search

    ليوث الريغبي الجزائري يحلمون بالسير على خطى ثعالب كرة القدم

    وكالات

     ظلت رياضة الريغبي غائبة عن الساحة الرياضية الجزائرية لاكثر من اربعين سنة قبل ان تعود مع جيل جديد من اللاعبين "الليوث" النشيطين في البطولات الاجنبية وخاصة الفرنسية الذين يحلمون باعادة الروح لهذه الرياضة أملا بالسير على خطى كرة القدم.
     
     فكرة اعادة احياء الريغبي بدأت سنة 2007 من مدينة نابل التونسية من خلال اول مباراة شارك فيها لاعبون جزائريون ينشطون في البطولة الفرنسية. 
     
     وتشكلت النواة الاولى للريغبي من عبد القادر سفيان وعزوز عيب، وهما جزائريان من مواليد فرنسا، ثم التحق بهما جمعي تباني من مواليد الجزائر. حلمهم كان انشاء منتخب وطني في بلد لا يوجد فيه اي ناد وفقد كل تقاليد هذه اللعبة التي كانت تعرف انتشارا خلال حقبة الاستعمار الفرنسي.
     
     وتحقق الحلم يوم 18 كانون الاول/ديسمبر في ملعب احمد زبانة في وهران (غرب) بعد اكثر من خمسين سنة على استقلال الجزائر في 1962.
     
     وحملت المباراة الاولى بالاضافة الى رمزيتها فوزا على المنتخب التونسي 16-6 رغم ان الأخير مصنف في المركز ال39 عالميا، بينما لا توجد الجزائر في التصنيف الذي يضم 102 اتحاد وطني.
     
     وشكل الفوز "مفاجأة جميلة" كما عبر عن ذلك رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى براف لوكالة "فرانس برس".
     
    مزدوجو الجنسية
    في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، اعترف الاتحاد الدولي الريغبي بشكل رسمي بالاتحاد الجزائري، والهدف هو المشاركة في كأس العالم باليابان سنة 2019 ليكون اول منتخب من المغرب العربي يشارك في هذه المنافسة.
     
     وتحتاج مسيرة منتخب الريغبي الى فترة من الوقت بطبيعة الحال الى فترة زمنية لتكرار الانجاز الذي حققه منتخب الجزائر لكرة القدم في كأس العالم الاخيرة في البرازيل صيف 2014  حين تأهل الى الدور الثاني قبل ان يخسر بصعوبة امام نظيره الالماني 1-2 بعد التمديد.
     
     وفي المدى البعيد، يسعى الاتحاد الجزائري الى الصعود بمنتخب الريغبي الى المركز الثاني في افريقيا مباشرة بعد منتخب جنوب افريقيا احد اكبر المنتخبات في العالم، متقدما بذلك على منتخبات ناميبيا وساحل العاج او زمبابوي التي سبق لها المشاركة في كأس العالم.
     
     وبرغم هذه الاحلام الكبيرة، فان رئيس الاتحاد الجزائري عبد القادر سفيان بن حسان اكد ان "الامكانات متواضعة" سواء من حيث الملاعب او اللاعبين في ظل غياب دوري وطني. فلا يوجد الا لاعبين محليين فقط ضمن التشكيلة التي واجهت المنتخب التونسي، وينشط الباقون في البطولة الفرنسية خاصة والرومانية وحتى النيوزيلاندية. 
     
     لذلك فان ميلاد الريغبي الجزائري مرتبط مباشرة بفرنسا بما ان مزدوجي الجنسية من الفرنسيين الجزائريين هم من احيوا فكرة اعادة هذه الرياضة الى الجزائر بلدهم الاصلي، ابرزهم بن حسان الذي اسس في 2007 نادي ملعب وهران، اول ناد جزائري للعبة منذ الاستقلال.
     
    رياضة مجهولة
    عرفت مسيرة الريغبي في الجزائر الكثير من العراقيل حتى ان بعض المسؤولين عن الرياضة لم يرغبوا ب"سماع اي حديث عنها"، بحسب مصدر من اللجنة الأولمبية.
     
     وبحسب رئيس الاتحاد فانه "من الضروري ان نعيد للجزائريين وللمسؤولين حب هذه الرياضة المجهولة"، مضيفا "يجب ايضا ان نجد مكانا ووقتا للتدريب مع لاعبي كرة القدم. ومن الطبيعي ان يأخذ ذلك بعض الوقت". 
     
     وتطلب كل ذلك تسع سنوات من العمل من اجل ان يرى الاتحاد الجزائري للريغبي النور.
     
     ومن اجل توفير الظروف والاستجابة لشروط انشاء اتحاد، حصل المؤسسون على رخص لانشاء نواد محلية و"قمنا بتنظيم ايام تدريبية في العديد من المدن من اجل التعريف باللعبة وجلب الشباب لها"، كما اوضح رئيس الاتحاد.
     
     وتم انشاء عشرة نواد منذ 2007، ويسعى الاتحاد الان الى توسيع قائمة المنخرطين بضم الرياضة الى المدرسة.
     
     وسيشهد 2016 اول بطولة جزائرية للريغبي في فئة اقل من 19 سنة بحسب ما صرح مدرب المنتخب الجزائري جمعي تباني للاذاعة الجزائرية الاربعاء.