نوح الخليفي سيكون أصغر لاعب قطري في الأولمبياد

موقع الكأس
بعد أقل من ثلاثة أشهر من الآن، سينطلق السباح القطري نوح الخليفي البالغ من العمر 17 عاماً للمشاركة في الألعاب الأولمبية الأولى بالنسبة له في ريو دي جانيرو البرازيلية، مما يجعله اللاعب الأولمبي القطري الأصغر سنا على مر التاريخ، وهو ما يعد إنجازاً بحد ذاته في هذا العمر المبكر يضيفه اللاعب إلى إنجازاته الاستثنائية.
ويشارك الخليفي قصته قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في ريو دي جانيرو من خلال فيلم جديد من سلسلة "الأحلام الأولمبية" التي تجدونها حصرياً على صفحات اللجنة الأولمبية القطرية على وسائل التواصل الاجتماعي .
ويتنافس في دورة ريو دي جانيرو المقامة لأول مرة في التاريخ في أمريكا الجنوبية أكثر من 10,000 لاعب يمثلون 206 دولة، في الوقت الذي سيشارك فيه ما يزيد على 4.8 مليار مشاهد من وراء الشاشات الصغيرة الاحتفال بروح الأولمبياد ليشهدوا أفضل ما في الرياضة. ويطل من بينهم الفريق القطري الذي يعد الأكبر على الاطلاق مقارنة بكافة الفرق القطرية منذ بداية مشاركاتها في الألعاب الأولمبية عام 1984. ويشارك 34 رياضياً قطرياً في ست رياضات هي ألعاب القوى والسباحة والرماية وكرة اليد والفروسية وتنس الطاولة.
ومع انتهاء البعثة القطرية من التحضير للمنافسة في أكبر تجمع رياضي في العالم، أطلقت اللجنة الأولمبية القطرية حملة الدعم الجماهيري #يلا_قطر على صفحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع الدولة بأسرها على الوقوف خلف الفريق القطري وتشجيعهم، في حين ستسلط سلسلة أفلام "الأحلام الأولمبية" الضوء على كل فريق وكل رياضي وتسعترض الأوقات المُشجعة والدوافع والأحلام التي يشعر بها الفريق القطري المشارك في أولمبياد ريو 2016.
يكبر الخليفي أخواه اللذان يمتلكان الموهبة نفسها في السباحة، وكان قد انضم إلى الفريق القطري في عمر 8 سنوات بعدما اكتشف حبه لرياضة السباحة، ويقول عن ذلك:
" اخترت السباحة لأنني حقاً أحب الرياضة المائية، وأحب الطريقة التي يمكن السيطرة عليه وكيفية التحكم بجسمك في المياه." ويضيف: "الجميع يناديني السمكة".
لكن الخليفي لم يعد سمكة صغيرة، بعدما فرض سيطرته على بطولات السباحة في دول الخليج العربي مسجلاً 14 رقماً قياساً خليجياً ومتسلحاً بدعم أسرته وأصدقائه، ولم يستطع أحد كسر بعض أرقامه سوى أخويه يعقوب ويوسف بعمر 15 و11 على التوالي، وهو الأمر الذي يحفز نوح على التفوق قائلاً:
"تتغير المعادلة بالكامل عندما يكون منافسك في الرياضة أخاً أو أختاً. حيث أعتبر الأمر مساعداً جداً لأنك لا تستطيع الاستكانة أو الانسحاب من التمارين لعلمك بوجود شخص يقف وراءك ويدعمك، وهو ما يشجعني على بذل المزيد."
ويعزو السباح الشاب نجاحه الكبير إلى عائلته التي ما بخلت عليه بالدعم والرعاية الكبيرين، فوالداه لا يفارقانه حتى أثناء حصص التدريب اليومية، ويقول عن ذلك: "يساعدني دعم والديّ إلى أبعد حد، فبذلك أكون على ثقة دائماً بوجود شخص يشجعني بصدق".
ورغم اقترابه من التخرج من أكاديمية قطر في غضون عام واحد، لا يدّخر الخليفي جهداً في التدرب بلا كلل أو ملل خصوصاً مع اقتراب موعد انطلاق أولمبياد ريو 2016، ويعبر عن ذلك بقوله:
"أما بالنسبة للتدريب، فنخصص 10 حصص تدريبية للسباحة، منها 4 في الصباح و6 في المساء، فضلاً عن 4 جلسات في النادي الرياضي. وتهدف كافة هذه التمارين إلى تحضير رياضي متكامل."
يستطيع الخليفي التوفيق بين واجباته المدرسية والتمارين، مما يترك له ساعتان من الراحة في اليوم، وبالتالي يتوجب عليه تكريس وقت للدراسة قبل التمارين وبعدها إلى جانب ساعات الدوام المدرسي.
وبوصفه أصغر الرياضيين في الفريق القطري المتوجه إلى ريو دي جانيرو، سيصب الخليفي تركيزه على اكتساب خبرة لا تضاهى ولا يمكن الحصول عليها إلا في أكبر الأحداث الرياضية العالمية، بالإضافة إلى محاولة تسجيل أفضل الأرقام الشخصية بغية البناء عليها للوصول إلى الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020 واعتلاء منصات التتويج فيها:
وأضاف قائلا: "إن أكثر ما أتطلع إلى تحقيقه في الألعاب الأولمبية هي التجربة والخبرة. ومقارعة أفضل الرياضيين في أكبر المسابقات في السباحة. ستكون تجربة مذهلة، وهو ما أرغب إلى تحقيقه".
يحب نوح السباحة كثيراً ويقول بأنها تفيد صحته بصورة عامة بالإضافة إلى التركيز الذهني. ويحتل الفوز صدارة الأمور المحفزة له، ويقول عن ذلك: "إن حافزي الأكبر في السباحة هو الشعور الذي ينتابني عند الفوز، أو عندما أحقق رقماً جيداً أو عندما أحقق شيئاً ما، إنه شعور رائع جداً وهو ما يحفزني ويبقيني مندفعاً."
يرغب الخليفي في رؤية المزيد من الشباب يمارسون الرياضة بأنواعها وليس فقط السباحة لإيمانه الراسخ بقوة الرياضة في الارتقاء بحياتهم، حيث يقول:
"إن كان بإمكاني تشجيع جيل الشباب، فسوف أشجعهم على ممارسة أية رياضة يختارونها وليس السباحة تحديداً، لأنني لا أقتنع بدفع شخص إلى ممارسة رياضة لا يرغب بها. حيث عليهم تجربة كل شيء وممارسة ما يجدون أنفسهم فيه، ثم المثابرة عليه."