قطر تسلط الضوء على القوة الموحدة للرياضة في الأمم المتحدة

اللجنة العليا للمشاريع والارث
كان للجنة العليا للمشاريع والإرث محطة هامة هذا الأسبوع على الساحة العالمية لتسليط الضوء على قوة التوحيد التي تتمتع بها بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، وذلك في مقر للأمم المتحدة في نيويورك.
أدلى أمين عام اللجنة العليا للمشاريع والارث حسن الذوادي بخطاب هام، إلى جانب الأمين العام للمنظمة الدولية السيد بان كي مون. وقد استغلّ الذوادي هذه الفرصة لمخاطبة الحضور من كافة أنحاء العالم خلال الجلسة الافتتاحية لندوة رفيعة المستوى كان التركيز خلالها على "أهمية استضافة فعاليات رياضية ضخمة باعتبارها أدوات للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المستدامة".
وعقب إلقاء كلمته، شارك ناصر الخاطر، مساعد الأمين العام لشؤون تنظيم البطولة في، كأحد المتحدثين في جلسة ركّزت على التغييرات والفرص المرتبطة بحدث هام مثل بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
حضر الجلسة شخصيات مرموقة من عالم الرياضة والسياسة، وهو ما شكّل فرصة لدولة قطر كي تبعث برسائل هامة لكوكبة من الأسماء الرياضة المؤثرة، بمن فيهم الأسطورة البرازيلية كافو الذي سبق وفاز ببطولة كأس العالم لكرة القدم مرتين.
وتواجد بين الحضور أيضاً، السيدة لاكشمي بوري مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" بالإنابة؛ والسيد ويلفريد ليمكي المستشار الخاص للتنمية الرياضية والسلام؛ وأسطورة كرة السلة ديكيمبي موتومبو؛ والرياضية الألمانية فيرينا بينتيلي التي فازت باثنتي عشرة ميدالية ذهبية في دورة الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة.
وبعد أن اختتم مداخلته، أدلى الأمين العام للجنة العليا بتصريح عن هذه المشاركة، وقال: "ما من شكّ في أن كرة القدم هي بمثابة للترفيه وتحتل المرتبة الأولى في الشرق الأوسط. فنحن نعيش هذه اللعبة ونتنفس روحها. وحيثما ذهب المرء في المنطقة، فإنه سيلحظ الناس وهم يلعبون كرة القدم في الملاعب والحدائق والشوارع والساحات والشواطئ. تلعب كرة القدم دوراً محورياً في نسيج مجتمعاتنا المحلية. في بلاد مختلفة وثقافات ومتنوعة وأديان متعددة، في أرجاء الشرق الأوسط، بوسعي أن أؤكد لكم أن الشغف بكرة القدم يوحّدنا بشكل مختلف عن أي شيء آخر".
وأضاف: "من اليوم الذي تقدمنا فيه بعرض الاستضافة، حافظنا على رسالة مفادها أن كأس العالم لكرة القدم 2022 لن يكون بمثابة بطولة كأس عالم لقطر فحسب، بل للشرق الأوسط برمّته. إننا على يقين من أن هذا هو التوقيت المثالي لكي تستضيف منطقتنا حدثاً بهذا الحجم".
وختم الأمين العام حديثه بالقول: "إن تابع المرء الأخبار، ستكشف الصورة عالماً يبدو أنه ممزق بخطاب متطرف يدعو للشقاق. تلمّح هذه الصورة إلى أننا نعيش في عالم يشهد تفاقم الاختلافات بين الشعوب واستغلالها لتوسيع الصراعات بين الشعوب، بدلاً من الاحتفاء بالاختلافات. يتم تكريس ساعات من التغطيات الإعلامية وآلاف الكلمات لشرح الأسباب التي تدعونا للخوف من الناس الذين يتبنون معتقدات مختلفة. في جوّ التطرف، من المهم أن نتذكر أن هناك نهجاً معاكساً".
يُذكر أن الأمين العام للجنة العليا جلس إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أثناء إلقائه الخطاب في مقر المنظمة الدولية. وقد شكّل حضور السيد بان كي مون خطوة إيجابية لدولة قطر بالنظر إلى أنه تحدث عن أهمية أن تترك البطولات الهامة إرثاً مستداماً.
وقد قال الأمين العام للأمم المتحدة: "لطالما ساهمت الأحداث الرياضية الكبيرة في إحداث تغيير مستدام. لم تدم فوائد مثل هذه الأحداث طويلاً في كل الحالات، ولكن يجب أن يكون الأمر عكس ذلك. حيث يتعيّن أن يكون للبطولات الهامة إرث يتمتع بالديمومة ويعود بالنفع على المجتمعات لفترة طويلة بعد انتهاء المباريات. ويجب على كافة الدول المستضيفة للبطولات الكبيرة أن تدمج الاستدامة في جوهر (مهمتها). فلنعمل سوية لجعل شعار كافة البطولات الكبرى مستقبلاً أن تكون نظيفة وخضراء بدرجة أكبر وأكثر استدامة".
جدير بالذكر أن الذوادي والخاطر ركّزا في خطابيهما على الإرث الإنساني والاجتماعي والاقتصادي الذي ستتركه البطولة. وقال الخاطر في هذا الصدد: "نحن على ثقة بأن الجميع سيكون على موعد مع نسخة من بطولة كأس عالم لكرة القدم خلال ست سنوات من الآن تكون بمثابة الدافع من أجل تطوير يكون له أثر مباشر على مستقبل هذه الدولة. لطالما كانت نسخ البطولة بمثابة احتفال بالثقافات، ولن تكون هذه النسخة من كأس العالم مختلفة في ذلك".
وخلال الجلسة التي امتدت لثلاث ساعات، كانت هناك إضاءات على جوانب أخرى في عالم الرياضة، ومتحدثون من منظمات رياضية أخرى وشركات خاصة ولجان منظمة، بما فيها تلك التي تشرف على روسيا 2018 ودورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها كوريا الجنوبية سنة 2018.
كما مثّل منطقة الشرق الأوسط السيد ناصر النصر، الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، الذي قال: "يشرّفني أن أتحدث عن الرياضة المستدامة. لقد أكّدت الأمم المتحدة، عبر المنابر المختلفة، على أهمية الرياضة من أجل الترويج للسلام. تمثل الرياضة أداة تكون بمثابة رابط مشترك يعزز التسامح والاحترام. الرياضة أسمى من كل شيء. آمل أن نبعث هذه الرسالة في اجتماعنا اليوم".
وقبيل اختتام الندوة، قال السيد أحمد هنداوي مبعوث الأمين العام للشباب: "المنطقة بحاجة ملحة إلى طمأنة شباب الشرق الأوسط. هناك 100 مليون عربي شاب. إنها الأزمة الأكثر حدة التي تواجهنا، ولذلك فإن هذه النسخة من كأس العالم هي بمثابة نموذج ساطع لما يمكن لشبابنا أن يتطلعوا إليه. لا يزال أمامنا بضع سنوات، ولذلك يتعيّن علينا أن نفكّر في الطريقة التي يمكن من خلالها إشراكهم في هذه الرحلة. إني متفائل إزاء خلق فرص أمام الشباب في المنطقة".
يُذكر أن هذه الزيارة إلى مقر الأمم المتحدة شاركت بالتنسيق لها سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، مندوب قطر الدائم لدى الأمم المتحدة.