search

    الشيخ جوعان يستقبل فريق رحلة عبور صحراء الربع الخالي

    قنا

    نظّمت وزارة الثقافة والرياضة عبر مركز /نوماس/ التابع لها، استقبالاً حافلاً لفريق /تحدي أرابيا/، وذلك تكريماً لأعضاء الفريق واحتفاءً بنجاحهم في تحقيق إنجاز تاريخي بعبورهم صحراء الربع الخالي، قاطعين مسافة تقدر بنحو 1300 كيلومتر سيراً على الأقدام، في رحلة هي الثانية من نوعها في التاريخ الموثّق وكان استقبالهم في قلعة الريان الأثرية حيث كانت المقر الرسمي لاستقبال الرحالة في القرن العشرين العابرين إلى دولة قطر .
       وكان الفريق، الذي يضم الرحّالة العُمانيين محمد الزدجالي وعامر الوهيبي وعلي بن أحمد المسهلي، والمستكشف الإنجليزي مارك ايفانز، قد وصلوا إلى الحدود القطرية صباح يوم الأحد الماضي حيث كان في انتظارهم مجموعة من الشباب المنتسبين لمركز /نوماس/، الذين رافقوا أعضاء الفريق في مسيرتهم على ظهور الجمال لمسافة 10 كيلومترات حتى أرشدوهم إلى أول محطة توقف لهم في منطقة القلايل، التي تجسد طبيعة حياة البادية وتراث الآباء والأجداد في قطر، حيث تمت ضيافتهم ومن ثم المبيت هناك قبل أن ينطلقوا لاستكمال رحلتهم صباح اليوم التالي بصحبة شباب المركز، إلى أن وصلوا إلى محطة التوقف الثانية داخل قطر، حيث نصبوا الخيام للمبيت في الصحراء.
       وفي عصر اليوم الثالث لهم وصل الفريق إلى إحدى المناطق المأهولة بالسكان المحليين، والتي يغلب عليها الطابع الثقافي الأصيل للقطريين، حيث استضافت إحدى العائلات القطرية فريق الرحلة واستقبلتهم بحسن الضيافة المعهود ووفرت لهم كافة سبل الراحة من مأكل ومبيت في خيام مزودة بكامل التجهيزات وفي أجواء بدوية أصيلة مماثلة تماماً لما كان الوضع عليه في الماضي.
       وفي صباح اليوم انطلق الفريق بصحبة شباب مركز /نوماس/ لينجزوا المرحلة الأخيرة لهذه الرحلة التاريخية حتى وصلوا إلى وجهتهم النهائية في قلعة الشيخ علي بن عبدالله آل ثاني بالريان، حيث كان في استقبالهم سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني، رئيس اللجنة الأولمبية القطرية وبحضور كل من سعادة السيد عبدالله بن عبدالعزيز العيفان سفير المملكة العربية السعودية لدى دولة قطر وسعادة السيد محمد بن ناصر الوهيبي سفير سلطنة عمان لدى الدولة، وسعادة السيد أجاي شارما سفير المملكة المتحدة ، وعدد من كبار المسؤولين بالدولة.
    وبهذه المناسبة، صرح السيد فيصل المنصوري، مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال بالوزارة: "ونحن نحتفي اليوم بهذا الإنجاز التاريخي، نشيد بكل اعتزاز وتقدير بالمبادرة الكريمة لسعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني الذي شمل برعايته رحلة عبور صحراء الربع الخالي كراعي فخري للرحلة من دولة قطر، وذلك انطلاقاً من العلاقات الأخوية الطيبة التي تجمع بين دولة قطر والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، وكذلك علاقات الصداقة مع المملكة المتحدة، وللتأكيد على أهمية الحفاظ على الموروث التاريخي والثقافي للمنطقة، وتشجيع والهام الشباب لتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس والتغلب على الصعاب لتحقيق أهدافهم".
       وأضاف المنصوري قائلاً: "تقدم هذه الرحلة استكشافاً فريداً للمنطقة ومقارنة موثّقة لوضعها قبل 85 عاماً مع وضعها اليوم، ونأمل أن تبرز ما حققته دولة قطر من تقدم وازدهار في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله".
        ومن جهته قال المستكشف الإنجليزي مارك ايفانز، قائد فريق الرحلة: "بعد 49 يوماً سيراً على الأقدام وعلى ظهور الجمال، انطلاقاً من مدينة /صلالة/ عبوراً لصحراء سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وصلنا أخيراً إلى وجهتنا النهائية في الدوحة، لننجح في تكرار الرحلة الأولى لعبور الربع الخالي، أكبر صحراء رملية على وجه الأرض، وقد قال المستكشف البريطاني برترام توماس، في كتاب "البلاد السعيدة" الذي نشر عام 1932: لقد أتينا إلى قمة أرض قليلة الارتفاع، وتبرز أمامنا أبراج الدوحة، لقد انتهت رحلتنا، ونتطلع إلى كرم الضيافة القطرية الرائع".
       وأضاف ايفانز : "ونحن كذلك وصلنا إلى نهاية رحلتنا، وفيما شهدت الدوحة تطوراً مذهلاً وتغيراً لا يصدق عما كانت عليه قبل 85 عاماً، إلا أن كرم الضيافة القطرية لم يتغير عبر الزمن، ونحن ممتنون للغاية لهذا الاستقبال الرائع وهذه الحفاوة المميزة".
       وتجدر الإشارة إلى أن سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، وسمو السيّد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة بسلطنة عُمان، وصاحب السمو الملكي الأمير تشارلز ولي عهد المملكة المتحدة أمير ويلز، قد شملوا برعايتهم الرحلة التي انطلقت من مدينة صلالة في العاشر من ديسمبر 2015، وذلك بهدف غرس مفاهيم تحمل المسؤولية والاعتماد على الذات وتحمل المشاق في سبيل الوصول إلى الغاية المنشودة.
       وتأتي مشاركة مركز /نوماس/ في هذه الفعالية في إطار حرص المركز على غرس العادات والتقاليد القطرية الأصيلة في النشء والشباب في إطار من الدين والخلق الرفيع وإكسابهم المهارات التي تؤهلهم إلى إدارة شؤونهم بأنفسهم، إذ يسعى المركز إلى تنمية مهارات الشباب وتكريس مقومات الهوية الوطنية وترسيخها، وتعزيز حب المشاركة والمبادرة في خدمة المجتمع، وتهذيب الأخلاق وغرس القيم النبيلة، والمشاركة في الفعاليات المختلفة.
       وتتّبعت رحلة عبور صحراء الربع الخالي خطى الرحّالة الأوائل، الذين انطلقوا قبل 85 عاماً، ضمن فريق بقيادة الشيخ العماني صالح بن كلوت والمستكشف البريطاني برترام توماس، في رحلة استغرقت 49 يوماً لعبور صحراء الربع الخالي، متّحدين طبيعة الصحراء القاسية، وما تحمله من مخاطر وصعاب، واستطاعوا البقاء على قيد الحياة بكميات محدودة من المياه والغذاء، ليتمكنوا في النهاية من إنجاز أول عبور موثّق لهذه البقعة الصحراوية الشاسعة والخطيرة، حيث تخطّى الفريق مسافة 1000 كيلومتر، ابتداءً من ساحل عُمان وعبوراً من المملكة العربية السعودية وصولاً إلى حدود دولة قطر، سيراً على الأقدام.
        يذكر أن الربع الخالي يعد واحداً من أكثر أماكن العالم جفافاً وحرارةً وعزلةً، وتغطي صحراء الربع الخالي مساحة 650.000 كيلومتر مربع من شبه الجزيرة العربية، وتمتد عبر السعودية، وعُمان والإمارات وقطر، حيث تُعادل مساحتها مساحة كل من فرنسا وبلجيكا وهولندا مجتمعة، وتصل درجات الحرارة في الصيف إلى أكثر من 50 درجة مئوية، بينما تصل درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في منتصف الشتاء.