search

    الشقب..تاريخ عريق من الفروسية ووجهة رائدة للبطولات الدولية

    موقع الكأس

    يمثل الجواد العربيّ الأصيل، برونقه ونبله وكبريائه حجر زاوية في الثقافة القطرية، وهي الصفات المميزة التي يجسدها الشقب، الذي نجح بأن يصبح معلمًا للتميز ومركزًا عالميًا للفروسية والخيل، يجذب انتباه العالم بأسره ويستحق إعجابه، نظرًا لجمعه بين عراقة وأصالة الثقافة القطرية مع إنجازات الحاضر وطموح المستقبل. 
     
    انطلاقاً من ذلك، تم إنشاء الشقب تطبيقاً لرؤية صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني،  وهو يقع في الموقع المعروف لمعركة الشقب، حيث قاد جده سعادة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، المعركة الفاصلة التي خاضها مواطنو الدولة ضد الوجود العثماني، عام 1893، ما أفضى إلى تحقيق الاستقلال.
     
    عند تأسيسه، حمل الشقب رؤية تسعى إلى الاستمرار في إحياء تراث قطر من خلال جعل الجواد العربي مصدراً رئيسياً للمهتمين بالفروسية والعامة، مع الأخذ بعين الاعتبار توفير تجربة تعليمية وتفاعلية للأسرة.
     
    كما يهدف الشقب إلى تبوأ مركز ريادي في عملية المحافظة وتحسين وتعزيز سلالة الخيل العربية الأصيلة، وتوفيرها للمجتمع، ووضع منظومة من أعلى المعايير والأسس في عملية الإنتاج وعروض الجمال وفنون الفروسية والرعاية الإجتماعية للخيل.
     
    ويعزى الفضل في المكانة العالمية التي أحرزها الشقب إلى التزامه بالحفاظ على سلالة الخيل العربية، وتحسينها وتعزيز مكانتها، وتبنيه أعلى المعايير الممكنة للتربية والجمال وفنون الفروسية ورفاهية الخيل.
     
    عام 2004، أصبح الشقب عضوا في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، تحت رعاية وقيادة سعادة الشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس إدارة الشقب، بهدف تحقيق أفضل المستويات في مجال استيلاد وانتاج الخيل العربية واصطفاء أجملها للعرض في المسابقات العالمية، بالإضافة إلى توفير فرص تعليمية مبتكرة وتنافسية في جميع فنون الفروسية.
     
    وانطلاقاً من ثلاثة مبادئ جوهرية، هي التميز، والتعليم، والتراث، باشر الشقب عام 2006 تنفيذ خطة توسعية لتحقيق رؤيته الاستراتيجية بالإرتقاء بمهارات ركوب وانتاج الخيل عن طريق بناء مركز فروسية متخصص على أحدث طراز.
     
    وتمكن بعدها بفترة قصيرة من الفوز ببطولات دولية في مسابقات جمال الخيل وقوة التحمل، بواسطة مجموعة من الخيل العربية المميزة.
     
    واليوم، يمثل مربط الشقب أحد المنشآت الرائدة في مجال التناسل بالعالم، كما تبقى الشقب هي المزرعة الوحيدة التي أنتجت ثلاثة أبطال عالميين جميعهم ولدوا في قطر، هم غزال الشقب، والعديد الشقب ومروان الشقب، وقد قامت هذه الخيول الفحول بتعزيز أنساب الخيول العربية في قطر والعالم بأسره.
     
    لا ريب أن المرافق الحديثة للغاية التي توفرت ببطولة الشقب الدولية للفروسية تندرج ضمن أفضل المرافق على مستوى العالم، فساحات السباق في هذه البطولة تماثل تلك المستخدمة في دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في لندن عام 2012. كذلك، يعد المضمار الداخلي أكبر ساحة فروسية مكيفة على مستوى العالم. وقد ساعدت تلك العوامل جميعاً دون شك في جذب كوكبة من الفرسان البارزين في العالم ممن لا يمتطون صهوات جيادهم للمنافسة إلا في أرقى وأفضل ساحات الفروسية.
     
    تغطي مرافق الشقب الجديدة والاستثنائية مساحة 980 ألف متر، تمثل الجمال التقليدي المميز والمهارات المتعددة والمتوارثة للخيل العربية. وتمتاز المنشأة الجديدة بتصميم هندسي فريد يتمثل بشكل حدوة جواد إضافة إلى عدة عناصر مبتكرة أخرى، من ضمنها عنصر مائي مركزي، ومساحة خضراء كبيرة، بالإضافة إلى قبة حلبة المسابقات المتميزة تتسع لأكثر من 5000 متفرج.
     
    ويضم مركز الفروسية في الشقب عدداً من المرافق الإضافية، بما في ذلك إدارة الانتاج وجمال الخيل، والاسطبلات الأميرية، واسطبلات التحمل، وإدارة تعليم الفروسية ومستشفى لأبحاث طب الخيل.
     
    وفي عام 2015، تم افتتاح فندق الشقب، الذي يسعى هذا المعلم المميز إلى إعادة صياغة ملامح تجربة الإقامة في الفنادق برمتها، ويهدف إلى رفع مستوى الوعي الصحي، مع التركيز بشكل خاص على الأنشطة البدنية وتوفير خيارات الغذاء الصحي والمتوازن.
     
    وقد ساهم الشقب في دعم النمو الذي شهدته دولة قطر، وإظهار قدرتها على استضافة أهم المسابقات الدولية وفق أرفع المعايير العالمية.