فهد عبدالرحمن: "نتطلّع لتحقيق إنجاز هام سنة 2022"

اللجنة العليا للمشاريع والارث
يرتدي فهد عبد الرحمن القميص رقم 3 مع نادي أوبين البلجيكي. وبعد أن ساعد فريقه على الارتقاء إلى دوري الدرجة الأولى في الموسم الماضي، يتطلّع المدافع القطري ابن الواحد والعشرين ربيعاً بثقة وحيوية لإثبات تفوقه في الدوري البلجيكي الأهم. وكانت رحلة عبد الرحمن الكروية قد بدأت في أكاديمية أسباير حيث بدأ تكوينه الكروي في الدوحة ومن ثم وصل إلى عالم المستديرة الساحرة في القارة الأوروبية. ويقول هذا الظهير الأيمن الماهر إنه يبذل جهوداً كبيرة في التدريبات اليومية واضعاً نصب عينيه هدفاً يتمثل "بتحقيق إنجاز هام" على أرض الوطن في منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
وفي حديثه مع موقع اللجنة العليا للمشاريع الإرث www.sc.qa، قال عبد الرحمن: "عند مواجهة أندية كبيرة تخوض دوري الأبطال، مثل كلوب بروج أو ستاندارد لييج، يشعر اللاعب بالإثارة ويقدّم أفضل ما لديه لإظهار موهبته ومساعدة فريقه على الفوز. أثناء خوضنا منافسات الدرجة الثانية، كان المستوى عالياً أصلاً، ولكننا ننافس هذا العام في دوري الدرجة الأولى، وبالتالي سيكون حجم الضغط أكبر في كل مباراة. المدرجات مليئة، وعندما يلحظ الجمهور أنك تلعب بشكل جيد وأن الفريق بحاجة إليك، ينطوي ذلك على شعور عظيم".
لم تكن الطريق مفروشة بالورود بالنسبة لهذا اللاعب القطري الشاب. فقد انضمّ عبد الرحمن لصفوف نادي أوبين في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، وواجه بعض الصعوبات في تبني أسلوب كرة القدم الأوروبي. وشرح ذلك قائلاً: "واجهتُ في البداية صعوبة باللعب في التشكيلة الأساسية. وخلال أول سنتين بقيتُ على دكة البدلاء مع الفريق الرديف لفترات طويلة، ولكن كان من المهم بالنسبة لي اكتساب المزيد من الخبرات. كان المستوى أفضل والفريق يتحرك بسرعة أكبر وآلية اللعب احترافية للغاية. تدربتُ بشكل مكثّف وحاولتُ تعلّم شيء جديد كل يوم. والآن ألعب بشكل جيد مع الفريق الأول، وستُساعدني هذه الخبرة مستقبلاً على مستوى النادي وكذلك المنتخب الوطني".
وكان هذا المشجّع العتيد لنادي السد في الدوحة -الذي انضمّ إليه وهو لا يزال في الثامنة من عمره- قد التحق بصفوف أكاديمية أسباير منذ أن كان في الثالثة عشر. وقال في هذا الصدد: "أعتقد أن أكاديمية أسباير هي الأفضل عالمياً في مجالها بوجود أفضل المدربين وقدوم أفضل الفرق للعب والتدريب هنا. ساعدني هذا بشكل كبير عند انتقالي إلى كرة القدم الأوروبية نظراً لكوني استفدتُ من الخبرة التي اكتسبتها في أسباير سواء كان ذلك داخل الملعب أو خارجه".
ورغم أن عبد الرحمن ليس ضمن تشكيلة المنتخب القطري في تصفيات آسيا المؤهلة لبطولة كأس العالم لكرة القدم روسيا 2018، إلا أنه يُعرب عن استعداده دائماً لتقديم خدماته وتطلّعه إلى 2022 كمصدر لاستقاء الإلهام.
وأردف قائلاً: "ينصبّ تركيزي حالياً على أوبين وعلى تقديم أفضل ما لديّ لخدمة الفريق. سأكون في غاية السعادة متى احتاجني المنتخب الوطني. ذلك هو الهدف الذي أبذل جهوداً كبيرة في سبيل تحقيقه. ما من شكّ بأننا نحن اللاعبون القطريون المتواجدون في أوروبا نحاول بذل قصارى جهدنا لنعرّف نظراءنا الأوروبيين بأن قطر تملك لاعبين جيدين بوسعهم التنافس مع نظرائهم هنا. لا نريد مجرّد استضافة البطولة سنة 2022، بل نتطلّع لتحقيق إنجاز هام. أعتقد أننا نسير في اتجاه جيد وسنكون على أتمّ الاستعداد. ما من شكّ في أن قطر 2022 ستكون بمثابة مصدر إلهام كبير بالنسبة لنا. فخوض كأس العالم على التراب الوطني هو أقصى ما يمكن أن يتطلع إليه أي لاعب كرة قدم. سنُظهر للعالم أن ما نملكه لا يقتصر على المباني الجميلة والاستادات المهيبة، مثل استاد لوسيل واستاد خليفة الدولي واستاد الريان، بل نحظى أيضاً بمنتخب جيد".
يُعتبر عبد الرحمن من الجيل الجديد للشبان القطريين المحترفين في أندية أوروبية، وهو ما يدفعه للإعراب عن ثقته بأن زميله السابق في النادي البلجيكي وصديقه العزيز أكرم عفيف سيحقق نجاحاً كبيراً في الدوري الإسباني مع نادي سبورتينغ خيخون.
وعن زميله القطري في الليغا، قال عبد الرحمن: "أتحدث مع أكرم يومياً، وإني على ثقة بأنه سيلقى النجاح في عالم كرة القدم الإسبانية بفضل الموهبة الكبيرة التي يملكها. أذكّره بأن عليه استغلال فرصه. كما كان عليه الأمر بالنسبة لنا مع نادي أوبين، فقد بدأنا المشوار على دكة الاحتياط ثم أصبحنا لاعبين أساسيين في الفريق الأول. إنه بحاجة لبعض الوقت كي يثبت للجميع ما هو قادرٌ على القيام به في إسبانيا".
وبالنسبة إلى عبد الرحمن، يتمثل الهدف الأول حالياً بمساعدة النادي البلجيكي على الاستمرار بإثبات علوّ كعبه في الدوري المحلي: "نريد أن نستمرّ بالتنافس في دوري الدرجة الأولى، نلعب في كل مباراة بنسبة 100 في المئة، وفي حال قدّمنا أكثر من ذلك فإنه سيكون بمثابة علاوة لنا. الهدف بالنسبة لي هو النجاح هنا. ومن ثم سنرى ما سيكون عليه الأمر في نهاية الموسم".
وعندما سُئِل عن الفريق المفضل بالنسبة له في كرة القدم الأوروبية، أجاب وابتسامة تعلو مُحياه: "فريقي الأول في أوروبا هو أوبين. ويأتي في المرتبة الثانية ريـال مدريد".