مشروع اللجنة الأولمبية "شاين" يغير حياة الشباب بالرياضة

الكاس
اللجنة الأولمبية تسعى لترك بصمةً مؤثرةً مؤثرة في ريو 2016 من خلال دعم الأبطال الأولمبيين الواعدين في البرازيل
تكمن قوة الألعاب الأولمبية في قدرتها على تحفيز جيل الشباب لتغيير حياتهم نحو الأفضل في الدولة المضيفة. وبعد أن يتم تقليد الميداليات للفائزين في بطولة الألعاب الأولمبية ريو 2016 هذا الصيف، ويعود المتطوعون لممارسة أعمالهم اليومية، وتتسابق ال 30,000 وسيلة إعلامية عالمية في إعداد قصصها عن البطولات الرياضية المذهلة، يستعد عشرة رياضيين من جيل الشباب الموهوب في ريو دي جانيرو لخوض الرحلة الأولى من مسيرتهم الرياضية الأولمبية.
وقد فازت هذه المجموعة التي تضم نخبة من ألمع المواهب الرياضية الشابة الواعدة والقادمة من أحياء متواضعة بفرصة مميزة لحضور المعسكر التدريبي الذي تحتضنه الدوحة في ربوع أكاديمية التفوق الرياضي ذائعة الصيت "أسباير" وذلك في إطار مشروع اللجنة الأولمبية القطرية "شاين". ومن المقرر أن يحظى هؤلاء الرياضيون بنفس التدريبات الخاصة والدعم العلمي الرياضي الذي ساهم في إيصال أبطال قطر إلى ألقاب عالمية أمثال معتز برشيم وأشرف الصيفي الذين تخرجا من الأكاديمية ذاتها.
وبفضل ما تمتاز به من منشآتٍ رياضية عصرية، تجذب قطر أنظار العديد من أبرز النجوم والأندية الرياضية في العالم لإقامة المعسكرات التدريبية عالية المستوى نذكر منهم بايرن ميونيخ، وباريس سان جيرمان، وفرق السباحة البريطانية والأسترالية الأولمبية، والعديد من أبطال ألعاب القوى العالميين. كما تلتزم اللجنة الأولمبية القطرية بتسخير كافة خبراتها ومواردها في سبيل دعم المسيرة الرياضية للرياضيين الشباب من حول العالم. ويسعى مشروع "شاين" إلى الاستفادة من دورة الألعاب الأولمبية ريو 2016 في توفير الدعم والمساعدة للرياضيين البرازيليين من ذوي المواهب الصاعدة حتى يتمكنوا من تقديم أفضل ما لديهم من مهارات. وفي معرض تعليقه على أهمية هذا المشروع، صرّح سعادة الدكتور/ ثاني بن عبدالرحمن الكواري –أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية، قائلاً: "أطلقت اللجنة الأولمبية القطرية مشروع ’شاين‘ إيماناً منها بقوة الرياضة في إحداث التغيير المنشود في حياة الكثيرين. لاشك أن الألعاب الأولمبية ستوفر إرثاً حقيقياً لمدينة ريو ولدولة البرازيل بأكملها، واللجنة الأولمبية القطرية مصممةً على الاستفادة من الألعاب الأولمبية ريو 2016 في ترك أثرٍ إيجابي ملهم على جيل الشباب في ريو دي جانيرو وعلى قطر."
وفي سبيل تنظيم هذا المشروع، أبرمت اللجنة الأولمبية القطرية والاتحاد القطري لألعاب القوى وأكاديمية أسباير شراكةً مع اتحاد ألعاب القوى في ريو دي جانيرو و"فوتورو أولمبيكو" وهي منظمة غير حكومية قام بتأسيسها البطل الأولمبي البرازيلي أرنالدو دي أوليفيرا، الفائز بالميدالية البرونزية في أولمبياد أتلانتا 1996. وقد شهدت هذه الفعالية الأولمبية التي تم إطلاقها في أرياف العاصمة البرازيلية خلال شهر مايو مشاركة ما يقارب 200 لاعباً شاباً تنافسوا خلال 24 مسابقة على المراتب العشر الأولى للفوز برحلة العمر. وخلال الكلمة التي ألقتها في هذه الفعالية، عبّرت سعادة الشيخة أسماء آل ثاني عن إعجابها بمستوى المنافسة قائلةً: " شهدنا منافسة رائعة وملهمة للغاية بين اللاعبين. فقد قدم هؤلاء الأبطال الواعدين أفضل وأقصى ما لديهم، وهذا ما جعل المنافسة بينهم للفوز بجائزة مشروع ’شاين‘ ممتعة للغاية. أنتظر بفارغ الصبر لرؤيتهم مجدداً على أرض الدوحة".
وبالنسبة إلى العديد من الفائزين، ستكون هذه هي المرة الأولى التي يغادرون فيها الأراضي البرازيلية للتوجه نحو العاصمة القطرية الدوحة على متن طائرة. وتعبيراً عن حماست لخوض هذه التجربة، تحدّث عداء ال800 متر البرازيلي ساولو سانتوس مورايس 19 عاماً، قائلاً: "أشعر بحماس كبير وأنتظر بفارغ الصبر للسفر إلى دولة أخرى. إنها فرصة رائعة جداً يقدمها لنا الشعب القطري. أشعر بسعادة كبيرة إزاء حصولي على فرصة التدرب في جو مختلف وعلى أرض جديدة لم أحظَ بفرصة زيارتها من قبل".
ومن بين المواهب الرياضيّة الواعدة من جيل الشباب البرازيلي، تتألق سارا مورايس، 21 عاماً وهي عدّاءة في سباق 400 متر. وعن إيمانها بأهمية مشروع "شاين" في توفير الفرصة المناسبة لدعم الرياضيين في البرازيل بأكملها، تحدثت سارا قائلةً: "يأتي هذا المشروع المتميز ليلبي ما تحتاجه البرازيل والرياضة الأولمبية على أكمل وجه. إن هذا الدعم الذي نتلقاه من دولة أجنبية سيغير بشكل إيجابي طريقة رؤيتنا لما نقوم به وسوف يحفزنا على متابعة أهدافنا حتى النهاية. لا شك أن الفوز برحلة إلى قطر سوف يشجع جميع الرياضيين على تقديم أفضل ما لديهم".
أما الرياضي لوكاس سواريس، 21 عاماً فيرجو أن يتمكن من الوصول إلى الألعاب الأولمبية 2020. فقد سبق لهذا البطل الواعد وأن حقق نتائج لافتة على الصعيد الإقليمي، حيث احتل المركز الثالث في بطولة ريو دي جانيرو في سباق 800 متر والمركز الثاني في سباق 400 متر حواجز. وعن مشروع "شاين" علّق لوكاس، قائلاً: "لقد سمعتُ بأن قطر دولة عصرية تمتلك أحدث التقنيات. أرغب بشدة الاستفادة من هذه التجربة وأن أحظى بفرصة التعرف على شعب جديد واكتساب خبرات رياضية رائعة على يد رياضيين محترفين. تشكل الألعاب الرياضية جزءاً لا يتجزأ من حياتي بل إنها هدف حياتي بأكمله. لقد منحتني’ منظمة فوتورو أولمبيكو‘ العديد من الفرص المذهلة وبفضلها سأتمكن من السفر إلى دولة رائعة مثل قطر. وأود أن أتوجه بالشكر إلى جميع من ساهم في منحنا هذه الفرصة الاستثنائية".
والجدير بالذكر أن منظمة " فوتورو أولمبيكو" تأسست في العام 2007 بهدف غرس محبة الرياضة في نفوس طلبة المدارس العامة في ريو دي جانيرو. ويشارك حالياً حوالي 200 طالباً في هذا المشروع الذي يقدم إليهم الدعم ليس فقط في مجال الرياضات المتنوعة بل في المجال التعليمي والصحي والاجتماعي والنفسي أيضاً. وعن هذه المنظمة، تحدّث مؤسسها أرنالدو دي أوليفيرا، الذي كرس حياته من أجل الرياضة التي منحته الكثير، قائلاً: "يتمثل هدفنا الرئيسي في تحويل الرياضيين إلى مواطنين صالحين. فنحن نستخدم الرياضية كوسيلة لتحقيق الاندماج الاجتماعي." ويؤمن أرنالدو بأن مشروع "شاين" سيعود بأفضل النتائج على الرياضيين المشاركين وعليه شخصياً. وعن هذا الجانب، يقول: "يقدم هذا المشروع تجربة غير مسبوقة وفرصة رائعة للقاء لاعبين رياضيين جدد، والتعرف على ثقافة جديدة وتلقي التدريب الاحترافي في أهم المراكز الرياضية. هناك سيتعرف الرياضيون على كل ما يحتاجه اللاعب الرياضي للفوز بميدالية في الألعاب الأولمبية. ستكون فرصة رائعة لاكتساب الخبرات ليس للاعبين فحسب بل لي شخصياً بصفتي مدرباً إذ سأتعرف على أسلوب ونظام التدريب المتبع مع الرياضيين. وأعتقد أنه عندما سنعود إلى ديارنا مجدداً، ستكون لدينا رؤية جديدة كلياً وهيكلية جديدة وطريقة تفكير إيجابية تساعدنا في اكتشاف ودعم المزيد من المواهب الرياضية الأولمبية".
ومن المقرر أن يسافر الرياضيون الفائزون إلى قطر برفقة أرنالدو للإقامة لمدة أسبوع كامل في المعسكر التدريبي وذلك في نهاية العام 2016. ويُشار إلى أن أكاديمية أسباير تستضيف بصورة منتظمة العديد من معسكرات التدريب الخاصة بأبرز المواهب الواعدة من جيل الشباب في قارة آسيا، وتقدم لهم الدعم اللازم لتطوير أدائهم من خلال برامج تدريب مطورة ومصممة خصيصاً لتناسب احتياجاتهم. وبدورهم، سيحظى الرياضيون المشاركون في مشروع "شاين" بالتجربة ذاتها في أكاديمية أسباير بما ستقدمه لهم من معرفة جديدة وخبرة يتمكنون بفضلها من مواصلة تدريباتهم المستقبلية بكل نجاح.
وبهدف تعزيز نطاق دعمها المقدم إلى منظمة " فوتورو أولمبيكو"، ستقوم اللجنة الأولمبية القطرية بتوفير الدعم المالي إلى هذه المنظمة غير الحكومية من خلال جمع التبرعات من المواطنين أثناء دخولهم إلى بيت قطر، مقر الضيافة الخاص باللجنة الأولمبية القطرية لدورة الألعاب الأولمبية ريو 2016. ومن خلال هذا التبرعات، ستتمكن هذه المنظمة من شراء اللباس الرياضي الرسمي والتجهيزات اللازمة، وأيضاً إتاحة الفرصة للمزيد من الرياضيين للاستفادة من هذه الشراكة على المدى البعيد.