search

    الذوادي يقدم صورة شاملة لأهمية استضافة كأس العالم في الشرق الأوسط

    اللجنة العليا للمشاريع والارث

      القى حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والارث كلمة أمام المعهد الملكي للشؤون الدولية بلندن جاء فيها .. :" أصحاب السعادة، الحضور الكرام، سيداتي وسادتي – مساء الخير. أودّ أن أبدأ خطابي بتوجيه الشكر إلى معهد تشاتام هاوس على إتاحة الفرصة لي للحديث إليكم هذا المساء. لي الشرف أن يتم الترحيب بي في معهد مشهود له عالمياً بتاريخه واستقلاليته ومكانته الفريدة في مجال العلاقات الدولية كمنصة للحوار والنقاش على أعلى المستويات. 
     
    أودّ أيضاً أن أتوجه بشكر خاص لسعادة يوسف الخاطر، سفير دولة قطر في لندن، وكافة العاملين بالسفارة لتسهيل زيارتي والتخطيط لها.
     
    كما أشكر أيضاً ديفيد كون – الذي أعرفه منذ سنوات عدة. وأودّ إلى أن أشير إلى أنني أقدّر المجهود الذي بذله ديفيد بغير كلل في تحقيقات هيلزبره. ففي بيئة إعلامية تسيطر عليها المقالات المضللة الباحثة عن الانتشار والحاجة الملحة للرد بسرعة، التزم ديفيد بموضوع مهم، وحضر كل جلسة استماع، ونقل تفاصيل في غاية الدقة لجمهوره، وساعدنا بشكل بارز على فهم الأمر.
                                                                                      ---
     
    سيداتي سادتي، اسمي حسن الذوادي، وأنا الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث – وأفضل وصف لعمل هذه الهيئة هو أنها تأسست بعد نجاح قطر في الفوز بشرف استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 بغرض التنسيق والتعاون مع القطاعين العام والخاص لضمان تنفيذ البنية التحتية اللازمة لاستضافة الحدث بنجاح وفي الوقت المحدد. 
     
    سأشرح لكم سبب جدارتنا بالفوز بتنظيم البطولة، وإلى أي حد نلتزم بقضية رعاية العمال، ومدى أهمية استضافة حدث مثل بطولة كأس العالم لكرة القدم، مع الأخذ في الاعتبار المناخ السياسي والاجتماعي الذي يشهده الشرق الأوسط والعالم اليوم.
     
    فلنبدأ إذن بالحديث عن أول الحقائق المُتغاضى عنها - كيف ولماذا فازت قطر بحق استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم؟ يمكنني بسهولة الافتراض أن الغالبية العظمى من الحضور لم تتابع إجراءات الفوز بالتنظيم، ولكن يمكنني أيضاً أن أفترض أنه قد تنامى إلى أسماعكم بعض القصص التي انتشرت عقب صدور القرار. كان الناس متشككين في القرار. بدؤوا بتوجيه التهم والانتقاص من فوزنا فقالوا: لقد اشتروا كأس العالم. إنهم فاسدون. ليس لديهم اهتمام بكرة القدم. الجو حار جداً في بلادهم. العمال يموتون وهم يعملون في بناء الاستادات.
     
    هذا المساء، سأجيب على مخاوفكم وأتحدى ما لديكم من فهم مسبق وأعرض لكم كيف أن قطر هي المكان المناسب لاستضافة أول نسخة من بطولة كأس العالم لكرة القدم يحتضنها الشرق الأوسط في عام 2022.
     
     
    إذن لماذا نجحنا في الفوز بالتنظيم؟
     
    كرة القدم هي بلا منازع الرياضة الأكثر شعبية في الشرق الأوسط. ففي اليوم الذي منحنا فيه حقوق استضافة الحدث، كان هناك الآلاف يتابعون القرار على الشاشات في شوارع الدوحة. إننا نعيش ونتنفس هذه اللعبة. ستجد كرة القدم تُلعب في أي مكان تذهب إليه في المنطقة – في الاستادات، وفي المنتزهات، وفي الشوارع، وفي الممرات، وعلى الشواطئ. فكرة القدم تلعب دوراً حيوياً في نسيج مجتمعاتنا. وعبر الدول المختلفة والثقافات المتنوعة والأديان المتعددة – وفي أرجاء الشرق الأوسط، يمكنني أن أؤكد لكم أنه لا شيء يوحدنا أكثر من كرة القدم.
     
    منذ البداية، ونحن نؤمن بقوة بطولة كأس العالم لكرة القدم، وقوة كرة القدم. قوتها في إلهام الإبداع، وتسريع التغيير الاجتماعي الإيجابي، وبناء الجسور بين الثقافات والشعوب. كنا ندرك تماماً أن بلادنا واجهت تحدّيات في إقناع المصوّتين – والعالم – بأنه يمكننا أن نستضيف حدثاً ناجحاً. والعديد منكم قد لا يكونون على دراية بأن قطر لديها خبرة في استضافة أحداث كبرى. لقد استضفنا كأس العالم تحت 20 سنة لكرة القدم عام 1995 في ظرف ثلاثة أسابيع من إخطارنا بالاستضافة، واستضفنا دورة الألعاب الآسيوية 2006، وكأس آسيا ودورة الألعاب العربية 2011، وبطولة العالم لكرة اليد 2015. وقد أمدّنا النجاح الذي حققته هذه البطولات، بالإضافة إلى قائمة طويلة لأحداث بارزة تحتل مواقع مهمة في تقويم الأحداث الرياضية، بالثقة في أنه على الرغم من التحدّيات التي قد نواجهها، فإنه يمكننا أن نستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم. وقد بُني نجاحنا في النهاية من خلال مواجهتنا لهذه العقبات الملحوظة وتحويلها إلى فرص.
     
    افتتح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عملية التقدم لطلب الاستضافة لبطولتي 2018 و2022 في وقت متزامن. ومن بين تسعة طلبات استضافة، تقدمت كل من قطر وكوريا الجنوبية لاستضافة بطولة 2022 فقط. من جانبنا، كنا ندرك أننا سنحتاج لهذه الفترة الزمنية لكي نوائم بين خطط طلبنا للاستضافة وبرامج تنمية البنية التحتية الوطنية ولكي يكون لدينا الوقت اللازم لإنهاء بعض المشروعات مثل المترو الجديد والطرق السريعة والأماكن السكنية.
     
    كانت الرؤية واضحة. وكنا على قدر عال من التركيز.
     
    ولأننا دولة صغيرة الحجم جغرافياً، قدمنا مفهوم بطولة كأس العالم متقاربة، ليتمكن المشجعون من مشاهدة أكثر من مباراة في نفس اليوم، مع تقليل نفقات سفرهم بصورة كبيرة. سيتمكن كل من المشجعين واللاعبين السكن في نفس الموقع خلال البطولة. ومع تقليل الوقت المستغرق في السفر، نتوقع أن يتمكن اللاعبون من زيادة وقت الراحة المخصص لهم، وبالتالي ارتفاع مستوى اللعب. لقد تحدثنا عن استضافة أول بطولة كأس العالم لكرة القدم في الشرق الأوسط وأشرنا إلى حقيقة أن هناك 40 بلداً تقع في نطاق أربع ساعات من السفر بالطائرة من قطر، مما يوضح سهولة الوصول ويوفر أيضاً فرصة لمن يزورون المنطقة لأول مرة لكي يزوروا عدداً كبيراً ومتنوعاً من الدول التي يتألف منها الشرق الأوسط ولكي يقرروا بأنفسهم رؤيتهم وتجربتهم في المنطقة. فموقع قطر الجغرافي – مع كونه مركزياً، طبقاً للكيفية التي تنظر بها إلى الخريطة – كان محبّذاً لدى جهات البث التليفزيوني. سيتمكن ما يقرب من 3.2 مليار شخص من مشاهدة المباريات في وقت الذروة، وقد حرصنا على إيصال هذه الرسالة للمصوتين ولمجتمع كرة القدم الدولي.
     
    أدركنا أن الاستادات التي تستوعب أكثر من 40 ألف متفرج لن تكون مناسبة على المدى البعيد بدولة قطر نظراً لحجم وتعداد المواطنين، لذلك عملنا مع خبرائنا الفنيين لإيجاد حلول خلاقة ومستديمة. اقترحنا أن يتم بناء الغالبية العظمى من استاداتنا من وحدات تركيبية. وسيضمن هذا أن تبقى هذه المنشآت لتستخدم بعد عام 2022 – مع قدرات تستوعب 15 إلى 20 ألف مشجع – وفي نفس الوقت تجنب إنفاق أموال لا داعي لها. وتشمل خططنا في الوقت الحالي عدداً من الاستادات التي سيتم تفكيكها بالكامل بعد عام 2022. لم نتوقف عند هذا الحد. فقد تعهدنا بالتبرع بحوالي 170 ألف مقعد من تلك التي سيتم تفكيكها لدول تحتاج إلى بنية تحتية رياضية وذلك بعد إسدال الستار على البطولة. قبل بدء الإنشاء، قمنا باستشارات تفصيلية مع أهالي المناطق التي سيتم إنشاء الاستادات فيها. لقد أردنا أن نضمن أن تبنى الاستادات والمناطق المحيطة بها بشكل مستدام وأن تخدم المجتمع كمراكز اقتصادية واجتماعية لهذه. كمثال على ذلك، - ستضم المنطقة الخاصة باستادنا في الوكرة، وهي مدينة تاريخية تشتهر كميناء إلى الجنوب من الدوحة: مدرسة وقاعة لحفلات الزفاف وفندق أعمال من فئة أربعة نجوم ومساحة خضراء – مما يُلبّي احتياجات السكان المحليين.
     
    أدركنا بشكل واضح حقيقة أن الصيف حار في بلادنا. ولذلك استثمرنا موارد ملحوظة في تطوير تقنية التبريد للاستادات والفضاءات المفتوحة. وفي حين قد لا يكون هذا محط اهتمام في المناخ الأوروبي الذي يتسم بالبرودة، إلا أننا أدخلنا أنظمة التبريد في استاداتنا المفتوحة في قطر منذ عام 2008. لقد بحثنا في هذه التكنولوجيا واشتركنا في الأبحاث والتطوير المتعلقين بها لكي نقدم حلاً صديقاً للبيئة، مع الحصول على التبريد من خلال التكنولوجيا المتجددة. وسيخدم هذا الأمر قطر بعد عام 2022، لأن المزارع الشمسية التي ننوي استخدامها لتشغيل أنظمة التبريد ستكون متصلة بشبكة الطاقة الخاصة بقطر ككل.
     
    وأحب أن أوضح – أننا لم نفكر في أي وقت في أن نقيم هذا الحدث في فصل الشتاء، على الرغم من التطورات التي تلت فوزنا بالاستضافة. على أية حال، لم يؤثر قرار المجتمع الدولي لكرة القدم بتغيير موعد إقامة كأس العالم من فصل الصيف الأوروبي إلى الشتاء على خططنا الخاصة بالبنية التحتية. سيتم تزويد جميع استاداتنا بأنظمة تبريد لضمان إمكانية إقامة الفعاليات – سواء كانت رياضية أو غير ذلك – في أي وقت من العام.
     
    تمّ اتهامنا بأننا أنفقنا أكثر بكثير من منافسينا الذين تقدموا بطلب الاستضافة. وليس عندي شك في أننا قد فعلنا ذلك. فهذا ما توجب علينا فعله. لقد أمضينا الوقت في المراحل الأولى للتقدم بطلبات الاستضافة في إخبار بعض الناس عن موقع قطر، وسافرنا إلى كل حدث يرتبط بعملية تقديم طلبات الاستضافة، صغيراً كان أم كبيراً، معروفاً أم غير معروف. كان علينا أن نقوم بحملة مكثفة لتسويق طلبنا وبلادنا لكي نحصل على فرصة متكافئة. قمنا بإنشاء مشروع بارز – بناء استاد كنموذج في ضواحي الدوحة لكي نظهر للمفتشين الفنيين في الاتحاد الدولي لكرة القدم أن أنظمة التبريد تعمل. استثمرنا موارد كبرى واستثمرنا بحكمة. 
     
    لقد أخذنا في الاعتبار كل التفاصيل في كل خطوة، ودمجنا النواحي الموجودة بالفعل في كل مشروع بدأناه. اقترحنا حلولاً خلاقة ومستديمة لمواجهة التحديات التي منعت من قبل بلداناً في الشرق الأوسط من النجاح في استضافة أحداث كبرى.
     
    ولكن السبب الأقوى وراء تقدمنا بطلب الاستضافة هو إدراكنا للمزايا التي يمكن لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم أن تحققها لمنطقتنا. لقد أدركنا الفوائد بعيدة المدى لإظهار كرم الضيافة التي تشتهر به منطقتنا، وعشق كرة القدم الذي يجري في عروق مجتمعنا، والرغبة في أن نظهر لباقي أنحاء العالم أن بوسع منطقتنا، وتستحق، أن تحتل عناوين الأخبار لأسباب غير تلك التي تتعلق بالنزاعات والصراعات. أردنا أن تقوم نسخة كأس العالم لكرة القدم هذه بكسر الحواجز والتحديات التي تفرضها الصور النمطية – أن يبني الجسور بين الشرق والغرب. كان الدعم الذي قدمته البلدان الصديقة في الشرق الأوسط أمراً في غاية الأهمية. قدمنا عرضاً في قمة وزراء الشباب والرياضة في بيروت وحصلنا على قرار ينص على تقديم دعمهم الكامل. وقدمنا عرضاً في تجمع للاتحادات العربية لكرة القدم في مدينة جدة وحصلنا على إجماع كامل بدعم طلبنا للاستضافة. أكدنا باستمرار أن تقديمنا لهذا الطلب لم يكن باسم قطر فقط، ولكنه كان بالنيابة عن المنطقة ككل؛ وأنا أفخر بأن أكرر مرة أخرى بأن كأس العالم 2022 ليس مجرد كأس عالم قطري، ولكنه كأس عالم الشرق الأوسط.
     
     
    أريد أن أسأل الحضور اليوم – كم عدد الذين رأوا عرضنا النهائي أمام المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي؟
     
    أودّ أن أذكركم بطلب لندن الناجح لاستضافة الدورة الأوليمبية عام 2012. العديد من الأشخاص يعزون هذا النجاح إلى الأيام الأخيرة قبل التصويت، وإلى العرض الأخير الرائع الذي قدمه فريق تقديم الطلب أمام اللجنة الأوليمبية الدولية. كانت باريس مفضلة بشكل طاغي، ولكن لندن نجحت.
     
    بالنسبة لنا، جمع عرضنا النهائي أمام لجنة فيفا التنفيذية كل الأشياء مع بعضها وكان تتويجاً لجهودنا وكل ما عملنا لأجله. كان عرضنا سلساً ومركزاً وفعالاً وشاملاً. لقد خاطبنا المصوتين بلغاتهم. عرضنا باللغات الفرنسية والإسبانية والإنجليزية والعربية. أخذنا في الاعتبار كل دقيقة في هذا العرض، واستخدمنا مقاطع مرئية أوصلت رسالتنا وكذلك كلمات مقنعة – مدركين لحقيقة أن هذه كانت فرصتنا الأخيرة للتواصل مع المصوتين وإبهارهم. توقع المراقبون لعملية تقديم طلبات الاستضافة بأن ندع سفراء ملفنا من المشاهير يقومون بتقديمه نيابة عنا لإبهار المصوتين. ولكننا أردنا أن تكون قصتنا نابعة منا – لكي تكون قوية وأصيلة وحقيقية. لقد قدمنا رؤيتنا لقصة أول بطولة كأس عالم لكرة القدم تقام في الشرق الأوسط من خلال عيون طالب عراقي شاب يدرس الطب في الدوحة، والذي شرح للمصوتين التأثير الذي أحدثه الفوز المذهل لمنتخب العراق بكأس آسيا عام 2007. في ذلك الوقت، كانت الانقسامات الطائفية في العراق قد تصاعدت إلى مستويات غير مسبوقة. كان العنف والموت يشكلان أحداثاً يومية. ولكن في يوم إقامة نهائي كأس آسيا – حيث كان وصول المنتخب العراقي إلى لقاء الحسم في ظل هذه الظروف إنجازاً استثنائياً – توحّد العراق. أشارت التقارير الواردة من كل مكان إلى توقف العنف. وفي التاريخ الحديث الذي يمتلئ بالحروب والتمرد والفساد وعدم الاستقرار السياسي والطائفية، كان اليوم الذي شهد انتصار العراق وتوحده خلف فريقه الذي ضمّ كل عناصر المجتمع العراقي عرضاً قوياً للقوة المذهلة التي تملكها كرة القدم في جمع الناس مع بعضهم بينما تفشل السياسة والوسائل الأخرى.
     
    بورا ميلوتينوفيتش، مواطن صربي وهو المدرب الوحيد الذي درّب خمسة منتخبات مختلفة في خمس بطولات لكأس العالم، عرض باللغة الإسبانية ووضح الشغف الذي لمسه في المنطقة بكرة القدم، وشرح للمصوتين مفهوم بطولة متقاربة وكيف يمكن للاعبين والمدربين الاستفادة منه. وأخيراً اختتم عرضنا مع حديث العنصر النسائي الوحيد في ذلك اليوم – على مستوى جميع عروض مقدمي طلبات الاستضافة – صاحبة السمو الشيخة موزا. ألقت سمو الشيخة خطاباً قوياً مفعماً بالمشاعر ذكّرت فيه فيفا أن تأثير كرة القدم على الناس يتعدى كثيراً ساحة الملعب. لقد ذكّرت المصوتين أن نصف سكان المنطقة عام 2022 سيكونون تحت سن 25، وأن التأثير الذي ستُحدثه هذه النسخة من كأس العالم لن يكون له مثيل. واختتمت سموها الخطاب بسؤال المصوتين – بعد 92 عاماً من إقامة أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم – متى تعتقدون أنه الوقت المناسب لكي يحتضن الشرق الأوسط البطولة؟ أجابت على السؤال بالنيابة عنهم. لقد حان ذلك الوقت – إنه الآن.
     
    اتفق معظم المراقبين الذين شاهدوا العرض النهائي على روعته، بمن فيهم أحد السفراء الذي يمثلون ملفاً منافساً للاستضافة – تيم كاهيل – أحد أفضل لاعبي كرة القدم في أستراليا، والذي قال "كنت هناك من أجل طلب الاستضافة ورأيتهم وهم يقومون بعرضهم. لكي أكون صريحاً تماماً معكم، لقد كان أفضل عرض رأيته والأكثر تأثيراً. لم أشاهد أي شيء مثله".
     
    منذ ذلك الحين، عملنا بجهد لتنفيذ الرؤية التي وضحناها خلال عملية تقديم طلبات الاستضافة. لدينا الآن ستة استادات في مراحل مختلفة من مراحل الإنشاء ونحن نسير طبقاً للجدول لكي نسلّم البنية التحتية الخاصة ببطولة كأس العالم لكرة القدم في الوقت المحدد. لقد أطلقنا وطورنا عدداً من المشروعات الكبرى التي تعهدنا بتنفيذها خلال طلبنا للاستضافة، سأقوم بالحديث عن بعضها لاحقاً. وأحد أهم المشروعات التي انخرطنا في تنفيذها مشروع آخر واضح للعيان، وهو رعاية العمال.
     
    أودّ أن أوضح لكم إلى أقصى درجة هذا المساء أن هذه القضية قد تم التعامل معها بجدية على أعلى المستويات وأننا كنا مدركين لأهميتها مع بداية عملية تقديم طلبات الاستضافة. أدركنا أن الاهتمام الدولي سوف ينصبّ على هذا الأمر وليس لدينا أي نية في أن نتوارى عنه. ونحن على وعي بوجود التحديات، وأن التعامل مع مثل هذه القضية يمثل رحلة طويلة.
     
    بلادنا ملتزمة بعهودها. تنصّ المادة 30 من دستورنا على أن العلاقة بين العامل وصاحب العمل ينبغي أن تقوم على مُثل العدالة الاجتماعية، وأنه ينبغي أن ينظمها القانون. وتؤكد رؤية قطر الوطنية 2030 – التي تم الإعلان عنها عام 2008 لكي تمثل مساراً لمستقبل البلاد – على أهمية "تأمين سلامة" و"حماية حقوق" العمالة الوافدة.
     
    اتّخذت الحكومة خطوات للتعامل مع القضية وتلتزم ببرنامج للإصلاح المستمر لقوانين وممارسات العمل من أجل ضمان حماية كل من حقوق العمل وحقوق الإنسان لجميع العمال في قطر. وأحد أهم الأمور في هذا السياق القانون الجديد الذي وقعه سمو الأمير في أكتوبر 2015 (قانون رقم 21 – حول تنظيم دخول وخروج الوافدين وإقامتهم)، وإلغاء نظام الكفالة واستبداله باتفاقية تعاقدية بين صاحب العمل والعامل. وسوف يتم تفعيل هذا القانون بنهاية هذا العام. وتم كذلك تفعيل نظام لحماية الأجور بموجب القانون في نوفمبر 2015 يجبر الشركات الخاصة على فتح حسابات مصرفية لجميع العمال وتحويل رواتبهم إلكترونياً إليها في المواعيد المحددة. يتم كذلك تقوية آليات المراقبة والإنفاذ بشكل مستمر – وتمت زيادة مفتشي العمل، وزيادة جولات التفتيش في مواقع العمل، وزيادة التدقيق فيما يخص وكلاء التوظيف.
     
    إلا أن التغيير لن يحصل بين ليلة وضحاها. وهناك الكثير من الأمور في هذا الصدد التي تتطلب إجراءات إضافية. الدول الأكثر تطوراً، التي واجهت مثل هذه المسائل طيلة سنوات وتطلّب منها الأمر الكثير من التشريعات وفترات مطوّلة لتطبيقها، لا تزال تواجه تحديات إلى يومنا الحالي. إننا دولة شابة، ونحاول أن نقوم بالأمر بالشكل المناسب في فترة زمنية أقصر بينما هناك تركيز مكثّف علينا أكثر مما واجهته أية دولة أخرى.
     
    ندرك في اللجنة العليا أهمية تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم بناءً على التزامات جدية بالصحة والسلامة والأمن وكرامة كل شخص يساهم في مشاريعنا. وقد بدأنا العمل على هذه المسألة عقب الفوز بشرف الاستضافة فوراً، حيث أجرينا أبحاثاً حول القوانين والمعاهدات، وقمنا باستشارة الشركاء في القطاعين العام والخاص في قطر. 
     
    في مارس 2013، أطلقنا ميثاق رعاية العمال، الذي ينصّ على مبادئ توجيهية واضحة وشاملة من أجل ضمان رعاية أولئك العاملين في مواقع اللجنة العليا بما يتفق مع المعايير الدولية. وفي فبراير 2014، نشرنا النسخة الأولى من معايير رعاية العمال، وهي بمثابة وثيقة مفصلة تشمل الشروط التعاقدية التي يجب على كافة الشركات العاملة في مشاريع ذات صلة ببطولة كأس العالم لكرة القدم التقيّد بها، وتشمل هذه الشروط كافة المجالات من التوظيف وبيئة العمل وأماكن السكن وصولاً إلى عودة العامل إلى بلده. وفي مارس 2016، نشرنا النسخة الثانية من المعايير بعد سلسلة من ورش العمل التي عقدناها مع مجموعة من المؤسسات، بما فيها "هيومن رايتس ووتش" و"منظمة العفو الدولية" و"الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب" و"منظمة العمل الدولية" ومنظمة "مهندسون ضد الفقر" ومنظمة "الإنسانية متحدة". 
     
    وقد قمنا مؤخراً بتعيين مراقب خارجي تابع لطرف ثالث ـ وهي مؤسسة "إمباكت" البريطانية. ستقوم المؤسسة بإعداد تقريرها الأولي والذي سيُنشر علنا في مطلع سنة 2017. وهذه مؤسسة جدية وذات مصداقية وتملك خبرة في العمل مع علامات تجارية وشركات مثل "أبل" و"نايك" و"جامعة نيويورك". 
     
    لم نحاول على الإطلاق الابتعاد عن الاهتمام العالمي فيما يتعلق بهذه المسألة. لم نزعم على الإطلاق أن الوضع في قطر مثاليّ. ما قمنا به هو التواصل مع منتقدينا ـ حيث إننا لم نرفض الاجتماع مع أي من المنظمات غير الحكومية الكبرى. كما أخذنا بعين الاعتبار الكثير من آرائهم، ولكننا في الوقت نفسه خضنا نقاشات شاقّة وأظهرنا بجلاء نقاط الاختلاف إن حصلت. مقاربتنا ـ كدولة ولجنة ـ تعتمد على التعاون والحوار والشفافية. نرحّب بالاهتمام ونعتقد أن ذلك قد يساعدنا على التطوّر.  
     
    ما لا يُساعدنا يتمثل بالأرقام الكاذبة بخصوص عدد الوفيات في مواقع المشاريع التابعة لنا. كقولهم 4000 حالة وفاة. أو 7000 أو 1200. إني متأكد بأنكم اطلعتم على هذه الأرقام. الحقيقة هي أن هذه الأرقام مستمدة من بيانات نشرتها سفارتا الهند ونيبال في قطر وتتعلق بالعدد الإجمالي للوفيات في هاتين الجاليتين بين عامي 2011 و2013 في قطر. لا يتعلق ذلك بمواقع بطولة كأس العالم لكرة القدم أو بمجال البناء. كافة العوامل التي تسببت بوفاة أي مواطن من هاتين الجنسيتين ـ من أي عمر وأي وظيفة. ومن ثم تم البناء على رقم 1200 لتقديم هذه التقديرات. تم إيضاح رقم 1200 في رسوم بيانية وبثّ ذلك عبر الأخبار في القناة الرابعة ونشره في صحيفة الواشنطن بوست ومقارنته بعدد الوفيات في مواقع أحداث كبيرة أخرى. إلا أن البيانات المتعلقة بالأحداث الأخرى كانت، بطبيعة الحال خاصة بعمليات البناء المتعلقة به. يشبه ذلك احتساب كافة حالات الوفاة بين كافة المقيمين الأجانب في المملكة المتحدة في السنوات السبع التي سبقت عام 2012، واعتبارها حالات وفاة مرتبطة بدورة الألعاب الأولمبية في لندن. وقد تراجع الشخص والمنظمة التي قدّمت الأرقام عن هذه التصريحات مشيرة أن الأرقام ربما تنطوي على "خطأ في عدد وفيات بعض مئات الهنود من الطبقة الوسطى".
     
    تقديم ادعاءات كاذبة لا يساعد في إحداث تغيير، بل يضرّ بالجهود التي نبذلها في سبيل إحداث التغيير.    
     
    قطر ملتزمة بتنمية مستدامة ـ وليس بمجرّد معالجة سطحية لإسكات المنتقدين، بل حلولاً تحسّن فعلياً ظروف العمال وتعود بالفائدة على الدولة برمّتها.
     
    عُقد في الدوحة الشهر الماضي منتدى الأمم المتحدة المعني بالأعمال التجارية وحقوق الإنسان. وقد استضافت قطر كافة منتقديها ولم تتورع على توفير منبر لهم للتعبير عن آرائهم. يمكن للناس المجادلة في مدى التقدّم الذي تم إحرازه، لكني أعتقد أن التقدّم الذي تمّ يستحقّ الاعتراف به. ونودّ أن نتوجه بالشكر لأولئك الذين عمِلوا وتناقشوا معنا، ونتطلع للاستمرار بتحسين هذه العلاقات لأجل فائدة كافة الأطراف المعنية.      
     
    السيدات والسادة: 2022 هو بمثابة خطوة رئيسية لكرة القدم والرياضة. ومن هذه الزاوية أعتقد أنه يجب من خلاله الأخذ بعين الاعتبار الرؤية الأكبر لهذا الحدث. نعيش في عصر عولمة يجب، نظرياً، أن تقرّب الشعوب من بعضها البعض. ولكننا رغم ذلك نشهد صعوداً لخطاب التقسيم. في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط. قوى تقاوم الاختلاط الثقافي وتقاوم كل ما نمثله كمواطنين عالميين.    
     
    بالنسبة لقطر والشرق الأوسط والمنطقة الأوسع من ذلك، يمكن لـ2022 أن تكون منبراً لتعزيز التفاهم الثقافي في هذه المنطقة حيث تدفع أصوات التطرف نحو الانعزال بدلاً من الاختلاط، وبوسع 2022 أن تقوم بذلك وهو ما سيحصل فعلاً. إنها فرصة للجميع كي يسافر إلى المنطقة ويلتقي بالناس وينخرط فيما هو أبعد من الصور النمطية التي ترسّخت على مدى عقود وقرون. لا يجب أبداً التقليل من أهمية العلاقات بين الناس، وما من أداة أكثر فعالية للقيام بذلك من كرة القدم وكأس العالم. بوسع هذه البطولة أن تستفيد من القوة الكامنة في كرة القدم للتقريب بين الشعوب وأن تتحوّل إلى مُحفّز للتغيير، وتقود عملية التنويع الاقتصادي والتنمية في منطقتنا.
     
    إني أتفهم ـ وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بمن يهزؤون ـ أن هذه الرسالة قد تبدو غامضة. فالنسخة الأولى من كأس العالم لكرة القدم في الشرق الأوسط لن تحلّ أي شيء، لكن بمقدورها أن تزرع بذور مستقبل أفضل. في هذه المرحلة العالمية الدقيقة، حريٌّ بنا أن نرفع سقف طموحاتنا فيما يتعلق بما يمكن لهذه البطولة أن تحققه. تقع على عاتقنا مسؤولية الحرص على تحويل رؤيتنا إلى واقع وضمان أن تمثل هذه البطولة خطوة هامة بالنسبة لأولئك الذين يؤمنون بأن المستقبل قادر بالفعل على التوحيد وليس التقسيم. يجب أن يمثل هذا الحدث نقطة تجمعنا.      
     
    قد يبدو هذا وكأنه حُلم. لكن يتعيّن على المرء أن يطلق العنان لأحلامه كي يحقق أهدافاً طموحة. لكننا لسنا حالمِين. نحن نعمل من أجل تحقيق أهدافنا، خطوة بخطوة ونبنيها حَجْرة بحَجْرة.  
     
    نمتلك شريحة شابة وماهرة ومتعلّمة، ونؤمن أن بوسع بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 المساهمة في خلق بيئة يمكن أن تكشف النقاب عن أفضل العقول الشابة في المنطقة، وتطلق العنان للقوة البشرية الكامنة في الشرق الأوسط.  
     
    منذ اليوم الأول الذي أعلنّا نيّتنا بالتقدم بطلب الاستضافة، كنا على دراية تامة بهذه المسؤولية، أن نمثّل حافزاً لإظهار القوة الكامنة في منطقتنا وبناء القدرات والإمكانيات البشرية. ومنذ أن تم منحنا حق الاستضافة، أسسنا مركزاً أكاديمياً للتميز في صناعة الرياضة، هو "معهد جسور". يقدّم المعهد ـ بالتعاون مع جامعة جورج تاون وجامعة ليدز بيكيت وجامعة ليفربول و"مجموعة الإدارة الدولية" وشركة "واسرمان" وعدد من الهيئات الأكاديمية والمؤسسات الأخرى المتخصصة في هذا المجال ـ مساقات أكاديمية وعملية للشباب في المنطقة بهدف تعزيز المهارات التقنية لأولئك المنخرطين أساساً في صناعة الرياضة، وكذلك توفير أساس لأولئك الذين يستهلّون مسيرتهم المهنية. يقدم معهد جسور لهؤلاء الشباب شبكة عمل تكون بمثابة أداة لأولئك الأفراد كي يستفيدوا من فرص العمل والازدهار الاقتصادي الذي نعتقد أن بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 قادرة على الدفع نحوه.   
     
    كما أطلقنا مبادرة تحمل اسم "تحدّي 22" والذي يهدف لإلهام ألمع المفكرين الشباب في المنطقة لتقديم حلول مبتكرة يمكن تساعد على تعزيز تجربة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022. يقدّم المبتكرون وروّاد الأعمال الشباب أفكارهم، ويتم ربط أولئك الذين يقدمون أفضل الأفكار مع فرق في مجال الأبحاث والتطوير من أرقى الجامعات للمساعدة في تحويل مفاهيمهم إلى حقيقة. تتمثل رؤيتنا بتوفير منبر للإبداع وريادة الأعمال وضمان أن تكون ألمع العقول الشابة في منطقتنا جزءاً من الإطار العام لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022. كانت الاستجابة لهذه المبادرة مذهلة. بالنسبة لي، يمثّل "تحدّي 22" نافذة أطلّ بها على المواهب الشابة في منطقتنا، وكذلك ما هو قائم من تعطّش وتوق لتنمية هذه المواهب. استهدفت النسخة التجريبية الأولى دول الخليج، ولكننا نوسّع نطاق المبادرة هذه السنة لتشمل منطقة الشرق الأوسط، ونتطلّع لتوسيعها أكثر.     
     
    مشروع آخر ذو علاقة بإرث البطولة هو "الجيل المبهر" الذي انطلق أولاً في نيبال وباكستان ولبنان وسوريا. والبرنامج، الذي يتم بالتعاون مع شركاء مثل مؤسسة "ميرسي كوربس" و"الحق في اللعب"، يستفيد من كرة القدم لتكون بمثابة محور لمشاريع تنمية وتطوير وصقل للمهارات القيادية والحياتية.  
     
    إحدى الأمثلة النيّرة لأثر هذا المشروع هي أوزما شريف، وهي فتاة من منطقة لياري في كراتشي. تُعتبر منطقة لياري من المناطق الأقدم والأشد فقراً في المدينة، وتفتقر للبنية التحتية الجيدة وتعاني من نسب عالية للجرائم.  
     
    أوزما هي واحدة من سفراء برنامج "الجيل المبهر" الذي ألهمها على الانخراط في عالم كرة القدم. ومنذ ذلك لعبت كرة القدم دوراً جوهرياً في حياتها، فقد كوّنت فريقها الكروي الذي تدرّبه، ونظّمت مؤخراً دوري لكرة القدم للفتيات في لياري، حيث تحدّت الصور النمطية القائلة بأن الفتيات ليس بوسعهم ولا يجب أن يلعبن كرة القدم، وأظهرت الأثر الإيجابي الذي يمكن لكرة القدم أن تتركه في أي مجتمع محلي. حضرت أوزما بطولة كأس العالم لكرة القدم 2014 في إطار برنامجنا. وعقب عودتها، وجّهت إليها منظمة غير حكومية الدعوة لكي تدلي بمحاضرة عن دور الشباب في إحلال السلام في كراتشي. قصة أوزما بسيطة ولكنها تمثل نموذجاً استثنائياً لقدرة كرة القدم على توفير إلهام لإحداث تطوير اجتماعي وتغيير الحياة من أجل الأفضل إن تم استغلالها بشكل مناسب. ومن بين المواضيع التي تطرّقتُ إليها للتو، فإن قصصاً مثل قصّة أوزما تذكّرني بجدوى وجودنا والمسؤولية المنوطة بنا، وكذلك بحجم الإنجاز الذي يمكن لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم أن تحققه.   
     
    السيدات والسادة: استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم ليست جزءاً خطة رياضة معقدة، وهي بالتأكيد ليست مشروعاً من أجل التباهي. الفرصة متاحة أمامنا وما نقوم به حيال الأمر هو ما تقررونه أنتم. قد تكون نسخة إسراف في الإنفاق من بطولة كأس العالم لكرة القدم مع مستوى كرويّ مخيّب. وقد تكون 30 يومياً من التسلية. وقد تكون أكثر من ذلك. هذا ما نخطط لأجله منذ أن أطلقنا ملف تشريح الاستضافة. انظروا إلى الأثر الذي أحدثته البطولة حتى الآن، والنقاشات والحوارات التي أطلقتها.    
     
    لم تكن الرحلة سهلة. إلا أن ذلك لم ينتقص من نيّتنا أو يؤثر على اندفاعنا لضمان أن تكون النسخة الأولى من بطولة كأس العالم لكرة القدم في الشرق الأوسط بمثابة حدث يحتلّ مكانة هامة في تاريخ منطقتنا. يتقدم العمل تدريجياً، ولكننا على قناعة بأن الأزهار بدأت تتفتح. تتمثل مسؤوليتنا بأن ننجز المهمة، وأن نحرص على أن يلمس الشباب في منطقتنا الفوائد المتأتية من ذلك، لضمان حصول تسارع في وتيرة التغيير الاجتماعي الإيجابي، وكذلك تسارع وتيرة التنمية الاقتصادية الإيجابية، ولضمان أن يشعر العمال في قطر بتحسّن ظروفهم، وضمان على أن يتمثّل الإرث الدائم لكأس العالم بالتقريب بين الناس - من كافة أنحاء العالم – بحيث يُظهر الروح الحقيقة للشرق الأوسط وشعوبه والتغلّب على الخطاب المتزايد بالتطرف الذي يسعى للتفريق بيننا.
     
    نعود هنا للسؤال الذي طرحته صاحبة السمو في عرضنا الأخير: متى تعتقدون أنه الوقت المناسب لكي يحتضن الشرق الأوسط البطولة، إن لم يكن الآن؟