search

    سمية المعاضيد: تحدّي 22 هو فرصة لردّ الجميل لسكان الشرق الأوسط

    اللجنة العليا للمشاريع والإرث

    تُوفّر برامج مثل "تحدّي 22" الفرصة لسكان الشرق الأوسط ليقدّموا مساهمات ملموسة لمستقبل المنطقة وردّ الجميل لبلدانهم، وذلك بحسب الدكتورة سمية المعاضيد، رئيس قسم علوم الحاسب الآلي بكلية الهندسة في جامعة قطر، والتي فازت بجائزة الابتكار لسنة 2015 التي تقدمها اللجنة العليا للمشاريع والإرث. 
     
    وتقول المعاضيد إنها، كقطرية فخورة ببلدها، حيث  قدّم لها البرنامج وللكثيرين مثلها فرصة المساهمة في تطوير بلدها. وفي حديث لها مع موقع اللجنة العليا www.sc.qa، فسّرت ذلك: "ما من شكّ في أني أرغب بأن أرى مشروعي ناجحاً وذو جدوى من الناحية التجارية. لكن الأمر الأهم بالنسبة لي هو أن أرى أحد المنتجات من قطر يتطور وينتشر استخدامه في أرجاء العالم". 
     
     
    وأضافت قائلة: "سيكون هذا نموذجاً مثالياً بالنسبة إلى قطر لكي تتحول إلى النجاح الذي يعتمد على المعرفة.  وأنا تلقيتُ دعماً كبيراً من الدولة -فيما يتعلق بالمنح التعليمية والتمويل الأكاديمي- ولهذا فإني أتطلّع لردّ الجميل. وما من شكّ في أن حلمي يتمثّل بأن أشهد تطور المنتج الذي أقوم به ويتم تطبيقه على الاستادات في قطر. إلا أن استخدامه لا ينحصر على استادات كرة القدم، بل يمكن تشغيله في المطارات والعديد من الأماكن الأخرى التي تتطلب أنظمة دخول".
     
    كما أشارت الدكتورة سمية إلى أن توفير منبر للعلماء المحليين ورواد الأعمال والمبتكرين هو أمر له نفس القدر من الأهمية في إطار سعي البلاد لتحقيق رؤيتها ببناء اقتصاد يعتمد على المعرفة بحلول سنة 2030. وشرحت ذلك قائلة: "أعتقد أنه من الأهمية بمكان بالنسبة إلى قطر أن يُفسح أمامنا المجال لتطوير هذه الأفكار هنا. ومن المهم أن نوفّر للسكان المرافق والإرشاد والدعم ليكونوا قادرين على تنفيذ المهمة. وهذا أمر يقوم به ’تحدّي 22‘ بشكل جيد جداً". 
     
    وأردفت قائلة: "تدعم جامعة قطر عدداً من المشاريع البحثية. تكون حصيلة ذلك في أغلب الأحيان دراسات بحثية على هذه المشاريع. وفي حالات نادرة، يحصل البعض على براءات اختراع من هذه المشاريع. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما الذي نقوم به بعد ذلك؟ يتعيّن علينا تطوير هذه الأفكار إلى منتجات وأن نساعد على نقل قطر من اقتصاد يعتمد على النفط والغاز إلى اقتصاد قائم على المعرفة. تركّز قطر على ذلك، وهو ما يساعد عليه أيضاً ’تحدّي 22‘". 
     
    يُذكر أن الدكتورة سمية نالت درجتي البكالوريوس والماجستير في قطر، ثم اتّجهت إلى مدينة نوتنغهام الإنجليزية للحصول على درجة الدكتوراه. عادت إلى قطر سنة 2004 وعلى مدى السنوات الإثنتي عشر الماضية، أجرت العديد من المشاريع البحثية.
     
     
    تركّزت مسيرتها المهنية حول القياسيات الحيوية في مجالات مثل الكتابة باليد والتعرّف على بصمة الوجه والأصابع. وقد مكّنها مشروعها الذي قدّمته عام 2015 تحت عنوان "نظام إدارة الهوية الذكي للاستادات الذكية" من تحويل خبرتها الواسعة في المجال البحثي إلى مستوى جديد بفضل فوزها في الدورة الأولى من برنامج "تحدّي 22". 
     
    بالإضافة إلى الفرص المالية واللوجستية والترويجية التي يوفرها "تحدّي 22" للفائزين (وكذلك المتأهلين للمرحلة النهائية)، يقّدم البرنامج إرشاداً لتطوير المشاريع من الناحية العملية. وهو أمر تنوّه الدكتورة سمية بأهميته البالغة: "لطالما انخرطتُ في البحوث النظرية. ولم يكن أمامنا متّسع من الوقت لتطبيق منتجنا".  
     
    وأضافت قائلة: "الأمر المهم والمثير في ’تحدّي 22‘ هو أنه يمنحنا الفرصة لتحويل أفكارنا إلى منتج ـ وهو ما يُمثل تحدّياً بالنسبة لنا كوني أقوم بهذا للمرة الأولى. أملك خبرة في مجال الأبحاث تمتدّ لعشرين سنة، ولكن ليس لدي خبرة في تطوير المنتجات. وقامت اللجنة العليا بزيارة جامعة قطر لمناقشة ’تحدّي 22‘. كانت لديّ أصلاً عدة أفكار، ونظراً لتزامن ذلك مع إجازة منتصف العام، كان لديّ لحسن الحظّ متّسع من الوقت لأفكر بما أرغب بالقيام به وأحضّر اقتراح المشروع".  
     
    ورغم عدم خوضها في تفاصيل مشروعها بسبب انتظار الحصول على براءة الاختراع، إلا أنها نوّهت لأهمية المساعدة التي تلقّتها في مجال تطوير المنتج: "بعد وقت قصير من معرفتي بأنني سأتأهل إلى المرحلة التالية، وُضعتُ على اتصال مع أحد الاستشاريين، لأنه لم يكن لديّ أي خبرة في تحضير خطة عمل. هذا الجانب من الإشراف ساعدني على تطوير مقترح المشروع، وكان متوافراً قبل أن أفوز في التحدّي حتى". 
     
    يعود "تحدّي 22" في وقت لاحق من هذا العام. تابع موقع اللجنة العليا www.sc.qa وترقب الإعلان قريباً، فقد تكون أنت الشخص المقبل الذي يشجّع مجال الابتكار في الشرق الأوسط، ويكون له دور في بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 قطر.