الملتقى السنوي لمختبر قطر لمكافحة المنشطات يختتم أعماله

قنا
اختتمت مساء اليوم أعمال الملتقى السنوي السادس لمختبر قطر لمكافحة المنشطات تحت عنوان "مكافحة المنشطات لدى البشر والحيوانات.. أوجه الشبه والاختلاف" والذي أقيم على مدار يومين بفندق ماريوت الدوحة تحت رعاية سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية، بإصدار عدد من التوصيات المهمة في مجال مكافحة المنشطات.
وأوصى الخبراء والمشاركون، خلال الجلسة الختامية للملتقى، بضرورة تطور الأنظمة الموضوعة لمكافحة المنشطات لدى الإنسان بصورة مستمرة وفعالة، خاصة في ظل ما يقابل ذلك من محاولات لتطوير أساليب الخداع وتعاطي المنشطات.
وطالب المجتمعون بضرورة توحيد المواد المحظورة في جميع الدول، خاصة في ظل وجود بعض المواد مثل مادة "الليزيسكز" التي تسمح بعض البلدان باستخدامها، وهو ما يتعارض مع تحقيق العدالة.
كما اتفق الخبراء على وجود واقع المنشطات على الأرض وهو ما يجب تغييره، وذلك من خلال مساعدة السلطات المسؤولة في تطبيق المحاذير الدولية، وتوفير المناخ الملائم لها لتطبيق ذلك بشفافية من خلال تشكيل لجان تأخذ على عاتقها مثل هذه المهمة مع الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات قبل تفاقم المشكلة.
وأوصى الحضور بضرورة تحفيز التعاون العلمي والتنظيمي خلال الفترة المقبلة بين جهات مكافحة المنشطات لدى الإنسان، وجهات مكافحة المنشطات لدى الحيوان وتحديدا الخيل.
وتباحث المجتمعون حول موضوع الملتقى المقبل، وتطرقوا إلى عنوانه المنتظر، فضلا عن تناول موضوع المنشطات لدى الإنسان والحيوان بصورة واحدة، أو تناول كل موضوع منهما على حدة وبشكل منفصل.
وأجمع الخبراء والمشاركون في الملتقى على أن المواضيع التي تم التطرق إليها واستعراضها خلال الجلسات التي دارت على مدار يومين كانت مفيدة جدا، خاصة في شق مقارنة الإجراءات والتأثيرات الخاصة بمكافحة المنشطات.
شارك في الملتقى محاضرون من جهات دولية وإقليمية هامة، أبرزها الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (WADA)، والاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (UNESCO) والانتربول والمجلس الأولمبي الآسيوي (OCA).
وشهد اليوم الختامي للملتقى السنوي السادس لمختبر قطر لمكافحة المنشطات تحت عنوان "مكافحة المنشطات لدى البشر والحيوانات.. أوجه الشبه والاختلاف"، عددا من الجلسات المميزة التي استعرضت آخر المستجدات في قضايا مكافحة المنشطات، حيث تحدث الدكتور آدم كولي الخبير الدولي المتخصص في علم مكافحة المنشطات، عن "جواز السفر البيولوجي للخيل"، حيث توقع أن يتم تفعيله خلال خمس سنوات اعتبارا من الآن، وذلك بسبب الإجراءات والدراسات التي تقوم عليه حاليا في العديد من المراكز المتخصصة في الخيل.
وقال كولي، في إحدى الجلسات المتخصصة، "إن الجواز البيولوجي رد على الطريقة التقليدية التي كان يتم استخدامها خلال السنوات العشر الماضية".. مشيرا في الوقت نفسه إلى خطورة استخدام المنشطات للخيل.
وتطرق الخبير الدولي المتخصص في علم مكافحة المنشطات إلى استحداث أدوات وأجهزة للكشف عن المنشطات أكثر تطورا من الطرق التقليدية، فضلا عن فحص العينات مرتين للتأكد تماما من النتيجة.
وأوضح كولي أن جواز السفر البيولوجي سوف يشمل حفظ العينات ودراستها وتوثيقها بشكل معين، كما يتضمن طرقا غير تقليدية للفحص وتعقب الخيل في المنافسات المختلفة.. مشددا على وجود حوالي 100 دليل بيولوجي ستستخدم في هذا الجواز بحلول عام 2020.
وأشار إلى أن الجواز البيولوجي يتطلب ميزانيات وموارد وموظفين ومدربين، إضافة إلى طرق جديدة في سحب العينات وفحص البلازما.. لافتا إلى أنه سيتم إصدار دلائل بيولوجية من الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات للمساعدة في هذا العمل بما يحقق النزاهة والكفاءة المطلوبة، وذلك في ظل وجود مواد كيماوية تساعد على معرفة وجود منشطات من عدمه، فضلا عن العديد من الوسائل المستحدثة التي سيتم إدراجها للمساعدة في هذه التقنيات التي ستحدث طفرة في عالم اكتشاف المنشطات والحد منها وكذلك متابعة مستخدميها.
من جانبه، استعرض البروفيسور "ماتساف تروديسون" من جامعة /كنتاكي/ الأمريكية عواقب استخدام المنشطات وتأثيرها علي الجينات في الحيوانات خاصة الخيل نظرا لأهمية هذا الحيوان على مستوى العالم، خاصة أنه يعد محورا لنشاطات اقتصادية كبيرة سواء في سباقات الخيل أو المراهنات التي تضخ المليارات سنويا في العديد من الدول العالم، وكذلك تجارة الخيل وما يترتب على طلبه من نشاطات متعددة في هذا الإطار.
وشرح "تروديسون"، خلال إحدى الجلسات المتخصصة، العديد من الأمثلة المتعلقة بأساليب نقل الحيوانات المنوية للخيل وتخصيب البويضة، والأموال التي يتم صرفها في موضوع التلقيح، ضاربا المثال بأحد الخيول ويدعى /سيجار/ والذي شارك في كأس العالم للخيل بدبي وحقق اللقب منذ عدة سنوات وتبلغ قيمة التلقيح منه حوالي 300 ألف دولار للعينة الواحدة، وهو ما يوضح قيمة هذه الكائنات الاقتصادية، وتحقيق الملاك للملايين سنويا من وراء تكاثر الخيل.
وتطرق البروفيسور في جامعة /كنتاكي/ إلى عواقب استخدام المنشطات، وتأثيرها على الجينات وعلى جسم الخيل بشكل سلبي، خاصة على الدورة الدموية والخصيتين والغدد، وكذلك على قدرة الخصيتين على أداء الحيوانات المنوية، وهو ما يقوض قدرة الخيل على التكاثر ويسبب ضررا اقتصاديا كبيرا للكثيرين ولهذا النشاط الحيوي.
وتابع "إن المنشطات تسبب أيضا حالات وفاة في الخيل والحيوانات بشكل عام".. مؤكدا أن تأثير المنشطات السلبي الذي يؤدي إلى عقم الخيل يؤثر أيضا على سلوكياتها وتصرفاتها، وأن هناك أيضا أدوية يكتب عليها عبارة "محظور تناولها للخيل المقبلة على الإنتاج".
من جانبها، أثنت السيدة مشاعل الأنصاري مديرة التسويق والعلاقات العامة بمختبر مكافحة المنشطات بقطر، على الحضور والتفاعل في الملتقى السنوي السادس لمكافحة المنشطات.. مشيرة إلى أن الحدث حقق أهدافه بهذا التجمع من المسؤولين والخبراء والعلماء والمتخصصين الذين تباحثوا في قضايا جدية في مجال مكافحة المنشطات.
وأعربت الأنصاري التي أدارت الحدث، في تصريح صحفي على هامش اليوم الختامي، عن سعادتها بتواصل نجاحات الملتقى السنوي، وهو النجاح الذي تجسد في الحضور والتفاعل في قضية جديدة من قضايا المنشطات، وهي المنشطات بالنسبة للحيوانات.. مشددة على أهمية هذا الموضوع، خصوصا أن هذه الحيوانات لا إرادة لها ولا قرار فيما تتناوله.
وقدمت مديرة التسويق والعلاقات العامة بمختبر مكافحة المنشطات بقطر، الشكر إلى اللجنة الأولمبية القطرية الشريك الأساسي في تنظيم هذا الحدث المهم بالنسبة لدولة قطر.. مشيرة إلى أن اللجنة الأولمبية هي محرك رئيس للرياضة وتنظيم الأحداث الكبرى في دولة قطر.
وتوجهت الأنصاري بالشكر إلى وسائل الإعلام المحلية ومراسلي وكالات الأنباء المعتمدين في دولة قطر على جهودهم في إبراز هذا الحدث الهام.
ونظم مختبر مكافحة المنشطات في قطر ملتقى تحت عنوان "مكافحة المنشطات في البشر والحيوانات.. أوجه الشبه والاختلاف" على مدار يومين بفندق ماريوت الدوحة.
وقد بذلت أسرة مختبر مكافحة المنشطات في قطر بقيادة الدكتور محمد الصيرفي والسيدة مشاعل الأنصاري جهودا كبيرة في تنظيم الحدث بالتعاون مع الجهات المعنية بالحدث.