فتيات باكستان ينخرطن في عالم كرة القدم بفضل برنامج الجيل المبهر

اللجنة العليا للمشاريع والإرث
لطالما كانت هناك العديد من العقبات الثقافية والحواجز الاجتماعية في باكستان والتي تحول دون دخول الفتيات في عالم كرة القدم والأنشطة الرياضية عموماً. إلا أن الأرقام تشير إلى حصول تغيّر في هذا التوجه. من خلال دعم برنامج "الجيل المبهر" الذي اطلقته اللجنة العليا للمشاريع والإرث، حيث يمكن ملاحظة التغيير من خلال ازدياد عدد الفتيات المنخرطات في الحقل الرياضي والمستفيدات بشكل مباشر من هذه المبادرة.
بالتعاون مع الشريك الاستراتيجي لبرنامج الجيل المبهر، المتمثل بمؤسسة "الحق في اللعب"، تمت إعادة تأهيل ملاعب لكرة القدم، وكذلك إطلاق مبادرات في إطار برنامج "كرة القدم من أجل التنمية" في ثلاثة مجتمعات محلية في باكستان، وهي ماردان وثاتا ولياري. وبفضل هذا البرنامج، تم استحداث اجواء آمنة ومتوافقة مع المجتمع يمكن للفتيات اللعب فيها. ومن الفوائد الأخرى لهذه الأماكن تسريع عملية استقطاب وتكوين مدرّبات يتمتعن بالكفاءة ليكنّ بمثابة نموذج يُحتذى به للأجيال الصاعدة.
في منتصف عام 2015، كان قد تم الانتهاء من إعداد 30 مدرب مشرف و65 قائد من فئة الشباب و62 قائد من فئة الناشئين. كما إن نسبة 50 في المئة من أولئك هنّ من السيدات والفتيات. وبذلك، أصبح أولئك قادرين على إقامة حصص عن كرة القدم من أجل التنمية، بالإضافة إلى مشاريع تدريب وأخرى للصالح العام في المجتمعات المحلية للمناطق الثلاث المختارة في باكستان.
تستغلّ هذه المجموعة من المدربين والمشرفين قوة كرة القدم لإيصال رسائل موجهة لكلا الجنسين وتمكين الفتيات والفتيان على حدّ سواء من تطوير مهاراتهم الحياتية الأساسية، بما في ذلك التعاون والعمل الجماعي والقيادة واتخاذ القرار والتفكير النقدي. وقد كانت الأغلبية الساحقة من المشاركين في هذه الأنشطة من الفتيات والسيدات.
ومنذ مشاركتهن، كان الأثر الذي تركته هذه الأنشطة عميقاً وواضحاً على الشابات. وفي هذا الصدد قالت باختاوار التي زارت مؤخراً مدرسة ابنتها سعيدة في لياري لتوجيه الشكر بشكل شخصي لمدرب الجيل المبهر: "كانت ابنتي فتاة خجولة وتبقى صامتة في الأماكن العامة. لكنها الآن تتمتع بالثقة وتتحدث أمام الكثير من الناس. الجيل المبهر هو برنامج رائع يعلّم الأطفال العمل الجماعي والصبر والتسامح والسلام".
وقد ترك البرنامج أثراً واضحاً وملموساً في المجتمع المحلي. فقد حضر نابي باكش، وكيل وزارة التعليم في منطقة لياري، إحدى فعاليات "كرة القدم من أجل التنمية" التي نظّمها برنامج الجيل المبهر احتفالاً بإنجازات السيدات مع المطالبة بالمزيد من المساواة, كما تواجد أيضاً أكثر من 100 شخص من المجتمع المحلي. وقال باكش عن ذلك: "إنا في غاية السعادة لرؤية هذا الكمّ من الفتيات هنا اللواتي يمثلن لياري والأثر الإيجابي في المجتمع. إني ممتن للجيل المبهر على توفير منصة للفتيات والسيدات كي يطورن مهاراتهن ويكتشفن فرصاً جديدة. السيدات في لياري بحاجة للتعليم من أجل تمكين أنفسهن".
من جهتها، قالت روزا داليساندرو، مديرة برنامج الجيل المبهر في اللجنة العليا: "تحقق الفتيات قفزات إيجابية في مجتمعهن المحلي من خلال الجيل المبهر. وسيكون لهذا في النهاية أثر إيجابي على سلوكهن، كما يُظهر بوضوح المزايا التي يجلبها البرنامج لحياة الأفراد في محيطهم".