منتخبنا الوطني في مهمة العودة أمام أوزبكستان في تصفيات المونديال

قنا
يتمسك المنتخب القطري لكرة القدم بحلم التأهل إلى مونديال روسيا 2018، عندما يخوض غدا الثلاثاءالجولة الثانية من الدور الحاسم ضمن التصفيات الآسيوية، حيث يلتقي نظيره الأوزبكي على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد ضمن منافسات المجموعة الأولى.
وستكون مهمة العنابي شاقة وصعبة في مباراة الغد أمام أوزبكستان، كونه مطالبا بتحقيق الفوز فقط لا غير من أجل تعويض خسارته في الوقت القاتل أمام إيران بالعاصمة طهران في الجولة الافتتاحية بهدفين مقابل لا شيء ، في المقابل استهل المنتخب الأوزبكي مشواره بنجاح في التصفيات بتحقيق فوزه الأول بهدف على حساب منتخب سوريا.
وتتنافس قطر في المجموعة الأولى التي تضم أيضا منتخبات إيران وكوريا الجنوبية والصين وأوزبكستان وسوريا، على حصد إحدى بطاقتي التأهل المباشر إلى مونديال روسيا عن المجموعة الأولى، أو الحصول على المركز الثالث للدخول في معترك نصف بطاقة التأهل عن القارة الآسيوية مع ثالث المجموعة الثانية، حيث يخوض الفائز منهما ملحقا آخر مع أحد منتخبات الكونكاكاف لتحديد المتأهل إلى نهائيات كأس العالم.
وتملك قطر حظوظا قوية للتأهل إلى المونديال كون مصيرها بيدها بشكل كبير ويتوقف علي فوزها أولا على أوزبكستان في الدوحة مساء الغد، ثم تكرار الفوز في مبارياتها الأربع المقررة على أرضها أمام سوريا في 11 أكتوبر المقبل، وأمام إيران 23 مارس ، وأمام كوريا الجنوبية 13 يونيو ، وأخيرا أمام الصين في 5 سبتمبر من العامل المقبل، وعدم قبول الهزيمة في مبارياتها الأربع خارج أرضها بداية من مباراة كوريا الجنوبية في 6 أكتوبر ، وأمام الصين في 15 نوفمبر ، وأمام أوزبكستان في 28 مارس ، وأخيرا أمام سوريا في 31 أغسطس.
وقدم المنتخب القطري عروضا جيدة في التصفيات حيث كان أول المتأهلين إلى الدور الحاسم ، بيد أن مشكلته تمثلت في تفنن المهاجمين في إهدار الفرص السهلة خصوصا في مباراة إيران، فضلا عن الأخطاء الفردية وعدم التركيز، وهو ما وضح في خسارة مباراة إيران (صفر-2) في الوقت بدل الضائع بخطأ ساذج من الحارس كلود أمين، على الرغم من أن المنتخب كان في حاجة ماسة للخروج بنقطة على الأقل لتدعيم موقفه في التصفيات وقطع خطوة جيدة في مشوار التأهل.
وتحتل قطر مؤخرة المجموعة الأولى بدون رصيد من النقاط وهو نفس رصيد الصين وسوريا، علما بأن الأولى خسرت أمام كوريا الجنوبية (2-3)، والثانية أمام أوزبكستان (صفر-1)، فيما تتصدر إيران المجموعة برصيد 3 نقاط بفارق الأهداف عن كوريا الجنوبية وأوزبكستان اللتان تملكان نفس رصيد النقاط.
ويدرك لاعبو المنتخب القطري أنه لا بديل عن الفوز في مباراة أوزبكستان، وأن أي تعثر سواء بالخسارة أو بالتعادل يعني تقلص الحظوظ وتبخر أحلام القطريين في التأهل إلى المونديال، وهو الأمر الذي ركز عليه الأوروجوياني خوسيه دانييل كارينيو المدير الفني للعنابي خلال حديثه مع لاعبيه، حيث طالبهم بضرورة التركيز في مباراة أوزبكستان, وقال لهم "لقد أهدرنا الفرص في مباراة إيران، وفقدنا نقاطا كانت في المتناول سواء بالفوز أو التعادل، وسجل المنافس من خطأ فردي في الوقت بدل الضائع ، يجب أن نستخلص العبر وأن نكون أكثر فاعلية أمام المرمي.. وأن نستغل الفرص التي تتاح أمام المرمي". بيد أن كارينيو حذر لاعبيه من الافراط في الثقة والاندفاع نحو الهجوم, لكنه شدد على "ضرورة مهاجمة المرمي الأوزبكي من البداية حتي النهاية, واللعب بذكاء واستثمار كل فرصة تتاح امامنا, فلن نكون وحدنا في الملعب, سنواجه منتخبا قويا يدخل اللقاء بمعنويات عالية وفي جعبته 3 نقاط بعد فوزه في الجولة الافتتاحية على سوريا".
وتملك أوزبكستان منتخبا جيدا حقق الكثير من النتائج الإيجابية أمام العنابي سواء في الدوحة أو خارجها خلال السنوات الماضية، لذلك فإن الجهاز الفني بقيادة كارينيو بدا في ترتيب أوراقه قبل اللقاء المرتقب بصورة جيدة من أجل تلاشي أي مفاجآت لخصم والحد من عناصر الخطورة المتواجدة في المنافس. ويشهد تاريخ المواجهات التي تجمع المنتخبان في التصفيات المونديالية، تفوقا لصالح المنتخب الأوزبكي الذي يتفوق بأربعة انتصارات مقابل انتصار واحد لقطر وتعادل وحيد، كما ان المنتخب الأوزبكي حقق بعض انتصاراته على العنابي في عقر داره. ورغم صعوبة المهمة إلا أن جميع لاعبي المنتخب القطري رفعوا شعار التحدي مع أنفسهم، واعلنوا اصرارهم على تحقيق الفوز على أوزبكستان، وتعويض خسارة إيران.
ولقاء الغد ومن بعده بقية مباريات التصفيات يعني الكثير لهذا الجيل الذي يملك فرصة ذهبية في كتابة اسمه بحروف من ذهب في سجلات التاريخ لو حقق الفوز وواصل مشوار التأهل للمونديال بنجاح، خاصة أن الفريق مؤهل للفوز في ظل وجود عناصر جيدة وفي مقدمتها أحمد ياسر محمدي، لويس مارتن، محمد عبدالله تريسور، محمد مونتاري، كريم بوضياف، حسن الهيدوس، علي أسد، محمد كسولا، بيدرو ميجيل، سيباستيان سوريا، رودريجو تاباتا، بوعلام خوخي، مشعل عبدالله، وكلود أمين،.
وقبل التفكير في النتيجة ونقاط المباراة قام الجهاز الفني بقيادة كارينيو خلال التدريبات في اليومين الماضيين بعلاج أخطائه الفنية والتكتيكية التي وقع فيها خلال لقاء إيران يوم الخميس الماضي ، وذلك في ظل ضيق الوقت بين المباراتين.
ورغم عدم التوفيق الذي كان واضحا في المباراة الافتتاحية إلا أن الجماهير القطرية تحمل أمالا عريضة علي المنتخب وقدرته في الفوز علي أوزبكستان وتخطي هذه المباراة الصعبة، ومن ثم تكملة المشوار على أكمل وجه ليسطر نجاحا لم يتحقق من قبل في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم. وتتجه النية لدي الجهاز الفني لمنتخب قطر في لعب مباراة هجومية من بدايتها كون الفوز هو المطلب الوحيد ، والاعتماد علي نفس تشكيل اللقاء السابق باستثناء تغيير طفيف قد يلجأ إليه في الهجوم لتعزيزه من أجل تحقيق الانتصار.
ويحظى الفريق القطري بثقة كبيرة من جانب جماهيره رغم الخسارة امام ايران، بسبب الاداء القوي وتفوقه في كثير من الاحيان واهداره العديد من الفرص ، لكن ما يخشاه الجمهور والقائمون على الفريق هو الاخطاء الفردية التي كانت السبب الرئيسي وراء الخسارة في الوقت القاتل.
في المقابل، فان المنتخب الأوزبكي يسعي بدوره للنصر وتحقيق فوزه الثاني على التوالي، ويعول مع مدربه صامويل بابايان على خبرة سيرفر جباروف قائد الوسط وافضل لاعب في اسيا مرتين، والهداف العجوز الكسندر جينريخ صاحب الفوز على سوريا ، بجانب عزيزبيك حيدروف و أنزور إسماعيلوف. وتقام مباراتان في المجموعة الأولى بخلالف مباراة قطر وأوزبكستان، حيث يلتقي في الأولى الصين وضيفتها إيران، فيما تجمع الثانية كوريا الجنوبية التي تحل ضيفة على لبنان. وتقام في المجموعة الثانية ثلاث مباريات أيضا، حيث تجمع الأولى العراق مع السعودية، فيما تلتقي في الثانية تايلاند مع اليابان، بينما تتواجه في الثالثة الإمارات واستراليا . وتتنافس المنتخبات الـ12 في الدور الحاسم من التصفيات الاسيوية المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018 على أربعة مقاعد ونصف المقعد هي حصة آسيا في النهائيات العالمية.
ووزعت المنتخبات على مجموعتين ضمت الأولى: كوريا الجنوبية والصين وقطر وأوزبكستان وسوريا وايران ، والثانية: استراليا والعراق واليابان والامارات والسعودية وتايلاند. ويتأهل الأول والثاني من كل مجموعة مباشرة الى مونديال روسيا. ويلتقي صاحبا المركز الثالث في المجموعتين في ملحق آسيوي، يعبر الفائز فيه لخوض ملحق آخر مع أحد منتخبات الكونكاكاف لتحديد المتأهل إلى نهائيات كأس العالم.