search

    رؤية فنية لقمة الكرة القطرية بين الريان والجيش

    نقلا عن جريدة الراية

    يقدمها: نايف بن خليفة آل ثاني 

    بمناسبة مباراة القمة في دوري نجوم قطر لكرة القدم التي تجمع الريان المتصدر للبطولة مع الجيش ثاني جدول الترتيب..ارتأيت ان اقدم بين ايدي القراء الكرام هذا التقرير من خلال التحليل الفني لبعض التفاصيل الفنية اوالتكتيكية لطرفي اللقاء.

    طريقة اللعب:  

    يلعب فريق الريان بطريقة  3 - 5– 2

    وتعتبر هذه الطريقة من اكثر طرق اللعب فعالية في عملية التحول من الدفاع الى الهجوم والعكس نظرا لتواجد 5 لاعبين في خط وسط الفريق..فضلا عن توفيرها لتغطية عرض الملعب بالكامل حين يتمركز اللاعبون الخمسة في منطقة الوسط اوالدفاع في الحالة الدفاعية..اما من الناحية الهجومية فان هذه الطريقة  توفرعدد كبير من اللاعبين في خط الهجوم من خلال المساندة الهجومية للاعبي الوسط سواء في العمق او على الاطراف.. وقياسا على ما قدمه الريان من اداء ونتائج مميزة فيما مضى من مباريات يمكننا القول ان هذه الطريقة تتلائم مع الفريق ويعود الفضل في نجاح طريقة 3 – 5 - 2 الى تواجد العديد من اللاعبين المميزين ممن لديهم من القدرات البدنية والفنية ما ينسجم مع هذه الطريقة.

    كما ان هذه الطريقة تتناسب مع اسلوب اللعب للفريق من الجانب الدفاعي لان من مميزاتها انها تساهم في انجاح في تطبيق اسلوب الضغط على المنافس في وسط الملعب او في الثلث الهجومي لتوافر لاعبين 5  في الوسط بالاضافة الى لاعبين في المقدمة..كما نجحت الى حد كبير مع الريان في تنفيذ التكتيك او النهج الهجومي الذي ظهر به الفريق هذا الموسم وتمكن من خلاله تسجيل 31 هدفا في 9 مباريات لانها تعتبر من اكثر طرق فعالية (هجوميا) لتوافرعدد كبير من اللاعبين في خط الهجوم سواء في العمق او على الاطراف .

    اما الطرف الثاني للقاء القمة فريق الجيش فانه يلعب بطريقة 4 – 3 – 3.

    وبالرغم من  نجاح الجيش في الاداء بهذه الطريقة الى حد ما نظرا لتواجد عدد من اللاعبين الذين تتناسب امكاناتهم الفنية والبدنية..الا انه لم يصل الى القدر من النجاح ( التكتيكي) الذي حققه الريان مع طريقة 3 – 5 – 2.

     وتتناسب طريقة اللعب هذه مع اسلوب اللعب للجيش لان هذه الطريقة ( 4 – 3 – 3 ) توفر الفرصة لتشكيل مثلثات على ارض الملعب تؤدي الى نجاح الاداء الجماعي للفريق في الجانب الدفاعي بسبب ما توفره هذه الطريقة من تقارب بين مراكز اللاعبين وخطوط الفريق..وكذلك من الجانب الهجومي حيث يؤدي تشكيل تلك المثلثات بين اللاعبين التي توفرها هذه الطريقة الى تقارب المسافات بينهم مع توافر زوايا وخيارات جيدة للتمريرالصحيح بين اللاعبين..وهذه الطريقة تنجح مع الفريق حين يلعب الكرة على الارض من خلال التمريرات القصيرة بين لاعبيه.

    ونحن اليوم على موعد مع مواجهة بين طريقة 3 – 5 – 2 وطريقة 4 – 3 – 3.

    ولكل طريقة نقاط قوة ونقاط ضعف قد تؤثر في مباراة اليوم بالسلب او بالايجاب على كلا الفريقين.

    فطريقة 3 – 5 – 2 التي يلعب بها فريق الريان توفر ميزة الزيادة العددية في وسط الملعب من خلال تواجد 5 لاعبين في خط الوسط مقابل 3 لاعبين للجيش.. وفي المقابل فان للجيش ميزة قد ترجح كفته في خط الهجوم من خلال تواجد 3 لاعبين مقابل 3 مدافعين للريان..وهذا طبعا قد يتسبب في متاعب للريانيين في حالة عدم الارتداد السريع للاعبا اطراف ( الوسط ) الرياني للدفاع عند فقدان الكرة لان ذلك سيؤدي الى انكشاف مساحات فارغة على الاطراف – وهو ما يعتبر من اهم سلبيات هذه الطريقة في حالة الدفاع - خصوصا في حال بقاء ثلاثي الهجوم للجيش اغلب فترات المباراة في الثلث الهجومي قد يجبر اما لاعبو الاطراف او الارتكاز في خط الوسط بعدم التقدم لمساندة الهجوم..والبقاء في الخلف من اجل توفير المساندة الدفاعية لزملائهم في خط الدفاع تلافيا لعدم وقوعهم في موقف:(ثلاثة مدافعين في مواجهة ثلاثة مهاجمين ).

    اسلوب اللعب :

     في حالة الدفاع يلعب الريان باسلوب الضغط  العالي او المتوسط على الفريق المنافس..ويتميز فريق الريان بهذا الاسلوب الدفاعي..فحين يفقد لاعبو الريان الكرة يقومون بالضغط على حامل الكرة في الثلث الهجومي او الثلث الاوسط بقوة وفاعلية تمكنهم من استرجاع الكرة فورا في كثير من الاحيان..وما يميز الضغط الدفاعي الرياني هو انه يتم بشكل مباشر..فبمجرد فقدان الكرة يضغط اكثر من لاعب وبشكل جماعي.

    اما فريق الجيش فان لاعبيه يبدأون بالضغط على الفريق المنافس في حالة الدفاع في الثلث الاوسط  من الملعب غالبا..واحيانا في الثلث الهجومي.

    وهناك عدة اوجه للشبه بين الفريقين في حالة الدفاع..فالفريقين يتميزان  باسلوب الضغط الدفاعي..وعلى الرغم من تميز اكثر للريان الى حد ما في هذا الجانب وذلك من خلال الضغط  (المباشر) الا ان لذك الامر جانبا سلبيا قد ينتج عن سوء التوقيت في تطبيق هذا النوع من الضغط على المنافس يؤدي الى ظهور بعض الثغرات الدفاعية احيانا على الاطراف.

    وكذلك الحال بالنسبة لفريق الجيش فان اهم نقاط الضعف في دفاعه تتمثل في ظهور ثغرات  في الجهة الدفاعية اليسرى للفريق احيانا اما بسبب سوء التمركز للظهير الايسر او لعدم توافر التغطية الدفاعية اللازمة للجهة اليسرى حين يتقدم الظهير الايسر لمساندة الهجوم.

    وكما يجيد لاعبو الدفاع في كلا الفريقين التعامل مع التمريرات الطويلة بشكل ممتاز وبنفس القدر من الاجادة تقريبا.

    اما دفاع الفريقين ضد الهجمات المرتدة..فانه يعتبر لابأس به خلال الارتداد السريع للاعبي الفريقين الى مناطقهم الدفاعية وبعدد كافي من اللاعبين عند فقدان الكرة..وان كانت هناك بعض الثغرات التي تظهر احيانا في المناطق الدفاعية بسبب عدم توافر التغطية او لسوء التنظيم الدفاعي اثناء التحول من الهجوم الى الدفاع.

    وبلغة الارقام او الاحصائيات فان دفاع الجيش يعتبر هو الافضل بعد مضي 9 جولات من عمر الدوري حيث تم تسجيل 6 اهداف في مرماه..وياتي بعده دفاع الريان الذي قبلت شباكه 8 اهداف . 

    كما يتشابه اسلوب اللعب الهجومي للفريقين نوعا ما..فكلاهما يعتمد على اكثر من اسلوب سواء فييما يتعلق ببناء الهجمات او انهائها..فاحيانا يكون الاعتماد على اسلوب اللعب المباشر من خلال ارسال الكرات من الخلف الى خط المقدمة..وهذ الاسلوب لم يكن فعالا مع كلا الفريقين لعدم توافر مهاجم صاحب قدرات فنية وبدنية خاصة قادر على استقبال الكرات من التمريرات الطويلة والعالية ومن ثم التصرف بشكل صحيح.

    او يكون الاعتماد على اسلوب بناء اللعب او اسلوب (الاستحواذ)..حيث يبدأ الفريق ببناء هجماته من خلال التمريرات القصيرة  بدءا من الخلف مرورا بالوسط ووصولا الى خط الهجوم..او بالاعتماد على اسلوب ( الهجمات المرتدة).. ويتم انهاء الهجمات غالبا عن طريق التمريرات العرضية او التمريرات البينية في العمق واحيانا من خلال التسديد من خارج منطقة الجزاء.

    المحاولات التهديفية للفريقين...وعلى الرغم من تنوع اساليب اللعب الهجومية للريان والجيش الا ان الكثير أومعظم المحاولات التهديفية لكلا الفريقين كانت تبدأ من هجمات مرتدة وتنتهي بتمريرات عرضية أو بتمريرات بينية في العمق داخل منطقة الجزاء.. فكثيرا ما يستغل لاعبو الفريقين الضغط  الدفاعي على لاعبي الفرق المنافسة لاستخلاص الكرة والقيام بهجمات مرتدة سريعة تمكن من خلالها الفريقان من تسجيل معظم اهدافهما تقريبا في بطولة الدوري حتى الان.

    أهم مفاتيح اللعب في الفريقين :

    يتواجد في صفوف كلا من الفريقين العديد من اللاعبين المتميزين..الا ان الابرز في الجيش والذين يعتبرون أهم نقاط القوة في الفريق فهم المدافع الممتاز ( لوكاس) رقم 4..بالاضافة الى هدافه المغربي عبدالرزاق والنجمان الاخران المتميزان في صنع وتسجيل الاهداف البرازيلي ( روماريو) والاوزبكي ( رشيدوف ).

    وفي الريان فيبقى الابرزهم تاباتا النجم الهداف وصانع الالعاب الرائع والاسباني جارسيا والباراغوياني كاسيراس.