تواصل منافسات بطولة الشقب الدولية للفروسية

بحضور سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، تواصلت مساء اليوم منافسات الدورة الرابعة من بطولة الشقب الدولية للفروسية، التي تُقام برعاية سعادة الشيخ محمد بن حمد آل ثاني رئيس مجلس إدارة الشقب.

 

 وقدّم السويدي باتريك كيتيل على الجواد "ووترميل سكانديتش" عرضًا متميزًا أحرز به لقب الجائزة الكبرى لمنافسات الترويض ضمن  بعد أن أظهر توافقا ذهنيا وبدنيا مع جواده وصولا إلى إقناع لجنة الحكام بمنحه درجة عالية وصلت إلى 77.100% ليتوج بعدها بطلا للبطولة، متربعا على عرش عرض رياضة الترويض في بطولة الشقب الدولية 2016.

 

  يذكر أن السويدي باتريك كيتيل كان بطل نسخة عام 2015 في فئة الأداء الحر مع الموسيقى. 

 ولم تستطع الفارسة الألمانية جيسيكا فون بريدوف-فريندل المصنفة الخامسة عالمياً من مجاراة السويدي كيتيل ، وحاولت تقديم أفضل مستوى لديها في سبيل خطف المركز الأول منه وأبدت مع جوادها "زايري" جدية واضحة في المنافسات لكنها لم تقنع لجنة التحكيم بمنحها نتيجة أعلى ولكن لجنة الحكام أعطتها درجة 75.560%. 

 

  بينما جاء في المركز الثالث الفارس الإيرلندي جودي ريولندس الذي حاول تقديم مستوى أفضل من الذين سبقوه ومنذ البداية ظهرت بوادر التقدم من أجل تحقيق المراكز المتقدمة وقدم مع جواده "فانسوفيرك" أداء طيبا  لكن لجنة التحكيم أعطته درجة وصلت إلى 74.320%.

 

  شارك في منافسات البطولة 22 فارسا وفارسة من مختلف دول العالم استطاعوا من خلال العروض اظهار  مدى قدرتهم على ترويض خيولهم والمنافسة الحقيقية على لقب البطولة التي تعد من أفضل البطولات في العالم والمصنفة ضمن أجندة الاتحاد الدولي للفروسية.

 

  وضمن منافسات قفز الحواجز استطاع الفارس البلجيكي غرغوري ويثيليتت أن يحبس أنفاس جميع الحاضرين في الميدان الخارجي للشقب ويبهر المتفرجين بأدائه المذهل في ختام فعاليات قفز الحواجز لفئة 5 نجوم مع جولة التمايز على الجواد "سيتيزنحارد" وحقق زمنا قياسيا فيها 45.75 ثانية ودون أخطاء ليتوج بالمركز الأول في البطولة.

 

  كما حلّ الفارس التركي عمر كارفيلي على ظهر الجواد "دادجاك" في المركز الثاني مسجلا زمنا وقدره 46.68 ثانية دون أن يسقط أي حاجز.. وجاء في المركز الثالث الفارس الفرنسي كيفين ستات، على ظهر جواده "كيلي" بزمن قدره 47.68 ثانية دون أخطاء تذكر.

 

  وشهدت المباراة التي اقيمت على فئة 3 نجوم فوز الفارس السعودي خالد عبدالعزيز العيد بالمركز الاول في المباراة التي جرت على ارتفاع 130 سم وحقق زمنا قدره 83ر50 ثانية، وحل في المركز الثاني القطري ناصر الغزالي على الجواد "ديناميك ديبالو" بزمن قدره 53ر65 ثانية، وفي المركز الثالث القطري سعيد ناصر القاضي على الجواد "ديسبراديتو" بزمن 77ر55 .

 

وتختتم غدا /السبت/ فعاليات البطولة، حيث يترقب العالم، وبالتحديد محبي رياضة قفز الحواجز، ما ستسفر عنه منافسات قفز الحواجز لفئة 5 نجوم التي تقام ضمن البطولة عندما يخوض ما يقارب 35 فارسا وفارسة من مختلف دول العالم غمار هذا التحدي القوي والأصعب على مستوى العالم من حيث المنافسة وتواجد نجوم اللعبة، بالإضافة إلى صعوبة المسلك وطوله.

 

  ومن المؤمل أن تكون المنافسة على أشدها خلال اليوم الأخير في مسابقة الجائزة الكبرى، والتي حقق لقبها عبر النسخ الثلاث السابقة نجوم عالميين مثل الهولندي جيركو شرودر صاحب فضية أولمبياد لندن عام 2012 والألماني لودغر بيرباوم الفائز بفضية أولمبياد برشلونة عام 1992 والأسترالية إدوين توبس ألكسندر الفائزة مرتين بلقب بطولة غلوبال تشامبيونز تور.

 

  وستكون الأضواء مسلطة على الفريق القطري وفارسه الشيخ علي بن خالد آل ثاني صاحب الترتيب العالمي /26/ ومحقق الإنجازات الكبيرة وأبرزها الفوز بذهبية الفرق في دورة الألعاب الآسيوية 2014 التي أقيمت في كوريا، إضافة إلى الفرسان علي يوسف الرميحي وباسم حسن محمد وخالد العمادي الذين سيدخلون المنافسة منتشين بتأهلهم إلى أولمبياد ريو، الأمر الذي يجعل من البطولة مكانا حقيقيا لاكتشاف قدراتهم ومهاراتهم واستعدادهم للظهور في الحدث الأولمبي.

 

  ومن المؤكد أن الجميع سيستمتع بتواجد نخبة الفرسان في اليوم الختامي للبطولة إلى جانب فرسان يحتلون مراكز متقدمة في الترتيب العام للاتحاد الدولي للفروسية مثل الفريق الفرنسي، ويتقدمهم صاحب المركز الأول في الترتيب العام الفرنسي سيمون ديليستري الذي يمتلك انجازات كبيرة على المستوى الأولمبي والأوروبي ومواطنه كيفين ستات صاحب الترتيب /11/ وروجر بوست صاحب الترتيب /29/. 

 

  وبالنظر إلى القائمة التي من المتوقع أن تشارك في الجائزة الكبرى، فإنه يتواجد البريطاني سكوت براش صاحب الترتيب الثاني في تصنيف الاتحاد الدولي الذي يعرف تماما مسلك وأرضية الشقب من خلال مشاركاته المتعددة في البطولات التي تقام في قطر، والمخضرم مايكل ويتاكر الذي يحل في المركز /32/ عالميا ومواطنتهما لورا رينويك التي حققت لقب الشوط الثالث لفئة خمس نجوم في اليوم الثاني لبطولة الشقب.. وهناك  الألماني هانز ديتر الذي اختتم اليوم الثاني من البطولة محققا لقب فئة 5 نجوم والذي سيكون حاضرا بقوة في الجائزة الكبرى محاولا تحسين تصنيفه الدولي بعد أن تأخر مرتبتين ليكون حاليا في الترتيب /36/.

 

  وسيسعى السويسري ستيف غيردات الذي تأخر في الترتيب العام إلى /21/ لتحسين سمعته العالمية من خلال منافسته الحقيقية على لقب البطولة التي صنفها الاتحاد الدولي ضمن أجندته السنوية، في حين سيكون زميله البلجيكي غرغوري واثيليت أمام امتحان صعب عندما يخوض المنافسة وهو الذي حصل على المركز الثاني في بطولة 5 نجوم في ختام اليوم الثاني.

 

  ومن أبرز الفرسان العرب المتوقع مشاركتهم في الجائزة الكبرى، السعودي عبدالله الشربتلي صاحب المرتبة /43/ في الترتيب العام وزميلاه كمال باحمدان الذي يحتل الترتيب /97/ في الترتيب الدولي وعبدالرحمن الراجحي الذي يحتل الترتيب /221/، إضافة إلى الأردني ابراهيم بشارات الذي يحل المرتبة /118/ عالميا، والمغربي عبدالكبير ودار والمصري كريم الزغبي.

 

وأكد السيد محمد سلطان السويدي، مدير أكاديمية التدريب بالشقب، حرصه على حضور طلابه مختلف منافسات بطولة الشقب الدولية للفروسية، الأمر الذي يصقل قدرات فرسان المستقبل بصورة متميزة، ويبني جيلاً من الشباب القطريين القادرين على مواصلة رحلة التميز للفروسية القطرية. 

  ومن ضمن الأهداف التي وضعها الشقب لتطوير الفروسية في قطر هو التزامه التام بطرح استراتيجية متكاملة وشاملة لتعليم الفروسية عبر إطلاق إدارة متكاملة لتعليم الفروسية وأكاديمية تدريب متطورة يتهافت عليها الكثير من الناشئين لتعلم أسلوب رياضة الفروسية الحديثة.

  

وقال السويدي، في تصريح له،:" يعد الشقب من المراكز التي تضع كل جهودها في خدمة رياضة الفروسية في قطر، ويسخر كافة تلك الجهود في سبيل الوصول لأعلى المستويات وفق منهج منظم واستراتيجية متكاملة نعتمد عليها للمضي قدماً في تخريج أجيال من محترفي الفروسية باستخدام أساليب جديدة وفكر فني محترف، مع استقطاب نخبة من المدربين الذين يمتلكون باعاً طويلاً في رياضة الفروسية".

 

  وأضاف "لدينا حالياً 300 موهبة يتم تدريبها بصورة متميزة ووفق أساليب حديثة في مجال التدريب، ونطمح في العام الجاري والعام المقبل إلى زيادة الطاقة الاستيعابية لتصل إلى 600 طالب، الأمر الذي يوسع من دائرة الاستفادة".

 

  وتشكل بطولة الشقب الدولية للفروسية عامل جذب للراغبين في دخول عالم الفروسية، حيث دائماً ما تشهد الفترة التي تعقب تنظيم البطولة زيادة في أعداد طلبات الراغبين في تسجيل أبنائهم بأكاديمية الشقب.

 

  من جانبه، قال السيد خالد الجهني المدير الرياضي ببطولة الشقب الدولية للفروسية :" تعد بطولة الشقب واحدة من أهم وأنجح بطولات الفروسية في العالم.. و رغم أنني زرت العديد من بطولات الفروسية في ألمانيا لكني لم أر بطولة راقية ومتميزة عالميًا مثل بطولة الشقب التي يحرص العديد من أفضل وأنجح الفرسان والحكام في مختلف دول العالم على المشاركة فيها".

 

  وعن دور بطولة الشقب في بناء الكوادر الرياضية القطرية في مجال الفروسية، أضاف " توفر البطولة فرصة فريدة من نوعها لجميع الفرسان القطريين للتواصل مع أفضل 50 فارساً في العالم، والاستفادة ليس فقط من خبراتهم الكبيرة، بل أيضاً من مشاهدة أدائهم خلال المنافسة".

 

  غير أن الجهني يؤكد على أن فوائد البطولة لا تقتصر فقط على الفرسان والمشاركين بالقول " تتيح بطولة الشقب الدولية للفروسية مزايا عديدة للعديد من المتطوعين، أهمها المشاركة في بطولة عالمية في حجم ومستوى الشقب، واكتساب خبرة نادرة في العمل بالعديد من الأقسام مثل كبار الزوار والاسطبلات والمواصلات والإعلام، حيث نوزع الشباب المتطوعين على  الأقسام التي تتناسب مع مؤهلاتهم التعليمية. ونحن هنا في الشقب نعمل معًا كفريق واحد للتغلب على أي تحديات تواجهنا".

 

  وأكد الجهني على أهمية بطولة الشقب في خريطة الفعاليات والبطولات الرياضية في قطر، من حيث توعية الشباب بتراث الفروسية العريق في قطر.. داعيا الشباب القطري إلى حضور البطولة لجعل بطولة الشقب الدولية للفروسية 2016 واحدة من أفضل منافسات الفروسية وأنجحها على مستوى العالم.