أحد عمال مشروع استاد خليفة الدولي يحلم بمتابعة الأرجنتين في 2022

اللجنه العليا للمشاريع والإرث
يعمل راج محمد أنصاري منذ خمسة شهور فقط بنّاءً في مشروع استاد خليفة الدولي، الذي يتم الآن تجديده استعداداً لاستضافة مباريات ضمن بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022.
وصل راج، ابن الخامسة والخمسين والأب لستة أبناء والذي ينحدر من قرية "محمد بور" الصغيرة في شمال الهند، إلى قطر قبل شهرين من حصول قطر عام 2010 على حق استضافة البطولة، حيث بدأ العمل مع شركة مدماك للمقاولات في تقطيع الرخام. ولم يكن راج يدري عندما بدأ إقامته في قطر في أكتوبر/تشرين الأول 2010 أن علاقته بهذه البطولة العالمية الرائعة ستتطور مع الأيام.
قال راج في حديثه مع موقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث www.sc.qa: "علاقتي بسيطة ببطولة كأس العالم لكرة القدم. فقد شاهدت فريق دييغو مارادونا الأرجنتيني يفوز بهذه البطولة عام 1986 على شاشة تلفزيون بالأبيض والأسود في الهند".
عمل راج في ثلاثة مواقع بناء تعمل فيها شركة مدماك قبل أن ينتقل للعمل في مشروع استاد خليفة الدولي، والذي يشهد ثالث عملية تجديد له منذ انشائه عام 1976.
تحدّث راج عن الفخر الذي يشعر به لأن الفرصة التي أتيحت له للعمل في قطر تساعده على دعم بناته الأربعة وابنه الأصغر الموجودين الآن في بلده الهند. وقال: "ابني الثاني يدرس المحاسبة القانونية في كالكوتا. نحن من قرية صغيرة، وقد تعلّم ابني في مدرسة تعتمد اللغة الهندية في التدريس، لكنه الآن يدرس باللغة الإنجليزية في كلية في مدينة كبيرة. كنت أكافح من أجل تأمين تكاليف دراسته. أنا أعمل هنا في قطر لأنني أريده أن يكمل تعليمه".
وأضاف: "يرغب كل أب في تعليم أبنائه وبناته. لم أتمكن من تعليم ابني الكبير، الذي يعمل الآن في مهنة اللِّحامة في المملكة العربية السعودية، ولذلك فأنا أعلّم ابني الثاني. أعتقد أن الأموال التي أستثمرها في تعليمه تذهب في مكانها الصحيح. سيكون من الرائع أن يكمل تعليمه".
يتحدث راج باعتزاز عن زواج ابنتيه الكبيرتين في يوم واحد عام 2013. "على كل أب أن يفعل كل ما يستطيع من أجل بناته. تمكنت من العودة للهند لحضور حفل زفافهما في التاريخ الذي حددته، وقد استفدت من الأموال التي أجنيها جرّاء عملي هنا في تغطية تكاليف العرس. لقد تواصلت مع أقاربي وأصدقائي من هنا ومن ثم طلبت إجازة. لقد كانت لحظات رائعة حين حضرت حفل الزفاف".
يقرّ راج بأن الحياة بعيداً عن العائلة صعبة، لكنه يؤكد أن كفاحه الحالي لا يعتبر شيئا مقارنة مع الوضع الصعب الذي عاشه في الهند.
فبعد وفاة والده، واصل راج عمل أبيه في حياكة الملابس في متجر صغير في ولاية أسّام شمال شرق الهند في أواخر الثمانينات، لكنه تعرض للطرد من بيته بعد أن احترق متجره بالكامل. حاول بعد ذلك أن يقف على قدميه من جديد في قريته "محمد بور" لكنه واجه صعوبات كبيرة، وسرعان ما قرر مغادرة القرية إلى مومباي بحثاً عن عمل في قطاع البناء.
لكن رغم الآلام والصعاب التي مر بها، يشعر راج بالفخر لأنه يعمل الآن في مشاريع بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، وينظر إلى المستقبل بأمل كبير.
يقول راج: "الطعام والأوضاع المعيشية في أماكن سكن شركة مدماك جيدة. أنا مسلم وأؤمن بالله، وبأهمية الإخلاص والأمانة، والعمل بجد واجتهاد، فليس هناك شعور أفضل من الحصول على لقمة العيش بعرق الجبين. ساعدني هذا الشعور كثيراً وأعتقد أنه يساعد الآخرين. إخلاصي في العمل والاجتهاد فيه غيّر حياة عائلتي إلى الأفضل. أنا فخور بأن عائلتي بصحة جيدة وتشعر بالأمان وتتطلع إلى المستقبل".
ويحتفظ راج، الذي أحدث هذا التحول في حياة عائلته، ببعض الأحلام البسيطة لنفسه، فيقول: "أريد أن أشاهد الأرجنتين تلعب في استاد خليفة الدولي عام 2022. إذا ساعدتنا الشركة على مشاهدة المباراة في الاستاد، فسأكون موجوداً، وإلاً فإنني بالتأكيد سأشاهد المباريات عبر التلفزيون وأخبر الجميع أن الفريق الذي أشجعه يلعب في استاد ساعدت أنا بتشييده".
قصص 2022 هي سلسلة تتحدث عن القصص الإنسانية التي تدور حول بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022.