search

    فريق نيبالي مغمور يتألق بأداء هجومي في بطولة كأس العمال

    اللجنه العليا للمشاريع والإرث

    عندما يتم التطرق للدول المتقدمة في عالم كرة القدم، لا ينصرف الذهن في الغالب إلى جمهورية نيبال، حيث يشغل منتخبها مكانة متأخرة على قائمة التصنيف العالمي التي يُعدّها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) باحتلاله المركز 185 من أصل 209 منتخباتٍ وطنيةٍ في العالم. 
     
    إلا أن فريق شركة "آوتلوك للتجارة والاستشارات" يستغل النسخة الرابعة من بطولة كأس العمال لتقديم صورة مشرقة عن الهوية الكروية لنيبال في قطر، حيث حلّ هذا الفريق في المركز الثاني خلال النسخة الماضية من البطولة، وهو الفريق الوحيد المكون من لاعبين نيباليين بالكامل الذي يُشارك في نسخة هذا العام. 
     
    وحتى الآن نجح فريق آوتلوك بالفوز في كافة المباريات التي خاضها في الدور الأول ليتأهل على رأس مجموعته إلى الدور الثاني من البطولة بعد تغلبه على فرق قوية كفريق مدماك –بطل النسخة الأولى- بهدف للا شيئ، وفريق ميدغلف للإنشاءات بهدفين لهدف.
     
    ورغم أن لاعبي الفريق لا يملكون الإرث والعراقة الكروية لزملاء لهم يمثلون الكرة النيجيرية والغانية مثلاً، إلا أن أبناء نيبال أظهروا عزماً كروياً رائعاً وقدّموا أسلوباً لافتاً يعتمد على التمريرات القصيرة أثمر على الأرض بفضل التزام اللاعبين على المستطيل الأخضر.         
     
    وعلى هامش إحدى الحصص التدريبية، صرّح مدرب فريق آوتلوك كمال باهادور لموقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث www.sc.qa: "نشعر بإثارة بالغة للفرصة التي تفسحها بطولة كأس العمال للتنافس أمام زملائنا من العمال الذين يمثلون دول نيجيريا وغانا ومصر التي حققت الكثير من الإنجازات في عالم كرة القدم."    
     
    وأضاف باهادور الذي كان حارساً في الدوري النيبالي: "ينتظر فريقنا هذه البطولة بفارغ الصبر لكي يبرهن من خلال أدائه على أرض الملعب أمام المجتمعات المحلية في قطر أن بوسع بلادنا التنافس مع أي خصم في كرة القدم. 
     
    وبالنسبة إلى ابن الثامنة والثلاثين والذي أتى إلى قطر سنة 2005 للعمل كمسؤول عن الأمن في إحدى الوزارات، فإنه يدرب فريق آوتلوك تطوّعاً على مدى السنتين الماضيتين. كما إنه من المتابعين الشغوفين بعالم المستديرة الساحرة، وطالب نجيب في عالم التدريب. وقد شرح لنا الفلسفة القائمة وراء تبني أسلوب التمريرات القصيرة والاستحواذ على الكرة وكيف أن مقاربته الكروية مبنية على مراقبة تلك التي تتبعها أفضل الفرق الآسيوية. 
     
    وقال في هذا الصدد: "لطالما كنتُ من مشجعي المنتخب الياباني. لاعبو فريقهم يشبهوننا من الناحية البدنية وأنا أتابعهم عن كثب عبر التلفزيون. أتذكرهم على وجه الخصوص من بطولتي كأس الأمم الآسيوية وكأس العالم لكرة القدم. كان أمراً رائعاً أن أرى منتخبهم تحت 23 سنة يفوز بلقب بطولة كأس الأمم الآسيوية عن هذه الفئة العمرية في الدوحة في يناير/كانون الثاني الماضي".      
     
    وأردف قائلاً: "كنت موجوداً في الملعب لمتابعة المباراة النهائية أمام منتخب كوريا الجنوبية وكان الفريق الياباني متأخراً بهدفين دون رد في نهاية الشوط الأول. إلا أن إدخال اللاعب الشاب الواعد تاكوما أسانو، الذي سبق له اللعب مع منتخب ’محاربي الساموراي‘ الأول ثلاث مرات، ساعد على تحسين أسلوب إتمام الهجمات، رغم أن الفريق كان بارعاً في خط الوسط طوال المباراة. وأنا دائماً ما أجعل تشكيلة اللاعبين تأخذ شكل مثلثات، بحيث يمكنهم تبادل التمريرات والتقدم بوتيرة تشبه تلك التي يتبعها اليابانيون".         
     
    أما الخلطة السحرية التي اتبعها فريق آوتلوك في نسخة هذا العام من كأس العمال فتتمحور حول لاعبَيّ خط الوسط سورين غورونغ وباختا بانداري اللذين يصفهما المدرب بأنهما خبيران في التمريرات وأسلوبهما يشبه ذلك الذي يتمتع به أسطورتا برشلونة وأسبانيا تشافي وإندريس إنييستا.        
     
    كذلك يتمتع الفريق بقوة ضاربة في المقدمة وخصوصاً لجهة رأس الحربة أمير سريشتا الذي سجّل سبعة أهداف في ثلاث مباريات، بما فيها خمسة في المباراة الافتتاحية التي انتهت بفوز عريض بنتيجة 9-0 على فريق ديكوتيك قطر.    
     
    ومع إعجابه الشديد بالنجم كريستيانو رونالدو، يُعرب سريشتا عن إيمانه الراسخ بالجهد الجماعي وروح الفريق: "إني محظوظ لوجود شريك في الهجوم مثل أرجون سوبا وكذلك سورين وباختا. يريد منا المدرب أن نحافظ على مسافة قريبة من بعضنا البعض بحيث نستطيع القيام بالتمريرات عبر دفاعات الخصوم. نلعب بشكل مشابه للمنتخب الياباني أو برشلونة في عالم كرة القدم الأوروبية. يُذكر أن سريشتا قدِم إلى قطر قبل ثمانية أشهر ويعمل خلال النهار كمساعد في أحد المكاتب.        
     
    أما بالنسبة إلى باختا، الذي يمثل عنصراً أساسياً من الفريق، فإنه يعرب عن قناعته بأنه لن يكون عليه ضغوط كبيرة خلال مراحل خروج المغلوب من البطولة. وقال بينما ترتسم على وجهه ابتسامة: "لدينا رؤية وروح عمل جماعي أفضل من الفرق الأخرى. يريد منا المدرب أن نلعب قرب بعضنا البعض بحيث نستطيع إرسال تمريرات قصيرة فيما بيننا. كنا قادرين على السيطرة على خط الوسط أمام فريقي مدماج وميد جلف، وكلاهما فريقان قويان معظم اللاعبين في صفوفهما من غانا ونيجيريا، وهما دولتان تنجبان بشكل مستمر لاعبين دوليين على أعلى مستوى". 
     
    وبالنظر إلى الموسم المشرف الذي يخوضه نادي ليستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز حيث يستقطب اهتمام العالم بأسره بالنظر إلى مسيرته المظفرة، يُتوقع أن تتجه مساندة الجمهور الحيادي في بطولة كأس العمال 2016 إلى هذا الفريق النيبالي المغمور نسبياً الذي تتألق في صفوفه كوكبة من المواهب الكروية المميزة. 
     
    جدير بالذكر أن فريق آوتلوك يواجه فريق ديولسكو الذي احتلّ المركز الثالث في المجموعة الثالثة وذلك في الملاعب الفنية التابعة للاتحاد القطري لكرة القدم يوم الجمعة 8 أبريل/نيسان، حيث تنطلق المباراة في تمام التاسعة إلا ربع صباحاً.