كيف وصل السهلاوي مسقط ليتوج بالكرة الذهبية الخليجية؟

كانت صحيفة "الوطن" السعودية بين حضور حفل التعارف الذي أقامه الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي في مسقط الذي سبق بساعات ملتقى الكونغرس الإعلامي برئاسة سالم الحبسي بتواجد 100 إعلامي وإعلامية، وحفل تكريم الفائزين بجوائز الأوسكار الخليجي حين أعلن رئيس لجنة لجنة التقييم محمد العاصمي أن الإعلان عن اللاعبين الحائزين على الكرة الذهبية والحذاء الذهبي والقفاز الذهبي سيبقى سرا حتى اليوم التالي، ليكون مفاجأة للجميع.

استفسرت "الوطن" عن موعد وصول الفائزين، فكان الرد بأن الإعلان سيكون خلال تكريم الإعلاميين والإعلاميات دون تواجد اللاعبين، وهنا اقترحت "الوطن" فكرة تبليغ اللاعبين لإضفاء توهجا آخرا للحفل، ووافق رئيس الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي سالم الحبسي، ورئيس لجنة التقييم محمد العاصمي، وبدأت الترتيبات.

الأسماء الفائزة هي: المهاجم السعودي محمد السهلاوي الذي سيحصل على لقب أفضل لاعب والكرة الذهبية، الذي تربع على قائمة هدافي العالم لعام 2015، متفوقا بذلك على هداف منتخب الأرجنتين ومانشستر سيتي سيرجيو أجويرو وهداف بايرن ميونيخ ومنتخب بولندا روبرت ليفاندوفسكي، وكذلك هداف آسيا الإماراتي علي مبخوت وسيحصل على لقب أفضل هداف والحذاء الذهبي، وحارس لخويا القطري كلود أمين الفائز بالقفاز الذهبي.

بدأت "الوطن" بالاتصالات، وهنا كان السهلاوي يشارك في مباراة منتخب السعودية أمام الإمارات في التصفيات المشتركة المؤهلة لكأس أمم آسيا 2019 بالإمارات، ومونديال روسيا 2018. ولهذا لم يرد على الاتصال، فبعثت برسالة نصية على جواله تطلب منه التواصل عاجلا، وبعد المباراة اتصل السهلاوي، ليتلقى نبأ فوزه بالجائزة، ورغبة الاتحاد الخليجي استضافته في مسقط لاستلام الجائزة. وتم إبلاغه بضرورة الإسراع بتبليغ اللاعب علي مبخوت المتواجد معه في ملعب الشيخ محمد بن زايد بأبو ظبي. وتم الطلب من الزميلة أمل إسماعيل من صحيفة الرؤية الإمارتية، وكذلك الزميلة لانا آل عادي من قناة الكأس القطرية للتواصل مع مبخوت وأمين في الدوحة، ولم تتوانى الزميلاتان في الترتيبات حتى جاء مبخوت إلى مسقط بينما رفض مدرب لخويا حضور أمين.

السهلاوي كان لزاما عليه أن يحصل على إذن من رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد، وكذلك من رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي، فتحدثت "الوطن" مع عيد الذي وافق أن يبقى السهلاوي في أبو ظبي يبحث عن رحلة عاجلة إلى مسقط رغم أن طائرة المنتخب الخاصة ستتحرك إلى الرياض بعد عشرة دقائق. كما وافق عيد على طلب "الوطن" بأن يتحدث السهلاوي إلى بعض وسائل الإعلام بعد أن طلب اللاعب هذا الإذن أيضا كي لا يتعرض للعقوبات.

وقامت لجنة التقييم برئاسة العاصمي بإرسال خطابا رسميا للأمير فيصل بن تركي تبشره بفوز لاعب ناديه بالجائزة وتطلب منه الحضور. ووافق الأمير فيصل شرط أن يعود السهلاوي مباشرة بعد الحفل للإنضمام إلى تدريبات النصر الإعدادية لمواجهة التعاون بعد يوم واحد بدوري عبداللطيف جميل للمحترفين نظرت لتأخر المحترف المالي مايغا في الوصول إلى الرياض ويتعرض المهاجم نايف هزازي للإيقاف.

بعد الحصول على موافقة رئيس اتحاد القدم أحمد عيد، وكذلك رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي، طلب السهلاوي من منبع حرصه على الانضباطية واتباع التعليمات والالتزام بلوائح وقوانين المنتخب والنادي، الأمر الذي يتميز به اللاعب الخلوق، التأكيد على أنه فائزا بالجائزة، وهنا جاءت مكالمة من وكيل أعمال اللاعب ذيب الدحيم، يستفسر عن إذا كان السهلاوي سيتسلم الجائزة فعلا دون حدوث أي تغييرات، فتم التأكيد له أكده له بشكل رسمي هاتفيا وكتابيا.

يصل السهلاوي في الساعة الخامسة عصرا بتوقيت مسقط قادما من أبو ظبي على متن الخطوط الإماراتية، وتسعى لجنة التقييم لتجهيز سيارة المراسيم الخاصة لاستقباله، ويتم إبلاغ السهلاوي، لكنه بكل تواضع يرد بأنه لا داعي لأي استقبال رسمي أو حتى سيارة خاصة.

كانت سيارة المراسيم العمانية في استقباله مع "الوطن"، وبعد دقائق ظهر السهلاوي مرتديا ملابس (كاجوال)، ويحمل بيده اليسرى بذلة رسمية اشتراها من أحد أسواق أبو ظبي على وجه السرعة صباحا، فلم يكن يملك أي ملابس سوى البذل الرياضية الخاصة بالأخضر السعودي، ويجر شنطة سفر صغيرة بيده اليمنى، رافضا أن يسمح لأي عامل في المطار او الفندق مساعدته في حملها أو الصعود بها إلى السيارة أو الغرفة.

السهلاوي كان سعيدا باختياره، وممتنا من تبليغه بالنبأ، ومن المساهمة معه بالحضور، وذلك بمنتهى البساطة والهدوء، ولم ينشر هو الآخر الخبر كما طلب منه ليكون مفاجأة، كاشفا أنه حرص على إبلاغ الخبر لوالدته وأخيه فهد فقط.

كل هذا يحدث في سرية تامة حتى يكون مفاجأة، حتى أرسل العاصمي الخبر إلى قروب إعلامي، ليبدأ الخبر فيالتداول بين المغردين على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

يصل السهلاوي إلى فندق الإنتركونتيننتال بمسقط برفقة "الوطن" ورئيس لجنة التقييم، ويكون مفاجأة للكثير من الإعلاميين المقيمين في الفندق الذين جاءوا لحضور الكونغرس الإعلامي وحفل الأوسكار. يجد اللاعب حفاوة من الكل، حتى أنه لم يستطع أن يصعد إلى غرفته جراء مطالبات الإعلام والجماهير بالتصوير معه. 

في هذه الساعة كانت جماهير سعودية وعمانية تشق طريقها للقدوم إلى الفندق بمسقط من مدن عمانية أخرى ومن مسافات طويلة للقاء السهلاوي.

استقلت "الوطن" والعاصمي سيارة المراسيم مع السهلاوي الحفل ونال استقبالا حارا، فهو اللاعب الذي يتفق عليه الجميع، من مختلف دول الخليج، نظير عطاءاته الفنية وأهدافه الجميلة وأخلاقه العالية وهدوئه وتواضعه الجم.

وجاء وقت الإعلان الرسمي، السهلاوي يجلس على طاولة واحدة مع مبخوت، ويتم الإعلان عن الجوائز، ويصعد السهلاوي وسط تصفيق حار، متلقيا التهاني، وتمنت "الوطن" له الحصول على جائزة أفضل لاعب آسيوي، فقال "الله يسمع منكم".

أبدى السهلاوي سعادته بالفوز بالكرة الذهبية، مؤكدا أن ما حققه يعد إنجازا للكرة السعودية، مشيرا إلى أن تعاون زملائه اللاعبين سواء في ناديه النصر أو المنتخب السعودي كان خلف حصوله على الجائزة والأفضلية الخليجية.

وبعد ساعات قليلة، غادر السهلاوي الحفل متجها إلى الفندق ومنه إلى مطار مسقط حيث تقلع طائرته في الواحدة فجرا عائدا إلى الرياض كما وعد.