هيرشمان: قطر مثال يحتذى به في مجالات عالمية عديدة

موقع الكأس

أكد مايكل هيرشمان الرئيس التنفيذي الجديد لمجموعة المركز الدولي للامن الرياضي أنه شرف كبير بالنسبة له أن يتواجد في قطر التي تعتبر دولة يحتذى بها في مجال الاهتمام بالشفافية والنزاهة والحوكمة ومحاربة الفساد في الرياضة وأنه سعيد بأن يقود المركز الدولي للأمن الرياضي في الفترة المقبلة.

وفي بداية المؤتمر الصحفي قدم هيرشمان الشكر لمحمد بن حنزاب رئيس المركز الدولي للامن الرياضي ولكل المسئولين والمنتسبين للمركز الدولي معربا عن سعادته بالمستوى الاحترافي والمهنية العالية التي لمسها في الأيام الثلاثة التي قضاها بالمركز قبل إقامة المؤتمر والإعلان عن تعيينه رسميا كرئيس تنفيذي للمجموعة..

• الحكومة القطرية لم تمل شروطا ولم تتدخل مطلقا في عمل المركز الدولي للامن الرياضي
• رؤيتنا المقبلة هي تأسيس ذراع تجاري يحافظ على المركز كمنظمة غير ربحية ويحقق قدر أكبر من التمويل الذاتي
• هيرشمان "العملي" منبهر بمشروع "مشيرب" و"سيغا" منطلق جديد لتعزيز التحالفات الدولية

هيرشمان يقول

وتحدث مايكل هيرمان في المؤتمر الصحفي وقال إن قطر بلد يحقق تقدما سريعا في مختلف المجالات ويبدو لي أن هناك في هذا العالم من لم يستوعب بشكل كامل هذا التطور السريع لكنني أعتقد أن قطر تعتبر مثالا يحتذى به في مجالات عديدة من بينها الرياضة والنزاهة في الرياضة كما يبذل المسئولين في هذا البلد جهودا كبيرة في مجالات عالمية عديدة.

واشار هيرشمان الذي يعد من أبرز الشخصيات الأمريكية والعالمية المتمرسة في المجالات المتعلقة بالشفافية والمساءلة والحوكمة وتقنيات الأمن والتقاضي ووضع المعايير الدولية المطبقة في مجال الشفافية قائلا: هذه ليست المرة الأولى التي أتعرف فيها على قطر، فأنا أعرف هذا البلد منذ فترة كما أنني عضوا بالمجلس الاستشاري للمركز الدولي للامن الرياضي منذ أكثر من عام ونصف، وخلال زيارتي هذه المرة تعرفت أكثر على البلد خاصة بعد لقائي بعدد من المسؤولين الحكوميين واكتملت لدي الصورة حول الخطوات التي تقوم بها دولة قطر نحو المستقبل، والحقيقة أن هناك دول أخرى تتعلم من قطر" 

هيئة الرقابة الإدارية والشفافية

كما كشف مايكل هيرشمان الرئيس التنفيذي الجديد لمجموعة المركز الدولي للامن الرياضي عن قيامه بزيارة لهيئة الرقابة الإدارية والشفافية في دولة قطر، وقال في البداية لم اكن أعلم بأن هناك في قطر هيئة مستقلة للشفافية وهذه كانت مفاجأة سعيدة بالنسبة لي أما الأهم فقد كان الرؤية المتميزة للقائمين على هذه الهيئة.

وأشار هيرشمان قائلا: التقيت السيد سعد بن إبراهيم آل محمود رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية واطلعت على بعض آليات عمل هذه الهيئة التي تتمتع باستقلالية تامة عن الحكومة القطرية وهذا شئ جيد كما أعجبني فكر ورؤية القائمين عليها وإيمانهم العميق بان الشفافية والنزاهة جزء أصيل من تحقيق الأهداف المنشودة في المؤسسات الحكومية والخاصة على حد سواء.

المركز الدولي

وعن وجود مقر المركز الدولي للامن الرياضي في قطر قال هيرشمان إن قطر بلد يسعى أن يكون في طليعة من يطلقون المبادرات ويقدمون الحلول للخروج من الأزمات في الرياضة والمركز الدولي وإن كان منظمة مستقلة تماما إلا أنه تجسيد لما أقول في أوقات تعصف فيها الأزمات بالرياضة العالمية.

وتابع الرئيس التنفيذي لمجموعة المركز الدولي للامن الرياضي: أنا واثق تماما أن قطر تمول المركز بدون أي شروط مسبقة، وأنه لن يملي أحدا علينا شيئا..

وأكد هيرشمان أنه شخص لا يحب إطلاق الوعود لكنه متفائل بمستقبل هذه المنظمة الدولية وأحد جوانب رؤيته تكمن في تأسيس ذراع أو حتى أذرع تجارية، تحافظ على وضعية المركز كمنظمة غير ربحية، وتضمن في ذات الوقت تحقيق قدر أكبر من التمويل الذاتي.

وقال هيرشمان البالغ من العمر 70 عاما: "أصبحت مقتنعا خلال فترة عضويتي بالمجلس الاستشاري للمركز الدولي للامن الرياضي بأن النوايا طيبة ولم أرى شخص من خارج المركز يتدخل في عمل المركز المستقل بشكل كامل، وهذا في حقيقة الأمر سر من اسرار نجاح المركز الدولي وما يحظى به من مصداقية عالية في العالم كله.

إرث مستدام

وتابع هيرشمان الذي كان أحد كبار الشخصيات في اللجنة التي كلفها مجلس الشيوخ الأمريكي بالتحقيق في فضيحة ووترجيت: نحن نريد أن نوسع مصادرنا التمويلية ونريد إحداث بعض التغيير والتنوع في المركز ونحن جاهزون لتلقي التمويل من أي حكومة او مؤسسة طالما هذه المصادر نظيفة ولن تمس استقلاليتنا لأننا نريد أن يتربى الشباب في عالم رياضي نظيف ودون تدخل أي جهة في عملنا، ونرحب أيضا بمن يسهم في برامج ومبادرات المركز الدولي التي تحمي مبادئ النزاهة والشفافية والحوكمة في الرياضة العالمية، وسأسعى مع صديقي محمد (بن حنزاب) لتحقيق إرث مستدام في مجال الرياضة ليس فقط لدولة قطر وإنما للعالم كله.

وأوضح هيرشمان إن هناك بعض الحكومات الأخرى – غير الحكومة القطرية – التي تقدم بشكل أو بآخر الدعم للمركز الدولي للامن الرياضي، كما يحظى المركز أيضا بدعم لمبادراته من الاتحاد الأوروبي لكن كل ذلك ليس على النحو الذي تفعله الحكومة القطرية.

منظمة "سيغا"

ردا على سؤال في المؤتمر الصحفي، قال مايكل هيرشمان إن المنظمة الدولية للنزاهة في الرياضة (سيغا) التي أعلن عنها مؤخرا بجهود قادها المركز الدولي للامن الرياضي، تمثل منطلقا جديدا لدعم التعاون وتعزيز التحالفات الدولية في مجال النزاهة.

وقال الرئيس التنفيذي الجديد للمركز الدولي للامن الرياضي إن سيغا ستصبح منظمة مستقلة تجمع كل المنتسبين للرياضة وشركاء من خارج الرياضة بما في ذلك الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الراعية والمحطات التلفزيونية لأن كل هؤلاء هم أصحاب المصالح الحقيقيين في الرياضة بصفة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص.

هيرشمان معجب بـ "مشيرب"

وصل مايكل هيرشمان لقطر يوم السبت قبل الماضي ورغم اختلاف التوقيت بين الدوحة وواشنطن، إلا أن الرجل بدا على الفور مهام عمله الجديد كرئيس تنفيذي للمركز الدولي للامن الرياضي وعمل طوال الأيام التي سبقت إقامة المؤتمر الصحفي الخميس الماضي على التعرف على آليات عمل المركز والتقى مدراء الدوائر والإدارات واستمع منهم لشرح مستفيض عن أعمالهم ومبادراتهم.

وتسلم هيرشمان كامل مسئولياته أيضا من المدير العام هيلمت شبان وفعل كل ذلك إلى جانب زيارة بعض المسئولين في الدولة وتلبية دعوة من السفيرة الأمريكية في زمن قياسي كان يضطر الرجل إلى البقاء في مقر المركز طوال اليوم.

هيرشمان طلب أيضا مشاهدة مقر المركز الدولي للامن الرياضي الجديد في منطقة مشيرب وتحديدا في المشروع الرائد الذي يقع في قلب مدينة الدوحة والذي يعيد إحياء الحي التاريخي لمدينة الدوحة ويحافظ عليه.

وبرفقة محمد بن حنزاب رئيس المركز الدولي للامن الرياضي، زار هيرشمان المبنى المكون من خمس طوابق والمخصص لمقر المركز الدولي الجديد والذي سينتهي العمل به في 2017 وأبدى هيرشمان إعجابه الشديد بفكرة هذا المشروع الرائد وهو يستمع لشرح مفصل عن مقر المركز الجديد من قبل حيدر مهدي، مدير المشروع المسئول بالمركز الدولي للامن الرياضي.

من هو مايكل هيرشمان؟

يتمتع مايكل هيرشمان بتاريخ طويل وحافل مجال الشفافية والحوكمة والنزاهة، وقد كان عضوا في لجنة الإصلاح بالفيفا قبل أن يستقيل وكلف في أكثر من مناسبة من قبل الكونجرس ومجلس النواب الأمريكي بمهام محددة كما عمل نائبا في اللجنة الفرعية الخاصة بالمنظمات الدولية لمجلس النواب الأمريكي المسؤولة عن التشريع والرقابة المتعلقة بالبنوك الدولية والمنظمات الدولية الأخرى التي تدعمها الولايات المتحدة، مثل الأمم المتحدة.

ودأب مايكل هيرشمان على تقديم الإستشارات للحكومات والمنظمات والمؤسسات المالية الدولية التي طلبت الإستعانه بخدماته المهنية فيما يتعلق بجوانب هامة من بينها سلوك المسؤولين رفيعي المستوى والكيانات التي يمارسون معها أعمالهم.

ويعد هيرشمان أحد مؤسسي منظمة الشفافية الدولية في 1993 وهي المنظمة التي تعد أكبر منظمة عالمية مستقلة، وغير ربحية، تهدف إلى تعزيز الشفافية والمساءلة في الأعمال والحكومات.

هيرشمان حاصل على وسام الشرف الرفيع لخدمته في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (AID) وهو الرئيس والرئيس التنفيذي لمجموعة فيرفاكس ومستشار سابق في عدد من الجهات منها مجلس إدارة شركة سيمنز وكبير المحققين في مكتب النائب العام بولاية نيويورك ومكتب عمدة نيويورك، ومستشار في لجنة الرئاسة والكونجرس حول التنصت والمراقبة الإلكترونية، ومستشار في لجنة الإنتخابات الإتحادية.

كما كان لهيرشمان مساهمات كعضو في الكثير من المؤسسات المرموقة مثل المجموعة  الدولية  للخبراء حول الفساد لمنظمة الشرطة الجنائية الدولية (إنتربول)- (IGEC)، عضو بمجلس المؤتمر الدولي لمكافحة الفساد (IACC)، عضو بمجلس الإدارة واللجنة التنفيذية لمركز المشروعات الدولية الخاصة، عضو بالمجلس الإستشاري لكلية الهندسة وتقنية المعلومات بجامعة جورج ماسون.