لويس ساها للكأس: رياض محرز موهوب وذكي و600 مليون متابع لليونايتد

الكأس
قال الفرنسي لويس ساها لاعب مانشستر يونايتد والمنتخب الفرنسي سابقا انه حضر إلى الدوحة للمشاركة في المؤتمر العالمي للملاعب 2016.
واضاف في تصريحات لقنوات الكأس عبر برنامج ضيفنا : لقد كنت سعيدا بالفرصة المتاحة لي،
لكي أتحدث عن خبرتي كلاعب، وأبدي وجهة نظري، وأعرض تجربتي من خلال شركة خدمات الدعم، المتميزة بحداثتها ومقاربتها المبتكرة في تقديم العديد من الخدمات للرياضيين، وذلك ما دعيت من أجله خلال هذا المؤتمر.
واكد لويس ساها انه راض عن مسيرته في الملاعب وقال : عندما تكون محظوظا وتصبح لاعبا محترفا، كما أنك تكون أكثر رضا وسعادة عندما تستطيع أن تحقق النجاح في هذه المهنة على مدى خمسة عشر عاما، وتلعب في أندية كبيرة، وتفوز بعدة ألقاب، وسعادتي تكون أكبر بكوني شرّفت اسم عائلتي وبلدي وأنا فخور بذلك.
وواصل : كما أن ما أقوم به الآن أيضا أعتبره مهما جدا، بالنظر لكون مؤسستي : ’أكسيس ستارز‘ قادرة على مساعدة العديد من والرياضيين وعائلاتهم ممن يكونون راغبين في تقديم المساعدة لكنهم لا يعرفون لمن يلجؤون، ونحن هنا لمساعدتهم في هذا المجال.
وعن اعتزاله قال : بعد أن تستريح لمدة ثلاثة شهور مثلا، قد تقول لنفسك إنك لم تعد تشعر بأي ألم، وأنك ما تزال قادرا على العطاء، فأنت ترى صديقك ما يزال يسجل الأهداف، فتقول : "لماذا لا أفعل مثله؟" نعم، لكن كنت متحمسا لمشروعي الجديد إلى درجة أني لم أكن قادرا على أن أركز من جديد على كرة القدم، في حين أحتاج إلى العمل عشرين ساعة في اليوم على مشروعي الجديد، وأكون في تمام التركيز لاتخاذ القرارات الصحيحة، ... بكل بساطة، لا يكون ذلك ممكنا وأنت تلعب كرة القدم.
وواصل : نعم، كان يمكنني أن أستمر عاما أو عامين في مستوى جيد، لكني سوف أكون كمن يغش، لأني ينبغي أن أعطي كل ما لدي من أجل تقديم أفضل أداء ممكن، وذلك أمر لا يتيسر عند القيام بنشاطين في الوقت نفسه، وأفكر في أحدهما عند القيام بالثاني، .. لأنني أحترم الجمهور ومسؤولي النادي، ولا أريد أن أتعامل معهم بتلك الطريقة. ولذلك اتخذت قرارا أعتقد أنه الصحيح،
وهو التوقف عن اللعب.
وقال لويس ساها كما أعتقد أنني كنت سأحقق النجاح نفسه حتى لو مارست رياضات أخرى غير كرة القدم، لأن طبيعتي هي أنني مقاتل ولا أحب الهزيمة، وقد لاحظت وجود اختلاف بين شخصيتي وبين الفلسفة التي تبناها النادي بالاعتماد على نهج التدريبات الشاقة القائمة على الناحية الدفاعية، وبالتالي لم أكن أشعر بأننا على نفس الخط، وكان الأمر صعبا بالنسبة إلي، لذلك قررت الاعتماد على نفسي، وغادرت متوجها إلى نادي نيوكاسل ثم نادي فولهام، اللذان ساعداني كثيرا، وجعلا مني لاعبا بمستوى جيد، لأنهما جعلاني ألعب طبقا لمميزاتي، وذلك مهم جدا في مسيرة أي لاعب، فإذا اختار النادي غير المناسب بإشراف مدرب غير مناسب، فإن تحقيق النجاح سيكون صعبا، خاصة إذا لم يعجبه أسلوبك في اللعب. وقد كنت محظوظا، لأن اتخذت القرار المناسب بالمغادرة في وقت مبكر، وبناء مسيرتي بناء على الاختيارات التي تلائمني.
واعتبر ساها نفسه لاعبا محظوظا وقال : اعتبر نفسي محظوظا جدا، فمنذ أن انتقلت إلى إنجلترا،
حدث شيء من الصعب أن أعبر عنه بالكلمات، فقد وجدت نفسي مباشرة منسجما بالكامل مع أجواء كرة القدم الإنجليزية، مع المشجعين والطريقة التي يتفاعلون بها مع اللاعبين، وانسجمت كذلك مع المدربين وأسلوب تصرفهم في الملعب. بدت علاقتي بالجميع طبيعية، ولم يطلب مني أحد القيام بشيء لا أحب القيام به. فقد احتككت بلاعبين كبار في فريقي أو في الفرق المنافسة، وكانت تجربة فريدة بالنسبة لي، وخاصة عندما لعبت في فريق مانشستر يونايتد، حيث تكون الفرصة أكبر في الفوز بالألقاب، لكن العقليات والأجواء السائدة في إيفرتون .. أو توتنهام .. أو فولهام، كانت رائعة ربما بدرجات وإمكانات مختلفة .
وقال : الهدف الذي لا ينسى! إن ما يأتي إلى ذهني حاليا هو ذلك الهدف الأول الذي سجلته لمانشستر يونايتد. لقد كان هدفا لعب فيه الحظ دورا كبيرا، إذ تغير مسار الكرة بعد اصطدامها بالحائط الدفاعي، لكن ما جعل ذلك الهدف مهما بالنسبة لي، هو أنه كان لديّ شعور بأن عددا أكبر بكثير من الناس شاهدوا لأول مرة هدفا لي، أكثر ممن يشاهدون أهدافي مع المنتخب الفرنسي، بالنظر إلى الشعبية الكبيرة لنادي مانشستر يونايتد، الذي يتابعه أكثر من 600 مليون مشاهد حول العالم.
وعن مشواره مع المنتخب الفرنسي قال : قصتي مع المنتخب الوطني كانت غريبة جدا، لأنه كانت تتم دعوتي للعب مع المنتخب الفرنسي عندما كنت بكامل لياقتي، وقد حدث أن تعرضت للإصابة بينما كنت في المنتخب. لم أكن محظوظا، ولم أتمكن من المشاركة مع المنتخب في عدد أكبر من المباريات أو حضور بطولة أو بطولتين كبيرتين معه وكل ذلك بسبب الإصابات المتكررة .
واكد لويس ساها انه لم يختار التوجه إلى مهنة التدريب، لأن المدرب يحتاج إلى تخصيص ساعات كثيرة من وقته لأداء عمله، وأعتقد أن ذلك الوقت أطول مما يكون مطلوبا من اللاعب.
فاللاعب قد يتدرب من العاشرة إلى ما بعد منتصف النهار بقليل، ثم يتناول الغداء ويمكنه العودة إلى البيت، أما المدرب، فإنه يحضر في حوالي الثامنة، وقد لا يغادر إلا بعد في الخامسة مساء .
وواصل : نعم، لقد تعاملنا مع لاعبين كبار من ذوي الخبرة، مثل ديدييه دروغبا، وغاري نيفيل، وريو فرديناند، ثم انضم إليهم مالودا بعد ذلك.
وهناك الآن رياضيون آخرون من رياضات أخرى مثل لاعب التنس، غاييل مونفيس، ومن ألعاب القوى مثل العداءة مورييل مورتيس والعداء البريطاني مو فرح (محمد فرح)، ونحن نحاول أن نشرك رياضيين من مختلف الرياضات، وقد تجاوز العدد 250 رياضيا ورياضية. وهم قادرون على تقديم النصيحة بطريقة لا تتوفر للآباء والأمهات أو الوكلاء أو غيرهم إمكانية تقديمها، مع ضمان أن تكون نصيحة حقيقية .
وعن حياته الشخصية قال : نعم، يريد ابني إنزو أن يصبح لاعب كرة قدم، لكن ذلك يعتبر تحديا بالنسبة لي، إذ أني أتابعه وأحاول تغيير عقليته، نظرا لكوني أعتبره لطيفا وطيبا أكثر من اللازم، وقد يكون ذلك بسبب الوسط الذي نشأ فيه،فأنا قد نشأت في وسط صعب كان لديّ إصرار على أن أفرض نفسي وأحقق النجاح في كرة القدم، أما ابني، فإن وضعه مختلف. وقد سميناه ’إنزو‘ بسبب كأس العالم، وهو ما جعلني غير راض على زوجتي بشأنه آنذاك، إذ أننا خسرنا نهائي كأس العالم أمام إيطاليا، وأعطته زوجتي اسما إيطاليّا، لذلك لم أكن راضيا أبدا عن الأمر، لكن الحياة ينبغي أن تستمر، وأنا سعيد لكونه بصحة جيدة.
وعن الدوري الانجليزي والمنافسة بين الاندية قال :عندما ننظر إلى الدوري الإنجليزي الممتاز الآن، نجد أنه بالنظر إلى ارتفاع الموارد المالية للأندية، أصبح في مقدور أي ناد التعاقد مع لاعبين جيدين حقا يمكنهم تهديد أي فريق منافس. وما أراه اليوم هو النظر في قدرة الفرق على الاستمرار في تقديم الأداء الجيد طوال الموسم، وذلك أمر في غاية الصعوبة، وهو ما تمكن فريق ليستر من القيام به.
وقد كان ذلك راجعا في المقام الأول للروح التي تمكن المدرب في بثها في لاعبي الفريق، وبالرغم مما يتمتع به فريق توتنهام من اللاعبين الممتازين الشباب ومن سرعة في الأداء، فإن ذلك لم يكن كافيا لمنع ليستر من إحراز اللقب، وهو أمر جيد للدوري الممتاز، لكنه قد يعكس ربما بعض النقص في أداء الأندية الكبيرة التي عادة ما تسيطر على المنافسة، فقد رأينا تشيلسي في بداية الموسم غير بعيد عن ذيل الترتيب، أو فريق مانشستر يونايتد يعجز عن المنافسة على لقب الدوري، فإن تلك مؤشرات ربما تبعث على بعض القلق.
لكن عندما ننظر مثلا إلى الدوري الإسباني، نجد أن الأندية الإسبانية تسيطر على المسابقات الأوروبية منذ عامين أو ثلاثة، ويحتاج الدوري الإنجليزي الممتاز إلى أن يلعب دورا أكبر بكثير في الساحة الأوروبية، وهناك شعور بأن هناك حاجة إلى رفع مستوى الجودة في الدوري الممتاز،
خاصة عندما نرى أيضا أن هناك دوريّات أخرى تعود بقوة مثل الدوري الألماني.
نعم، من الجيد إذا أن نرى ليستر يفوز، ويشارك في دوري الأبطال العام القادم، لكن السؤال هو: هل سيفوز بها؟ لا أعتقد ذلك.
وعن رايه في الجزائري رياض محرز نجم ليستر سيتي قال لويس ساها : أعتقد أنه كان رائعا منذ انطلاق الموسم، وكان ثابت الأداء، ومن الواضح أن لديه الدافع والرغبة، وتلك القوة النابعة من داخله، بالإضافة إلى أنه يريد إمتاع المشجعين، إذ أن أسلوب أدائه ليس من النوع المملّ، وهو شيء مذهل ورائع في كرة القدم، وأنا معجب به كثيرا.
كما أنه يبدو في غاية الذكاء، لأنه عاش موسما كان كل شيء فيه لصالحه، وقد كان ذلك شيئا ممتازا له ولناديه. وأعتقد أن اختياره البقاء في ليستر اختيار جيد، لأنه لو ذهب الآن إلى ناد كبير، فإن الوضع سيختلف، ولن يكون الفريق بأكمله يوفر له ظروف التألق، ومن ناحية أخرى، إن موقفه يعكس اعترافا منه بالجميل تجاه ليستر الذي مكنه من تحقيق كل هذا النجاح.
لكن من يدري؟ ربما يغادر بنهاية الصيف .. ومع ذلك يظل لاعبا يتميز أداؤه بالجودة والإمتاع للمشاهد، وأنا معجب به، ليس فقط في أدائه الهجومي، لكن أيضا بالطريقة التي يساعد بها فريقه في العمل الدفاعي، فهو ليس لاعبا كسولا أبدا، وتلك الروح التي تميز بها لاعبو ليستر هي التي مكنتهم من تحقيق الإنجاز.
وعن بطولة اوروبا 2016 قال لاعب المنتخب الفرنسي السابق : أعتقد أن أمام المنتخب الفرنسي فرصة كبيرة، لأن الفريق المستضيف للبطولة، عادة ما يكون لديه تلك الروح القوية .. مدفوعا بدعم الجمهور، كما أن وراء المنتخب الفرنسي ذلك التاريخ لعام 1998 عندما فازت فرنسا بكأس العالم، فلماذا لا تفعلها ثانية؟
هناك الكثير من اللاعبين الموهوبين، فأنا معجب كثيرا باللاعب غريزمان، لكن توفر المواهب ليس كافيا بمفرده للفوز بالألقاب، إذ ينبغي أن يتوفر في الفريق قادة بشخصية قوية، وهناك لاعبون يتمتعون بالخبرة، لكن ليس بما فيه الكفاية ربما.
ومن ناحية أخرى عندما يفتقد المنتخب لاعبين من طراز بن زيمة، وبن عرفة، ونصري، وفالبوينا، الذين يمكنهم أن يمثلوا إضافة قيمة للفريق، لا يكون الأمر سهلا بالنسبة للمدرب ديدييه ديشان، وربما كانت تلك هي اختياراته، لأن المسابقة لا تقتصر على كونها ست مباريات، بل تتعلق أيضا بالأجواء السائدة في الفريق قبل البطولة وخلالها، وفي حال وجود أي توترات بين اللاعبين، يكون من الصعب إدارة مجموعة اللاعبين وتوفير أفضل الظروف لتقديم أفضل أداء في المباريات، وليس الجمهور أو أي أحد آخر هم من سيتعاملون مع اللاعبين، بل هو المدرب. لذلك، قام بالاختيارات التي تضمن قدرته على إرساء روح الفريق في المنتخب وبين اللاعبين.