العماني رشيد جابر للكأس : الموهبة بمفردها لا تصنع "كاريزما" البطل

موقع الكاس
يعد المدرب العماني رشيد جابر واحداً من الأسماء التدريبية المهمة التي أثرت بتجربتها الساحة الكروية العمانية ، وذلك بتوليه العديد من المهام التدريبية ابتداء بالمنتخب الوطني الأول في خليجي 15 في السعودية ومرورا بالتصفيات الأسيوية في عدة مراحل تكميلية ، وهو أول مدرب عماني يقود المنتخب الأول مقدما سيرة حافلة من التألق والنجاح بالإضافة لتدريبه عدد من المنتخبات في الفئات السنية كان آخرها انجاز البطولة الخليجية بالدوحة مع منتخب عمان للشباب ولا يزال جابر يقف على رأس عمله يبحث عن أسماء واعدة أخرى يقدمها للساحة الكروية .
في هذا اللقاء تحدث الكابتن رشيد جابر بشفافية عن واقع الاحتراف في بلده ، وتحديات العمل التدريبي والصعوبات التي تواجه مسيرة المنتخب العماني للوصول لنهائيات كاس العالم وغيرها من القضايا المتعلقة ، بواقع كرة القدم العمانية على صعيد المنتخبات والتدريب التي من شانها أن تثري النقاشات الجارية بشأن واقع وتحديات كرة القدم العمانية فإلى التفاصيل :
أبرز عناوين الحوار
ـ المرور بالمنتخبات العمرية اقصر الطرق لـ " النجومية "
ـ نخطط لتقديم أسماء في " الشباب " تمثل إضافة للمنتخب الأول في المستقبل
ـ دوري المحترفين مجرد " مسمى " واللاعب العماني غير متفرغ
ـ المدرب الناجح لا يقدم تنازلات ولا يقبل بالتدخلات
ـ الإمكانيات المحدودة تعيق التطوير والعلاقات وسيلتنا لردم الفجوة
ـ الوصول لكأس العالم حلم يستدعي تحويل الرياضة لإستراتيجية شاملة
أعلنت مؤخرا عن أسماء جديدة في منتخب الشباب ما هي توقعاتك ؟
أتوقع ظهور جيل جديد من مواليد 99 /2000 يشارك بفاعلية في تصفيات أسيا 2017 ، تبقى لدينا من المجموعة السابقة التي أحرزنا معها البطولة الخليجية للشباب ثلاثة أسماء وهم اللاعبين زاهر الاغبري واحمد جميل وقاسم البراشدي وبالطبع تكوين أي منتخب جديد أمر غير سهل يحتاج الى متابعة ومراقبة ، وأتمنى ان أحقق عمل ايجابي في المرحلة القادمة ، وبالفعل أعلنا الأسماء وسوف ندخل معسكر في 30 مارس الجاري وسوف نركز على العنصر المناسب القادر على تحقيق أهدافنا خلال التصفيات المقبلة 2017 ، ونتطلع لمساندة الأهالي لان هذه الفئة مرتبطة بالدراسة ، وجاء نجاحنا مع المنتخب الذي حقق لقب البطولة الخليجية بفعل هذه المساندة ، ولم يأتي اختيار الجهاز الفني الجديد للمنتخب الوطني للاعبين صلاح اليحيائي ومحسن صالح الغساني من فراغ ، ولكن لأنهما لاعبان بمواصفات عالية تم ضمهما للمنتخب الأول ، وهذا هو ما يسعدنا أن يسهم اللاعبون الجدد في مسيرة المنتخبات ورفد المنتخب الأول باستمرار .
ما الذي يحتاج إليه المنتخب الأول وهو يقف على أعتاب مرحلة جديدة ؟
يحتاج المنتخب إلى الاستمرار وان يتبنى الايجابيات التي كانت موجودة في السابق والحفاظ عليها بحيث لا يتم هدم كل ما تم انجازه والبدء من نقطة الصفر ، وان يتواصل البناء في مختلف الظروف من خلال اختيار العناصر المناسبة التي يمكن أن تذهب بعيدا ، ثم يأتي التفكير بآلية العمل ودراسة ظروف اللاعب وتوطين اللاعب على أجواء احترافية ، ويستحسن أن يأتي اللاعب من مرحلة المنتخبات العمرية بالتدرج ، لأنه يكون قد اكتسب الكثير من المقومات والأسس ، لأنه من الصعب أن تأتي بلاعب جديد غير متدرج في مراحل المنتخبات وتقول له يجب ان تلعب على مستوى أسيا مثلا ، من الصعب ان تواجه اليوم منتخبات اليابان وكوريا واستراليا وايران بدون شخصية خاصة للاعب وقدرة على المجاراة ، والموهبة بمفردها لا تصنع كاريزما البطل. لذلك أنا أراهن دوما على المراحل العمرية واعتبرها أساس أي تطوير للحاضر والمستقبل .
يعني أنت تؤمن بمبدأ صناعة اللاعب وليس الموهبة ؟
الموهبة هي الأساس بالتأكيد بدونها لن تستطيع اكتشاف اللاعب القادر على التألق ولكن الصناعة تأتي في مرحلة لاحقة وهذا يتأتي من خلال التدريب المستمر والمباريات الودية والبطولات ، وعليكم أن تتعامل مع متطلبات كل مرحلة وبطولة هناك متطلبات لكأس الخليج ومتطلبات كاس اسيا ومتطلبات لكاس العالم وهذه المتطلبات تحتاج عموما إلى لاعب جيد يمتلك مقومات خاصة وهذا اللاعب من الصعب ان يأتي جاهز من النادي وهناك فرق بين أن تقدم موهبة وبين أن تقدم عقلية لاعب جاهز للمنافسة ، هذا الأمر يتطلب الاشتغال على لاعب المنتخب من خلال برامج مكثفة ومفتوحة ومعسكرات متعددة وبطولات عديدة قبل ان تصل للهدف المنشود .
هل تتوقع توفير معسكرات مثالية لتحقيق رؤيتك مع منتخب الشباب ؟
هذه مشكلة تتعلق بمختلف المنتخبات ، الإمكانيات لدينا محدودة وهناك هوة بين الواقع والتطلعات لكن يفترض ان يتم تقليص هذه الهوة من خلال تفعيل العلاقات الثنائية مع الاتحادات الصديقة والمجاورة من خلال برتوكولات التعاون وإقامة معسكرات ومواجهات تحضيرية مع الدول الخليجية والعربية هذا العامل ربما يساعد في التغلب على مشكلة الإمكانيات المادية بصورة كبيرة ، ويخدم الأهداف الموضوعة على المدى القصير والطويل على السواء .
ما رأيك في دوري المحترفين الراهن وهل لديك ملاحظات فنية ؟
لا يوجد لدينا احتراف لنكن واضحين ، هناك أندية تعاني من الديون و تصل ديونها الى نصف مليون ريال عماني كما ان غالبية هذه الأندية لا تملك ملاعب خاصة لإجراء تدريباتها ، فكيف بوسعنا ان نتحدث عن احتراف في هذا الواقع اذا لم يكن هناك ملعب للفريق الأول والتي هي ابسط احتياجات الفريق فمن الصعب الحديث عن بيئة احترافية لذلك انا أرى انه لا يوجد لدينا كرة قدم لها علاقة بالاحتراف . كما ان اغلب اللاعبين غير محترفين وكلهم مرتبطين بمسابقات عسكرية في الغالب وبالتالي هم غير متفرغين هذا الأمر يعارض أي تطلعات لتطبيق الاحتراف .
ما تفسيرك لتواجد اللاعبين في منافسات الفرق الأهلية ؟
يعتمد هذا الأمر على كيفية تعامل الفرق الأهلية مع اللاعب يفترض ان الفرق الأهلية تفرخ لاعبين لصالح الأندية واكتشاف المواهب أما ان يذهب لاعب نادي الى فريق أهلي فهذا يعكس منظومة خاطئة يجب أن لا تكون مصلحة الفرق الأهلية على حساب النادي ، يفترض حدوث العكس وفي كل الأحوال الفرق الأهلية هي تابعة للأندية ويجب ان تكون هناك آلية واضحة لتنظيم هذه العلاقة .
نجحت في البطولة الخليجية ولم توفق في الأسيوية ما هي الأسباب ؟
نعم في التصفيات الأسيوية كانت هناك ظروف معقدة تأثرنا في مباراة لبنان كانت بدايتنا فيها غير موفقة ، كما أضعنا العديد من الفرص هذه المباراة هي التي غيرت مسار الحسابات كليا ، ثم خسارتنا من منتخب قطر الذي كانت المباراة تعني له الكثير باعتبار انه خسر في الخليجية وفي مواجهة ودية وبالتالي كان المنتخب القطري تحت الضغط ونجح في كسب اللقاء لكن أداءنا عموما في المجموعة كان مقبول ، وظهرنا كمجموعة واعدة وأنا أتوقع أن يصل 10 لاعبين على الأقل للمنتخب الوطني الأول .
لماذا تراجعت فرص احتراف اللاعب العماني في الدوريات الخليجية ؟
هذا أمر طبيعي تطور الأندية الخليجية وقدرتها على جلب أفضل اللاعبين كانت سبب في التأثير على حظوظ اللاعب العماني بالتواجد ، كما أن تراجع مستوى المنتخب الأول احد الأسباب لان المنتخب الأول هو المرآة التي تطل من خلالها ويراقبك الآخرون عبرها وبالتالي أي تراجع ينعكس على واقع فرص حضورك الاحترافي وعندما يؤدي المنتخب كرة جميلة وشاملة فان فرص بروز لاعبيك يكون اكبر .
متى سوف يصل منتخب عمان إلى كأس العالم ؟
هذا حلم لكل دول العالم وليس حلم للجمهور العماني فقط ، سوف تصل إلى كاس العالم عندما تكون لديك منظومة متكاملة من الفئات السنية وحتى المنتخب الأول ، عندما تكون الرياضة هي الأولوية على اعلى المستويات في الدولة بحيث تبنى الخطط والاستراتيجيات على هذا الأساس ، مرورا ببناء الملاعب وتنظيم المسابقات والاهتمام بالنشء كل هذه عوامل أساسية اذا أردت أن تصل لنهائيات كاس العالم ، هذا لن يتم بدون برامج مترابطة في مختلف المستويات والاتجاهات لجعل كرة القدم غاية وهدف .
هل تتفق مع من يرى ان المدرب الوطني مظلوم ولم يسلط عليه الضوء ؟
بالعكس اغلب المدربين العمانيين حصلوا على فرصهم سواء مع المنتخبات او الأندية وتبقى المشكلة في المدرب نفسه يجب ان يبذل مزيد من الجهد لتقديم نفسه وتكوين اسم قوي في الساحة التدريبية واللاعب هم ومن يحتاج الى استكشاف من قبل المدرب وليس المدرب من يحتاج الى الكشف عن مواهبه ، المدرب يستطيع أن يقدم نفسه من خلال الأسلوب والرؤية والشخصية والنتائج أيضا جزء مكمل أما العكس فهو أمر غير وارد .
ما رأيك بظاهرة تغيير المدربين في الدوري التي تكررت بشكل غير مألوف ؟
المشكلة أن الأندية تبحث عن اقصر الطرق ، وهي تتعامل مع المدرب بمقياس الفوز والخسارة وليس بمقياس من يقدم فكر في الملعب وبما يفيد اللاعبين ، وعلى المدرب ان يفرض شخصيته ولا يقبل التدريب في ظل عدد اقل من اللاعبين او القبول بالتدخلات الإدارية المخلة ببرنامج العمل ، وطبعا ظاهرة تغيير المدربين في الدوري العماني كشفت عن وجود خلل على صعيد الاستقرار الفني لدى غالبية الأندية .
ما هي ابرز المصاعب التي واجهتها على صعيد تدريب الأندية ؟
لم أواجه أي من المصاعب، وحدها الإمكانيات المادية هي فقط المشكلة لدى غالبية المدربين بحيث تحصل مشكلات تتعلق بمكافآت اللاعبين أو الرواتب والأمور الأساسية ، وهذه المشكلة تتكرر لدى غالبية المدربين وهي تسبب الكثير من المتاعب وتؤثر على سير عمل البرامج ونصيحتي لكل مدرب ألا يتنازل عن فكرته وأسلوبه وشخصيته مقابل الرغبة في الاستمرار لان مثل هذه التنازلات لا تساعد المدرب في تأدية مهامه على أكمل وجه .