين من إمكاناتهم فرضوا نسق المجموعة الأولى، فإنهم قد وجدوا من حين لآخر بعض الدعم من الإيطاليين، وحاول الخطان الثاني والثالث العودة إلى المنافسة. وعند الدخول إلى مسار السباق في منطقة اللؤلؤة، كان الخط الثاني على بعد دقيقة واحدة، بينما كانت المجموعة الثالثة متأخرة بمسافة أبعد. وفي المجموعة الثانية، حاول أندريه غريبل، ومارسيل كيتيل تنظيم عملية الملاحقة، لكن لم يبد أحد راغبا في التعاون، بل إن البلجيكيين الموجودين في تلك المجموعة بذلوا كل جهد ممكن من أجل إدخال البلبلة على محاولات الألمان. وارتفع الفارق إلى دقيقتين، وبعد ذلك إلى ثلاث دقائق. وحاول غريبل القيام بهجوم يائس، غير أن أعضاء المجموعة الثانية عرفوا أنهم خسروا كل أمل في المنافسة. وقبل ثلاث لفات من نهاية السباق، أوقف كيتيل دراجته على جانب الطريق. وترك الفرصة للبلجيكيين لجني ثمار جهودهم.
    محاولة ليتزر
    في اللفة قبل الأخيرة كان كيوكيليري أول من تراجع في المجموعة الأمامية، ثمّ اضطر بيناتي وستويفين  إلى التراجع في اللفة الأخيرة. ومع بقاء خمسة كيلومترات على النهاية، كان نيكي تيربيسترا أول المهاجمين، لكنه عندما التفت إلى الخلف رأى الدراجة الذهبية للبطل الأولمبي أفيرمات. كان الجميع ينظرون إلى بعضهم البعض، لكن يبدو أنهم لم يعودوا يملكون الطاقة الكافية للقيام بهجوم، حتى استغل ليتزر الفرصة قبل كيلومترين من نهاية السباق. كما وجد الدراج الهولندي ثغرة وتجاوز الراية الحمراء التي تشير إلى الكيلومتر الأخير، مبتعداً بفارق خمس ثوان. بدا وكأنه يملك فرصة للفوز، لكن يورغن رويلاندس تصدر المجموعة ليمكن بونين من المشاركة في الانطلاقة النهائية السريعة.
    وعلى بعد 300 متر من خط النهاية لحق باقي المتسابقين بليتزز، وكان بونين أول من انطلق بأقصى سرعة في الجزء الأخير المستقيم من المسار. لكن بطل العالم السابق لم يتمكن من الصمود والبقاء في المركز الأول، إذ انطلق الفائز بسباق عام 2015 مسرعاً ليجتاز خط النهاية أولاً. كما تمكن كافينديش في نهاية المطاف من تجاوز بونين في الجانب الآخر من الطريق.