رياضة الدراجات الهوائية في قطر تشهد تطورا مستمرا

موقع الكأس
إن تاريخ رياضة الدراجات الهوائية في قطر، باعتبارها بلدا حديث العهد، تاريخ قصير، غير أنه مليء بالأحداث التي ستظل في الذاكرة. وقد دخلت الرياضة الاحترافية في دائرة الضوء منذ أن تمت إقامة طواف قطر، السباق الخاص بهذا البلد بمشاركة عالمية.
إن طواف قطر عبارة عن سباق بعدة مراحل تقام في جميع أرجاء البلد، وكانت أول نسخة من الطواف قد أقيمت في عام 2002، وكان الألماني ثورستن ويلهامز أول فائز باللقب، في حين يحمل البلجيكي الأسطورة توم بونين الرقم القياسي في عدد الانتصارات، إذ فاز بما مجموعه 22 مرحلة من الطواف، وإحراز لقب الطواف أربع مرات. أما بطل العالم السابق، البريطاني مارك كافنديش، فقد تميز بدوره من خلال الفوز باللقب مرتين، وبمجموع إحدى عشرة مرحلة خلال مشاركاته في الطواف.
وفي حين أن طواف قطر كان مقتصرا في بداياته على فئة الرجال، فقد تمت إقامة أول نسخة من طواف قطر للسيدات في عام 2009، الطواف الذي سرعان ما أصبح من أهم مسابقات السيدات في أجندة بطولات الدراجات الهوائية للسيدات. وسرعان ما تمكنت الهولندية كيرستن وايلد من ترك بصمتها على الطواف، محرزة أربعة ألقاب في ثماني نسخ من البطولة.
ولا يقتصر الأمر على أن طواف قطر قد أصبح يتابعه عشاق رياضة الدراجات الهوائية في جميع أنحاء العالم كل عام، بل إن النسخة الرجالية منه أصبحت تحتل سجل الأرقام القياسية لهذه الرياضة باعتبار أنه تحققت فيه أعلى سرعة في السباقات على الطريق للمحترفين.
وقد تم تحقيق هذا الرقم القياسي خلال مرحلة ستظل في الذاكرة، هي المرحلة الرابعة من طواف عام 2014، عندما تسببت الريح التي كانت تهب في ظهر المتسابقين في أن تشهد المرحلة بين مدينتي دخان ومسيعيد سرعات عالية جدا. وقد عبر توم بونين خط الوصول في المركز الأول بمعدل سرعة وصل إلى 56.816 كيولمترا في الساعة، وهو متوسط السرعة الأعلى في العالم.
وبالإضافة إلى المنافسات الاحترافية، فقد أثبتت دولة قطر مجددا وفي عديد المناسبات أنها مكان رائع لركوب الدراجات بفضل طرقها المنبسطة، والواسعة، وبفضل توفر العديد من الممرات المخصصة للدراجات، إضافة إلى أجوائها المناخية الدافئة.
وفي خلال العشرين (20) سنة الماضية، تطورت رياضة الدراجات الهوائية في قطر بشكل ملفت. وأصبح من المألوف أن نرى مجموعات كبيرة من راكبي الدراجات يجوبون الطرق في قطر. وعادة ما تلتقي تلك المجموعات في أندية للدراجات الهوائية وتستمتع بالقيام بتدريباتها إلى جانب درّاجين آخرين. وفي النهاية، فإن متعة ركوب الدراجة تكون أكبر صحبة الأصدقاء الجيدين.