عشب الاستادات المرشحة لاستضافة مباريات مونديال 2022 صناعة قطرية

اللجنه العليا للمشاريع والإرث
لطالما آمنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث بالأثر المستدام الذي يمكن لاستضافة بطولة كأس العالم قطر 2022 أن تتركه على مختلف الأصعدة، وكيف يمكن لدولة قطر استثمار هذه الاستضافة لتعزيز عجلة التنمية من خلال توفير فرص متنوعة للإبداع والابتكار.
وامتداداً لهذه الرؤية، كشفت اللجنة العليا للمرة الأولى أمس عن جانب آخر من المشاريع المبتكرة التي يتم تنفيذها بهدوء استعداداً لبطولة كأس العالم قطر 2022، حيث تتعاون مع مؤسسة أسباير زون على إجراء أبحاث علمية في مجال أرضيات الملاعب، وتحديداً النجيل الطبيعي الأنسب للملاعب القطرية التي ستستضيف البطولة. ويجري العمل حالياً على اختبار 12 نوعاً من النجيل الصيفي بواسطة فريق عمل متخصص وفي مساحة 60 ألف متر بالقرب من أسباير زون يتوفر فيها كل المعينات للنجاح.
وقد قام المهندس ياسر الملا مدير إدارة التجميل وأرضيات الملاعب الرياضية باللجنة العليا للمشاريع والإرث باصطحابنا في جولة داخل المكان المخصص لاختبارات النجيل والذي ضم مساحات مزروعة لا تقل عن 20 ألف متر مربع من العشب المزروع، الذي سيتم استخدامه في منشآت كأس العالم لاحقاً، وأوضح الملا: "نستخدم هذه المساحة حالياً كحقل للتجارب، ويمكن استخدام العشب الحالي في الملاعب الموجودة في قطر".
وتابع: "من التجارب التي نقوم بها أيضاً كيفية التدخل السريع في حال حدوث أي أضرار في أرضيات الملاعب، حيث سبق لنا تجربة هذه التقنية بشكل فعلي وناجح".
وأوضح المهندس ياسر الملا بأن هذه الاختبارات التي تتم بالتعاون مع مؤسسة أسباير زون، بدأت فعلياً في يناير 2015 وقد أحدثت قفزة كبيرة في نقل العشب وزراعته لمكان آخر. وتم إنشاء الوحدة التي يبلغ حجمها الإجمالي أكثر من 60 ألف متر مربع تم زراعة 20 ألف متر مربع منها حيث يتم إجراء الدراسات الزراعية فيها.
وأضاف: "نتعاون في المكتب الفني باللجنة العليا للمشاريع والإرث بشكل دائم مع مؤسسة أسباير زون الرائدة في التقنيات الزراعية والملاعب الرياضية، وهي التي تقوم بتنفيذ المشروع وتمتلك الكادر المؤهل القادر على ذلك، ونحن نقوم بالمتابعة اليومية. تتلاقى خبراتنا مع خبرات أسباير لإنشاء هذه المنشأة الوطنية والتي تعتبر الأولى من نوعها في الشرق الأوسط وقارة آسيا، ولا يوجد شبيه لها إلا منشأة للتجارب والإنشاءات في بريطانيا. نهدف إلى أن تكون منشأتنا مختبراً لزراعة أنواع مختلفة من العشب لمستخدم في مختلف الملاعب الرياضية، وأن يتعّدى نفعها بطولة كأس العالم 2022 ويمتد إلى دول الجوار التي تتمتع بنفس الظروف المناخية في قطر، ويتم خلالها تجربة الكثير من الأعشاب والتي ستكون جاهزة لأي ملعب في المنطقة".
وحول التجارب الجارية حالياً قال الملا: "نقوم بتجربة حوالي 12 نوعاً مختلفاً من العشب الصيفي، ونريد أن نصل الى النوع الأفضل، ورغم أن بطولة كأس العالم 2022 ستقام في فصل الشتاء إلا أننا نراعي أن المنافسات الكروية يُمكن تنظيمها على مدار العام. نحن نعمل على استحداث عشب بقيمة عالية، ولست أعني هنا مدى كثافة العشب وحسب بل نقوم باختبار الجذور وتهويتها أيضاً. كما نحسب الإضاءة وكمية المياه المطلوبة للري".
وأكمل: "حتى الآن لم نقم بتجربة النتائج التي حصلنا عليها في الملاعب التي تقام عليها مباريات دوري نجوم قطر حالياً ولكن من المؤكد أن هذا الأمر سيتم في المستقبل. نعمل على غالبية أنواع العشب المستخدمة في قطر ونقوم بإجراء التحسينات عليها حتى نحصل على الجودة المطلوبة للملاعب في كأس العالم 2022 والتي نحرص جميعاً على أن تكون البطولة الأفضل على الإطلاق".
واختتم مدير إدارة التجميل وأرضيات الملاعب الرياضية باللجنة العليا: "يُنظر إلى هذه المنشأة التي يعمل بها أكثر من 40 موظف وفق معايير رعاية العمال الخاصة باللجنة العليا، باعتبارها رافداً أساسياً للاستادات المرشحة لاستضافة مباريات بطولة كأس العالم قطر 2022. وبعد اعتماد النتائج التي سنتوصل إليها لن نبخل بأي معلومات على أشقائنا في دول الخليج لأن قطر ستمثل الجميع في استضافتها للبطولة".